كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، أنّ إسرائيل عدلت المعلومات الاستخبارية المتعلقة بتدمير "برج الجلاء" أثناء حرب غزة الأخيرة لكي تبرر قصفه.
وذكرت الصحيفة، أنه في أعقاب تدمير سلاح الجو الإسرائيلي البرج، الذي كان يضم مقار عدد من وسائل الإعلام وضمنها قناة "الجزيرة" ووكالة الأنباء الأميركية "أسوشييتد برس"، طلب المسؤولون الأميركيون من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدلة تؤكد أنّ "حركة حماس" استخدمت بالفعل البرج في عملياتها الحربية ضد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب تقديم تل أبيب هذه المعلومات أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه لم يحصل على معلومات تثبت أنّ الهجوم كان ضرورياً.
ولفتت إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن بادر بالاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت، وأعرب عن استيائه من استهداف البرج، مطالباً بمعلومات إضافية تبرر قصف المبنى.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ كبار المسؤولين العسكريين في إسرائيل اكتشفوا في أعقاب الطلب الأميركي، وموجة الانتقادات الدولية لتدمير البرج، وجود فجوات في الملف الاستخباري الذي تم الاستناد إليه لتبرير العملية.
وأضافت الصحيفة أنّ قيادة الجيش الإسرائيلي ادعت أنه عند إطلاق سلاح الجو صاروخاً تحذيرياً صوب "برج الجلاء" قبيل تدميره لم تكن القيادة العسكرية على علم بوجود مقار لوسائل إعلام عالمية في البرج، مشيرة إلى أنّ رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي عقد اجتماعاً عاجلاً دفع فيه نحو مواصلة الهجوم وتدمير البرج؛ حيث حظي موقف كوخافي بدعم النائب العام العسكري شارون أفيك، الذي زعم أنّ القانون الدولي يجيز تدمير البرج.
وشددت الصحيفة على أنّ الادعاء بعدم معرفة الجيش الإسرائيلي بوجود مقار وسائل الإعلام في "برج الجلاء" يتناقض مع رواية سابقة للجيش أكد فيها أنه كان على علم بذلك قبل عدة أيام من وقوع الهجوم، لا سيما وأنّ وسائل الإعلام العالمية في قطاع غزة قدمت معلومات مسبقة حول مواقع مكاتبها في غزة إلى كبار المسؤولين في الجيش.
وأضافت الصحيفة أنّ كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية انخرطوا بعد ذلك في تحركات لإعادة بناء الملف الاستخباري المتعلق باستهداف البرج وإضافة معلومات "استخبارية" تبرر القصف بأثر رجعي.
يشار إلى أنّ إسرائيل بررت تدمير "برج الجلاء" بزعم أنّ الجناح العسكري لـ"حركة حماس" يستخدمه في التشويش على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية"، التي تعتمد عليها إسرائيل في اعتراض الصواريخ التي تطلقها حركات المقاومة من قطاع غزة.