"هآرتس" عن الدروع البشرية: الجيش الإسرائيلي يعامل الفلسطينيين ككلاب

16 اغسطس 2024
دبابة إسرائيلية تتقدم بينما يفر فلسطينيون نازحون من خانيونس، 30 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يكشف جدعون ليفي عن استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية بدلاً من الكلاب المدربة، مما يعكس قسوة ووحشية الجيش.
- ينتقد ليفي تقليص وحدة "عوكتس" الخاصة بالكلاب 7142، مشيراً إلى أن الجيش يستخدم الفلسطينيين كبديل أرخص وأقل تكلفة، مما يعكس تجاهل الجيش للحياة الإنسانية.
- يصف ليفي الظروف القاسية التي يُحتجز فيها الفلسطينيون، حيث يتم إرسالهم إلى الأنفاق مكبّلي الأيدي مع كاميرات، مما يعكس تجريدهم من إنسانيتهم.

لا يعكس عنوان الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي لمقاله في صحيفة هآرتس العبرية، "الفلسطينيون كلاب الجيش الإسرائيلي الجدد"، قدر الفلسطينيين، سكان قطاع غزة تحديداً، بل يعبر عن قسوة ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقسوة عنوان ليفي تكشف عن حقيقة مؤلمة، أن جيش الاحتلال لا يتعامل مع الفلسطينيين كأفراد بشر، بل يستخدمهم في مهام تُعهد عادة إلى الكلاب المدربة.

في تحقيق نُشر في صحيفة هآرتس، يعرض ليفي تفاصيل صادمة حول كيف يُستخدم الفلسطينيون دروعاً بشرية لتمشيط الأنفاق، عطفاً على التحقيق الذي نشرته صحيفة هآرتس" الأربعاء الماضي، مستنداً إلى شهادات وتوثيقات، ليؤكد أن حياة الفلسطيني في نظر الاحتلال، ليست أرخص من حياة جنوده فحسب، ولكن حتى من كلابه، وأن استخدامه أقل كلفة، سواء طعامه، أو الاعتناء به، وإن مات يمكن رميه، فلا جنازات ولا خطابات تأبين كتلك التي تقام للكلاب النافقة، ولا دموع تُذرف.

في مقاله اللاذع "الفلسطينيون كلاب الجيش الإسرائيلي الجدد"، ينتقد الكاتب جدعون ليفي قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتقليص وحدة "عوكتس" الخاصة بالكلاب 7142، تمهيداً لإلغائها. يشير ليفي إلى أن الوحدة قد شهدت نقصاً في الآونة الأخيرة بسبب خسائرها في قطاع غزة، ما دفع الجيش لاستخدام وسائل أقل كلفة وأكثر فعالية. يوضح أن الوحدة الجديدة، التي لم يُعطَ لها اسم بعد، تحقق نفس النتائج العملياتية دون الحاجة لتدريب طويل أو معدات مكلفة، مثل اللجام الحديدي. بدلاً من طعام الكلاب الباهظ، ستحصل "الكلاب الجديدة" على بقايا طعام الجنود، وسيتم إلغاء ميزانيات الدفن والتأبين. بينما كانت تقام جنازات عسكرية لكلاب "عوكتس" وتكريمها، لن تحتاج البدائل الجديدة لشواهد قبور أو مراسم إحياء ذكرى، ما يعكس تجاهل الجيش الإسرائيلي للحياة الإنسانية والرفاهية.

أضاف الكاتب: "التجربة في أوجها، وهناك بالفعل قتيل واحد في الوحدة الجديدة. الجيش الإسرائيلي يخطط قريباً لتصدير المعرفة التي اكتسبها إلى جيوش العالم. على صفحة ويكيبيديا الخاصة بوحدة الكلاب "عوكتس"، يُشار إلى أن الوحدة تشغّل سلاحاً عسكرياً فريداً - الكلب، الذي يوفّر مزايا عملياتية لا يمكن تعويضها بشرياً أو تكنولوجياً. لكن، يبدو أن البديل التكنولوجي لم يكن موجوداً، وتم العثور على بديل بشري. صحيح أن "بشري" قد تكون مبالغة، لكن الجيش الإسرائيلي وجد نوعاً من "الكلاب الجديدة"، الأرخص ثمناً والأكثر طواعية، إذ تعتبر حياتهم أقل قيمة. هؤلاء "الكلاب الجدد" هم من سكان قطاع غزة، إذ اختارهم الجيش بعناية من بين ملايين المرشحين. تجرى اختبارات الأداء في مخيمات النازحين، دون تحديد للسن، وبدون قيود على استخدام القوى البشرية الجديدة. يوظّفون ثم التخلص منهم، وبدون تدريبهم على مهام هجومية أو الكشف عن المتفجّرات. تطور العملية مستمر، وهم على الأقل لن يعضوا الأطفال الفلسطينيين أثناء نومهم، كما فعلت كلاب الباسكرفيل السابقة".

وفي وصفه للتحقيق الذي نشرته صحيفة هآرتس على صفحتها الأولى، كتب ليفي: "تظهر الصورة أحد "الكلاب الجديدة"، شاب من غزة مقيد اليدين، يرتدي زيّاً بالياً كان في السابق ملابس، وعيناه معصوبتان بقطعة قماش، بنظرة متجهة للأسفل، بينما يقف جنود مسلحون بجانبه". وأشار إلى ما ورد في التحقيق من تصريحات لضباط في جيش الاحتلال، حيث قالوا لجنودهم إن "حياتنا أهم من حياتهم"، مبررين بذلك استخدام المدنيين الفلسطينيين لتمشيط الأنفاق في غزة. وأضاف ليفي: "يتم إرسال هؤلاء الكلاب الجدد إلى الأنفاق مكبّلي الأيدي، مع كاميرات مثبتة على أجسادهم، تعرض أصوات أنفاسهم الخائفة".

وبحسب الكاتب، "يتم احتجاز هؤلاء الأفراد في ظروف قاسية تفوق حتى تلك التي تُفرض على كلاب وحدة عوكتس، وأصبح نشاطهم واسع النطاق ومنهجياً". وأشار إلى أن قناة الجزيرة سبق أن كشفت عن هذه الظاهرة، لكن الجيش الإسرائيلي نفى ذلك عبر أكاذيبه، حتى نشر مراسلان من صحيفة هآرتس القصة كاملة، والتي كانت صادمة. واعتبر ليفي أن "عملية تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم قد بلغت ذروتها". وأضافت "هآرتس" أن القيادة العليا لجيش الاحتلال الإسرائيلي "على علم بهذه الوحدة الجديدة، وأن حياة الكلب تُعتبر أكثر قيمة في نظر الجيش من حياة الفلسطيني".