نصر الله يحذر الأميركيين والإسرائيليين من دفع لبنان إلى الفوضى

16 فبراير 2023
نصر الله:واهمٌ من يتصور أننا سنجلس ونتفرج على الانهيار والفوضى (Getty)
+ الخط -

هدّد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، "الأميركيين ومن خلفهم الإسرائيليين بانتظار الفوضى في كل المنطقة في حال دفعهم لبنان إلى الفوضى"، محذراً بأنه "في حال حصل تسويف في استخراج النفط من المياه اللبنانية، فإن الحزب لن يسمح للاسرائيلي بالاستمرار باستخراج النفط من حقل كاريش".

وأشار نصر الله، في كلمة له مساء الخميس بمناسبة "ذكرى القادة الشهداء"، إلى أنه "إذا كان البعض يُخطط للفوضى وانهيار البلد، سواء الأميركي أو جماعة الأميركي في لبنان، فأنا أقول لهم، أنتم ستخسرون كل شيء في لبنان".

واتّهم نصر الله الأميركيين بمحاولة استهداف "بيئة المقاومة" في "مخطط في الماضي خسروه"، محذراً من أنه "في حال دفعتم لبنان إلى الفوضى، فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل".

وقال: "كما كنا جاهزين للحرب دفاعاً عن نفطنا، فنحن جاهزون لمد أيدي سلاحنا إلى إسرائيل، وعندما تمتد مؤامراتكم إلى اليد التي تؤلمنا أي ناسنا، فسنمد يدنا إلى اليد التي تؤلمكم وهي إسرائيل، وواهمٌ من يتصور أننا سنجلس ونتفرج على الانهيار والفوضى، وعليهم أن يتوقعوا منّا ما لا يخطر في البال وإنّ غداً لناظره قريب".

وعرّج نصر الله إلى ملف النفط والغاز، محذراً من أنه "في حال حصول تسويف بموضوع النفط والغاز من المياه اللبنانية، فلن نسمح بأن تستمر إسرائيل باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش"، وذلك في ظل حديث إعلامي يُحكى عن تأخر في عمليات الاستكشاف لبنانياً بذريعة غياب الاستقرار السياسي، مع الإشارة إلى أن إسرائيل صدّرت أخيراً النفط لأول مرة، مرسلة شحنة من إنتاج حقل كاريش البحري إلى أوروبا.

وفي الملف الداخلي اللبناني، أشار نصر الله إلى أن التفاهم مع "التيار الوطني الحر" (برئاسة النائب جبران باسيل) في موضع حرج، مجدداً تأكيد حرصه وأمله على الحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى.

كذلك، لفت نصر الله إلى أن لا جديد في ملف رئاسة الجمهورية، وذلك في وقتٍ علّق حليفه رئيس البرلمان نبيه بري جلسات الانتخاب لحين حصول تفاهم سياسي، ما يُقرأ لبنانياً بالتسوية السياسية بين أركان المنظومة، والتي يتم التذرع بها من بوابة منع حصول فوضى ولا سيما أمنية في لبنان، وهو سيناريو يكثر التلويح به في الفترة الأخيرة.

واعتبر نصر الله أن الحل الوحيد يبقى في التفاهم الداخلي واستمرار الجهد ليكون للبنان رئيس جمهورية في أسرع وقتٍ ممكن، مشيراً إلى أن الهم الطاغي اليوم هو الهم الاقتصادي والمعيشي، والذي زاده سوءاً الارتفاع المتفلت لسعر صرف الدولار وانعكاسه زيادة بكل الأسعار.

وإذ رمى نصر الله جزءاً كبيراً من مسؤولية الأوضاع على الضغوط الأميركية، وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبّرة، أعاد التلويح بإمكان التوجه اقتصادياً وتجارياً إلى أسواق أخرى كالصين وروسيا، وقبول المساعدات الإيرانية، معتبراً أن ذلك يتطلب جرأة من قبل الدولة اللبنانية للسير به.

عودة "خجولة" للتحركات في الشارع اللبناني

ويأتي كلام نصر الله في وقتٍ يشهد الشارع اللبناني عودة "خجولة" للتحركات اعتراضاً على الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار متجاوزاً اليوم الخميس عتبة الـ80 ألف ليرة، والغلاء الفاحش، الذي يزيد من معاناة المواطنين، ويحرمهم من أبسط مقومات الصمود والعيش والوصول إلى خدمات حياتية أساسية، من كهرباء ومياه وطعام ودواء واستشفاء.

ويتّهم المحتجون الطبقة السياسية الحاكمة ومن ضمنها "حزب الله" بدفع البلد إلى الانهيار ومواصلة سياسات إفقارهم عبر فرض الضرائب والرسوم والذهاب باتجاه الدولرة الشاملة، وسط غياب كلي للخدمات ولا سيما الصحية والاستشفائية التي يفترض أن تمنح للمواطنين والفئات الأكثر تهميشاً وفقراً وضعفاً.

كما سجّلت اليوم تحركات بوجه عددٍ من فروع المصارف في منطقة بدارو - بيروت، بلغت حدّ تحطيم واجهاتها وإشعال النيران في محيطها، وصولاً إلى محاولة مودعين وناشطين اقتحام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير، وذلك احتجاجاً على استمرار المصارف بحجز ودائعهم. 

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، ارتفع الصوت أكثر في المناطق المحسوبة سياسياً على "حزب الله"، التي دقّ الجوع والفقر والبطالة والغلاء الفاحش بابها، وسط حرمان من أبسط حقوق العيش، الأمر الذي تُرجم بأكثر من تظاهرة وتحرك. 

المساهمون