قُتل وجرح عناصر من قوات النظام السوري، مساء اليوم الثلاثاء، إثر استهداف فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل عسكرية معارضة في منطقة إدلب، مواقع عسكرية لقوات النظام بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، وذلك رداً على استهداف الأخير قرى وبلدات منطقة "خفض التصعيد الرابعة" في خرق للهدنة التي طلبها أمس الاثنين بعد تعرض مواقع عسكرية حساسة للقصف.
وقالت وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن عنصراً من قوات النظام قُتل مساء اليوم، بالإضافة إلى جرح ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، إثر استهداف طاقم فصائل المعارضة فرقة عسكرية لقوات النظام على تلة القرميل في منطقة جبل التركمان بريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي.
وأكدت وحدات الرصد أن عملية الاستهداف جاءت رداً على استهداف قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا، اليوم الثلاثاء، بقذائف المدفعية والصواريخ، قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وريف حماة الشمالي الغربي. كما استهدفت قذائف المدفعية التي أطلقتها قوات النظام منازل المدنيين وإحدى المدارس في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، ما أدى إلى خروج صفين من المدرسة عن الخدمة، وإصابة أب وطفلته وطفله الرضيع واندلاع حريق في منزلهم.
كما تعرضت بلدة السحارة بريف حلب الغربي، لقذائف المدفعية، تزامنا مع تحليق طائرة استطلاع روسية في أجواء المنطقة.
ووثقت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) منذ يوم الأربعاء الفائت، وحتى اليوم، مقتل 46 مدنياً، من بينهم 9 نساء و13 طفلاً، وإصابة 213 مدنياً، وذلك جراء تصعيد الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية من قبل نظام الأسد وروسيا في منطقة شمال غرب سورية، مؤكدةً أن الهجمات الممنهجة استهدفت السكان المدنيين والأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك 10 مدارس ومرافق تعليمية، و 5 مساجد، و5 مرافق طبية منها مستشفيان، و3 مخيمات للمهجرين ومتضرري الزلزال، و4 أسواق.
وبينت أن نظام الأسد استخدم الأسلحة المحظورة عالمياً، بإطلاقه الذخائر العنقودية في هجوم على بلدة ترمانين والذخائر الحارقة أربع مرات منذ الأربعاء الفائت، موضحةً أن هذه الأسلحة محظورة عالمياً "لأنها تسبب أضراراً مدنية مباشرة وطويلة الأمد، مخلفة وراءها مخلفات غير منفجرة تعمل كألغام أرضية لسنوات".
وكانت قوات النظام السوري قد طلبت يوم أمس الاثنين، من فصائل المعارضة في إدلب، هدنة لوقف القصف، وذلك بعد استهداف الفصائل مواقع عسكرية حساسة لقوات النظام وروسيا وإيران في عمق مناطق سيطرتهم، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بينهم ضباط، شمال غربي سورية، وذلك رداً على التصعيد في منطقة إدلب ومقتل وجرح عشرات المدنيين.