"هآرتس": هذه أسباب تأخر صفقة الأسرى مع "حماس"

20 نوفمبر 2023
مصلحة نتنياهو والجيش بعد إخفاق 7 أكتوبر تطيل أمد الحرب وتعيق صفقة الأسرى (Getty)
+ الخط -

 

في الوقت الذي تحاول فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي ومجلسها الحربي (كابينت الحرب) اتهام حركة حماس ورئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار بتأخير صفقة لتبادل الأسرى، تشير تقارير وتحليلات إسرائيلية إلى أن مصلحة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أبرز العوامل التي تعيق الصفقة، وأنه ليس معنياً بها بالضرورة.

في هذا السياق، نقل الصحافي الإسرائيلي ريفيف دروكر، في مقال نشره في صحيفة "هآرتس" اليوم الإثنين، عن أحد كبار الوزراء الإسرائيليين في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) قوله له، قبل يومين، إن "نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب قدر الإمكان، وهذا في مصلحته، ولهذا السبب يُقال في المؤتمرات الصحافية إنه لا يوجد عرض لصفقة مختطفين".

ويرى نتنياهو، برأي الكاتب، أن عليه إخضاع حماس، بغض النظر عن الوقت الذي تتطلبه الحرب، ويمكنه الادعاء، كما فعل في المؤتمر الصحافي منذ يومين، بأنه مندهش من الانشغال في الأمور السياسية من قبل البعض فيما يحارب الجنود في غزة.

ويرى الصحافي الإسرائيلي أن نتنياهو لن يتوقف، حتى لو طلب منه الرئيس الأميركي جو بايدن ذلك، ويحاول الترويج إلى أنه وحده القادر على مواجهة الضغوط الدولية.

وأضاف دروكر أن مصلحة نتنياهو تلتقي مع مصلحة الجيش في أعقاب الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر، وأن خلاصهما الجزئي يأتي بتوجيه ضربة قاضية لحركة حماس.

وفي هذا السياق، اعتاد وزير الأمن يوآف غالانت القول إنه لا يعرف "ساعات"، وإنما "أهدافاً" فقط، ما يعني برأي الكاتب أنه لا يكترث للاقتصاد والعلاقات مع مصر والأردن والولايات المتحدة، واتفاقيات التطبيع (أبراهام)، وأنه لا يمكنه إنهاء الحرب قبل إخضاع حماس، وعليه فإن تقارب المصالح هذا بين نتنياهو وغالانت قد يطيل أمد الحرب لأشهر طويلة. 

وتابع دروكر بأن "الحقيقة يجب أن تُقال: نتنياهو وغالانت يدفعان ضريبة كلامية لعائلات المختطفين. يقولون كل الكلمات الصحيحة، (أولوية عليا... أتخيل أنه ابني)، لكن في سلوكهما يتركان المختطفين في الخلف".

وانتقد الكاتب الإعلام الإسرائيلي قائلاً إن نتنياهو يستغل عدم قيام وسائل الاعلام ببث تقارير حماس حول وضع المفاوضات، ولا تبث فيديوهات المحتجزين ولا تفحص ادعاءات حماس بأن القصف الإسرائيلي في غزة أصاب عدداً من المحتجزين، ما يتيح لنتنياهو مساحة للادعاء بأنه يبذل كل ما في وسعه من أجل إطلاق سراح المحتجزين.

وربما يظنّ نتنياهو، برأي الكاتب، أن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار قد يزيد الضغط السياسي عليه للتوقف نهائياً أو الاستقالة. 

من جهته، كتب مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يشواع، اليوم، أنه جرى إبلاغ "الكابينت" بتقدّم، من شأنه، بحسب تصريحات المستوى السياسي، "إطلاق سراح جميع الأمهات والأولاد الموجودين في الأسر لدى حماس، وبالمقابل تفرج إسرائيل عن عدد رمزي من الأسيرات والقاصرين (الفلسطينيين) الموجودين في سجونها، إلى جانب وقف لإطلاق النار لعدة أيام".

وذكر الكاتب أن الجيش الإسرائيلي أوضح أنه يمكنه مواصلة حربه على غزة بعد ذلك.

وطرح الكاتب تساؤلاً عما إذا كان جيش الاحتلال سيتمكّن فعلاً من مواصلة الحرب بنفس القوة، وما إذا كان من الأفضل الضغط على السنوار لتحرير المزيد من المحتجزين.

واعتبر الكاتب أن الصفقة بشكلها الحالي تشكّل خطراً على إمكانية تغيير الواقع في غزة.

بدوره، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، اليوم، أن في إسرائيل من يعتقدون أن عليها اغتنام فرصة الصفقة، وإن كانت لن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين في المرحلة الأولى.

ويأتي هذا الموقف بادّعاء أن "السنوار أقل عقلانية من حزب الله (أجرى عدة صفقات تبادل مع إسرائيل) وقد يقطع الاتصال، وحتى إنه قد يتسبب بفقدان الاتصال مع المخطوفين في حال تصاعدت الحرب لاحقاً.  وعليه، هناك حاجة ماسة لتخليص كل من يمكن تخليصه من الأسر في الوقت القريب".

المساهمون