هجوم صاروخي يستهدف معسكراً للتحالف قبل يوم من تسليمه للقوات العراقية

24 يوليو 2020
يقوم التحالف بتسليم معسكرات له للعراقيين في إعادة هيكلة لمهامه (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت السلطات العراقية اليوم الجمعة، عن استهداف معسكر للتحالف الدولي بأربعة صواريخ كاتيوشا، مؤكدة أن القصف أسفر عن خسائر مادية فقط بالمعسكر الواقع على بعد نحو 25 كم جنوبي العاصمة بغداد، وكان من المقرر أن يتم تسليمه للجيش العراقي يوم غد السبت، ضمن عملية إعادة التموضع التي تجريها قوات التحالف في العراق.
وبحسب بيان لخلية الإعلام الأمني العراقية، فإن 4 صواريخ من طراز كاتيوشا سقطت داخل معسكر "بسماية"، عصر اليوم الجمعة، حيث سقط الأول على مستودع لسلاح الدروع، والثاني على "كرفانات" تابعة للقوة المكلفة بحماية المعسكر. وأوضح البيان أن "الصاروخين الآخرين سقطا في ساحة فارغة، ما أدى إلى أضرار مادية فقط دون وقوع خسائر بشرية"، مؤكداً أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن انطلاق هذه الصواريخ كان من منطقة الداينية التابعة لمحافظة ديالى".

ويعتبر هذا الهجوم هو الثامن من نوعه خلال أقل من شهر، حيث استهدفت هجمات صاروخية مماثلة مطار بغداد والمنطقة الخضراء، وتشير تقارير أمنية عراقية إلى وقوف مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران وراء تلك الهجمات، ضمن حملة تصعيد من قبلها للدفع تجاه سحب القوات الأميركية من العراق.

وكانت قيادة العمليات العراقية المشتركة قد أكدت في وقت سابق من هذا اليوم، أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية يستعد لتسليم مواقع جديدة للقوات العراقية، وفقاً لتوقيتات زمنية تم الاتفاق عليها بين الجانبين.

تشير تقارير أمنية عراقية إلى وقوف مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران وراء هذه الهجمات

وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي إن "التحالف الدولي لا يزال يدعم العراق في محاربة عصابات داعش الإرهابية، وإن هناك أكثر من 61 دولة تقوم بهذا الدعم"، مبيناً في تصريح صحافي أن التحالف سيقوم في القريب العاجل بتسليم بعض المواقع التي تم الاتفاق عليها بين الحكومة والتحالف. وتابع "هناك جدول زمني أُعِدّ بين الحكومة وقوات التحالف الدولي لتسليم المعسكرات"، موضحاً أنه وفقاً لهذا الجدول الزمني تم تسليم العديد من المعسكرات إلى قوات الأمن العراقية. ولفت الخفاجي إلى وجود التزام بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي بموعد تسليم المواقع، مؤكداً وجود تنسيق عالٍ في هذا الصدد.

وفي السياق ذاته، أعلن التحالف الدولي عن بدء مرحلة جديدة لطبيعة المهام التي يقوم بها في العراق، مؤكداً في بيان أن قوة المهام المشتركة التابعة للتحالف، والتي تعمل في العراق قامت بتقليص عدد أفرادها، وإعادة تنظيم نفسها لتكون مهامها مقتصرة على مجموعة المستشارين العسكريين كجزء من نهج جديد لدعم عمليات قوات الأمن العراقية في مهمة هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.
وذكر البيان أن "مجموعة المستشارين العسكريين في العراق ستكون أصغر حجماً، ولكن بقدرات متخصصة من الخبراء لتقديم المشورة لأفراد الأمن والقادة العراقيين"، مبيناً أن هذه المجموعة تتكون من فرق استشارية من 13 دولة في التحالف الدولي، تعمل جنباً إلى جنب مع ضباط الاتصال في قيادة العمليات العراقية في موقع مركزي واحد في بغداد، وسيكون العميد رايان ريداوت من سلاح البحرية الأميركية مديراً لمجموعة المستشارين العسكريين في العراق.

ونقل البيان عن ريداوت عند تسلمه مهمة قيادة مجموعة المستشارين العسكريين قوله: "بكل صراحة وتواضع، إنه لشرف لي أن أكون جزءاً من هذه المهمة"، موضحاً أنه يأمل بمعرفة المزيد، والعمل على مواصلة النجاح الذي حققه التحالف الدولي في العراق.

وكان ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة قد قال لـ"العربي الجديد": إن تقليص مهام التحالف الدولي في العراق لا يعني أبداً وقف الدعم للقوات العراقية، مؤكداً أن أطراف التحالف جددت تعهدها بتزويد قوات الأمن العراقية بكل ما تحتاجه من استشارات لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي. وكان ضباط عراقيون قد قالوا الأسبوع الماضي إن "قيادة العمليات المشتركة وسّعت من دائرة التنسيق والتعاون الاستخباري مع التحالف الدولي، من أجل استهداف رؤوس التنظيم في البلاد"، موضحين أن "عملية التنسيق والتعاون تتضمن ملاحقة قيادات التنظيم وجمع المعلومات عنها، ومن ثم تحليلها وتنفيذ ضربات نوعية لإنهائها".