نصر الله يلوح "بالتصعيد" إذا لم يحصل لبنان على حقوقه البحرية

19 اغسطس 2022
نصر الله ينأى بنفسه عن مخرجات الاتفاق النووي (محمود زيات/ فرانس برس)
+ الخط -

قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم الجمعة، إنّ نتائج محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا لن يكون لها تأثير على محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

وقال نصر الله إنّ "ملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً وربطاً حقل كاريش والنفط والغاز لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيدٍ بالاتفاق النووي الإيراني سواء وُقِّع من جديد أو لم يُوقَّع"، مكرِّراً تحذيره "ذاهبون إلى التصعيد في حال لم تُعطَ الدولة اللبنانية ما تُطالِب به".

وألقى نصر الله مساء الجمعة كلمة خلال حفل "وضع حجر الأساس لمعلم جنتا السياحي الجهادي في البقاع" أكد فيها أنه "حتى لو اجتمع الكون كلّه ووقع اتفاقاً نووياً جديداً، إن لم يحصل لبنان على حقوقه التي تطالب بها الدولة اللبنانية فنحن ذاهبون إلى التصعيد والمشكل، وفي حال أعطيت الحقوق فذاهبون إلى الهدوء".

وتابع نصر الله أنّ "العين يجب أن تكون على كاريش والحدود اللبنانية وجنوب لبنان وشمال كيان الاحتلال، والوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي يضيّع الوقت حتى الآن، ووقته ضاق".

وفي آخر زيارة للوسيط الأميركي إلى بيروت مطلع أغسطس/ آب الجاري، أكد لبنان موقفه الرسمي الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا بحضور هوكشتاين، والسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، والذي تركز على التمسك بالخط 23، وحقل قانا النفطي بالكامل، والبلوكات النفطية كاملة مع رفض مشاركة الاحتلال الإسرائيلي استخراج الغاز وتقاسم الثروات.

وكان من المتوقع أن يعود هوكشتاين الذي سارع لزيارة تل أبيب فور مغادرته بيروت، إلى لبنان خلال أسبوعين حاملاً معه الجواب الإسرائيلي على المطالب اللبنانية، ولكن الزيارة تأخرت لأسباب ربطها بعض المحللين السياسيين بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وقد انتشرت الكثير من الأنباء سواء نقلاً عن وسائل إعلام لبنانية أو إسرائيلية بسلبية الجواب الإسرائيلي وهو ما سارع الجانب اللبناني الرسمي إلى نفيه، من خلال نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب الذي أكد أن جهود الوسيط الأميركي لا تزال قائمة، والجواب الرسمي لا علاقة له بما يحكى سواء سلبياً كان أم إيجابياً.

وفي وقتٍ يغيب الوسيط الأميركي عن المشهد منذ فترةٍ، عاد الحديث من جديد عن احتمال زيارته لبنان هذا الشهر، باعتبار أن الوقت ينفد، مع اقتراب موعد البدء باستخراج الغاز الإسرائيلي من حقل كاريش النفطي في شهر سبتمبر/ أيلول، وهي المهلة الفاصلة التي حددها نصر الله ويلوّح بالتصعيد العسكري ربطاً بها، فارضاً من خلالها معادلة "لا غاز للعدو الإسرائيلي من دون غاز للبنان".

وعرّج أمين عام "حزب الله" على الملفين السياسي والاقتصادي في لبنان، مشدداً أولاً على أهمية مواصلة الجهود لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، في حين ناشد ميقاتي بإعادة النظر بـالدولار الجمركي، معتبراً أنّ "مبلغ العشرين ألف ليرة لبنانية الذي حُدِّد قفزة كبيرة ومضرّة للناس، ويجب دراسة التداعيات".

وكان وزير المال اللبناني يوسف الخليل هو من قرر اعتماد هذا السعر في اللقاء التشاوري الوزاري، الثلاثاء الماضي، وهو المحسوب على "حركة أمل" (بزعامة نبيه بري) المتحالفة مع "حزب الله".

من جانب آخر، قال أمين عام "حزب الله" إنه لا يوجد لديه تعليق في الوقت الحالي حول واقعة طعن الروائي سلمان رشدي الهندي المولد في الولايات المتحدة لأنّ حزبه ما زال يجمع المعلومات.

وقال نصر الله في أول تعليق من الحزب على الهجوم الذي اتهم فيه هشام مطر، وهو مواطن أميركي من أصل لبناني يبلغ من العمر 24 عاماً: "هو حدث مهم جداً لكن لن أعلّق عليه الآن لأننا ما زلنا نحتاج إلى بعض المعطيات والمعلومات وبعض التفاصيل، وعندما يكتمل المشهد لدينا بالتأكيد هناك حاجة ملحة ليكون لنا موقف من هذه الحادثة المهمة".

ولدى مطر ميول متطرفة موالية لإيران، وفق ما ذكرت وسائل إعلامية، ويميل إلى المرشد الأعلى الإيراني، روح الله الخميني، الذي أصدر فتوى بشأن قتل رشدي في العام 1989 بعد نشر الأخير روايته "آيات شيطانية"، كما أظهر من خلال مواقفه التي رصدت على صفحته عبر "فيسبوك" تعاطفه مع "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله".

وكان مسؤول في "حزب الله" قد قال لـ"رويترز"، السبت الماضي، إنّ الحزب ليست لديه معلومات إضافية عن حادث الطعن الذي تعرض له رشدي. وقال المسؤول، شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا نعلم شيئاً عن هذا الموضوع، وبالتالي لن يصدر عنا أي تعليق".

المساهمون