هجمات "داعش" في العراق... إثبات وجود أم خلل أمني؟

15 يوليو 2024
جنود عراقيون في ديالى، 10 مارس 2024 (يونس البياتي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **هجمات داعش في ديالى وكركوك**: شهدت المحافظتان هجمات نوعية أدت إلى مقتل وجرح عدد من عناصر القوات الأمنية، مما دفع وزيري الدفاع والداخلية إلى زيارة المحافظتين وإصدار أوامر بعمليات عسكرية جديدة.

- **ردود الفعل الرسمية**: أكد اللواء تحسين الخفاجي أن الوضع الأمني تحت السيطرة، مع استمرار العمليات ضد خلايا داعش. دعا رئيس لجنة الأمن والدفاع إلى تشديد الإجراءات الأمنية لمنع تكرار الهجمات.

- **تحليل الخلل الأمني**: أشار الخبير الأمني أحمد الشريفي إلى وجود خلل في الخطط العسكرية، داعياً إلى إعادة النظر فيها وتشديد الإجراءات الأمنية.

شهدت محافظتا ديالى كركوك في شرق العراق وشماله هجمات نوعية نفذها تنظيم داعش، يومي السبت والأحد الماضيين. وأوقعت هجمات "داعش" في العراق قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمنية، وهو ما استدعى إجراء وزير الدفاع، ثابت العباسي، ووزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، زيارات ميدانية للمحافظتين، والوقوف على الوضع الأمني فيهما، وإصدار أوامر بعمليات عسكرية جديدة. الهجوم الأعنف في ديالى أمس الأول السبت، أدى إلى مقتل ضابط برتبة عميد في الشرطة الاتحادية، إضافة الى خمسة عناصر أمن، وجرح آخرين، وفق مصادر أمنية لـ"العربي الجديد". وشهدت محافظة كركوك اشتباكات بين قوة من مديرية الأمن، في بلدة قره هنجير مع عدد من عناصر تنظيم داعش، أسفرت عن مقتل عنصر أمن واحد على الأقل وجرح آخرين، كما قتل أحد عناصر التنظيم بالهجوم.

تحسين الخفاجي: حصول الهجمات الجديدة لا يعني خروج الوضع عن السيطرة

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "حصول الهجمات الجديدة، لا يعني خروج الوضع عن السيطرة، بل إن الوضع مسيطر عليه وهناك عمليات نوعية للقوات العراقية ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي في كل المدن العراقية". وأضاف الخفاجي أن "القوات الأمنية خلال عملية الدهم والتفتيش في بساتين العيط بمنطقة خان بني سعد في ديالى، كشفت عن وكر كبير وخطير لتنظيم داعش الإرهابي، وعملية المداهمة جرت وفق معلومات استخباراتية دقيقة، وهناك تطور كبير في العمل الأمني والاستخباراتي لملاحقة خلايا التنظيم الإرهابي".

هجمات "داعش" في العراق لفكّ الحصار

وأكد أن "استمرار عمليات الضغط العسكرية النوعية ضد ما تبقى من خلايا لتنظيم داعش الإرهابي، يجعله يحاول شنّ بعض الهجمات على القوات الأمنية لفك الضغط والحصار عليه، لكن نحن مستمرون بتلك العمليات. وداعش فقد كل قواته العسكرية، والخروقات التي تحصل لا تؤثر في الاستقرار وضبط الأمن، والوضع مسيطر عليه بشكل كامل، ومصير ما تبقى من عناصر داعش سيكون القتل أو الاعتقال".

من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حصل من هجمات "داعش" في العراق في ديالى وكذلك كركوك، يجب ألا يمر مرور الكرام، بل يجب أن يكون هناك تشديد أمني وعسكري في تلك المناطق للقضاء على خلايا التنظيم ومنع تكرار خروقات كهذه". وبيّن عليوي أن "عودة هجمات "داعش" في العراق بهذا التوقيت تثير علامات الاستغراب والاستفهام، خصوصاً في ظل السعي الحكومي لإنهاء وجود التحالف الدولي وإخراج القوات الأميركية، الذي ما زال يتحجج بوجود خطر داعش في العراق، رغم السيطرة الأمنية الكاملة للقوات العراقية على كامل الأراضي العراقية".

وأضاف أن "تحريك خلايا داعش لشن هجمات للتأثير بسير مفاوضات بغداد وواشنطن أمر غير مستغرب، خصوصاً أن الولايات المتحدة مستعدة لفعل أي شيء وكل شيء من أجل استمرار بقاء قواتها لفترة أطول في العراق، ولهذا يجب الحذر وتشديد كامل الإجراءات لمنع تكرار أي خروقات لخلايا تنظيم داعش الإرهابي، مع استمرار العمليات العسكرية البرية والجوية ضد تلك الخلايا". واعتبر أن "تنظيم داعش الإرهابي فقد كل قواه العسكرية، وهو لا يستطيع السيطرة على شبر واحد من الأراضي العراقية، ولهذا هو يلجأ بين حين وآخر إلى عمليات كهذه من أجل إرسال رسائل بأنه ما زال موجوداً في العراق".

خلل أمني في الخطط العسكرية

في المقابل، قال الخبير في الشأن الأمني أحمد الشريفي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حصل من خرق أمني في ديالى وكركوك يؤكد وجود خلل أمني في الخطط العسكرية لمسك تلك الأراضي، وإلا فكيف تستطيع تلك العناصر التحرك في مناطق كهذه، هي ممسوكة أمنياً، وشُنت فيها سابقاً عمليات أمنية خلال الفترة الماضية؟".

كريم عليوي: عودة هجمات "داعش" بهذا التوقيت تثير علامات الاستغراب والاستفهام

وبيّن الشريفي أن "خروقات أمنية كهذه يجب أن يكون فيها اتخاذ مواقف أمنية وعسكرية بقضية إعادة الخطط، وكذلك إجراء تغييرات في مواقع القيادات العسكرية في المناطق التي تحصل فيها هجمات إرهابية، كذلك التشديد على القطعات العسكرية الماسكة للأرض بعدم التراخي، الذي يستغله الدواعش بشكل كبير في شن الهجمات". وأضاف أن "دلالات عودة هجمات "داعش" في العراق تؤكد وجود خلل في قضية مسك الأراضي، وكذلك في عملية ملاحقة العناصر الإرهابية وتتبع الخلايا، خصوصاً أن هجمات "داعش" في العراق دائماً ما تتكرر في مناطق توجد فيها القوات العراقية ويكون فيها عمليات أمنية سابقة، وهذا ما يؤكد وجود خلل يجب معالجته بأسرع وقت لمنع تكرار هجمات "داعش" في العراق أو تطور تلك الهجمات بشكل أخطر وأكبر، في حال استمرار هذا الخلل".

وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات "داعش" في العراق التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، والأنبار)، ولا سيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم. إلا أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وجه أخيراً باستمرار استهداف بقايا "داعش"، وتنفيذ عمليات استباقية ضد ما تبقى منهم بإشراف من قيادة العمليات المشتركة.