نتنياهو يهاجم الجيش الإسرائيلي مكذّباً شعبة الاستخبارات العسكرية: لم أتلق أي تحذير بشأن هجوم حماس
استمع إلى الملخص
- صحيفة "هآرتس" كشفت عن تحذيرات لنتنياهو من أن الأزمة الداخلية تشجع الأعداء على العمل ضد إسرائيل، وتحذيرات من تشريع قانون يضر بوحدة الجيش، لكن نتنياهو رفض مناقشتها.
- نتنياهو زار الجبهة الشمالية، مؤكداً على الخطط المفصلة للتعامل مع التهديدات والنجاحات ضد حزب الله، مع التأكيد على العزم لإعادة الأمان والسكان إلى منازلهم.
بعد أكثر من سبعة أشهر على عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي واندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، ولأول مرة، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تلقّى أربع رسائل تحذيرية مختلفة من شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، بين شهري مارس/ آذار ويوليو/ تموز 2023، بشأن "نظرة أعداء إسرائيل إلى الضرر الذي لحق بتماسكها، عقب خطة الحكومة لتقويض القضاء، والاحتجاجات الواسعة، وتأثير ذلك في إسرائيل وفي الجيش الإسرائيلي على وجه الخصوص"، وهو ما سارع نتنياهو إلى تكذيبه عبر بيان عممه مكتبه.
في أكتوبر الماضي، بعد حوالي ثلاثة أسابيع من "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس، بالاشتراك مع فصائل فلسطينية، رداً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته، ادّعى نتنياهو أنه لم يتلق أي تحذير بشأن نية حماس شن حرب. وفي تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس" وقتئذ، وحذفها لاحقاً، كتب نتنياهو: "خلافاً للادعاءات الكاذبة، لم يجر تحذير رئيس الوزراء نتنياهو تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة، من نوايا حماس شنّ حرب. وعلى العكس من ذلك، قدّر جميع المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس أمان ورئيس الشاباك، أن حماس مرتدعة، ونيتها الوصول إلى تسوية. هذا هو التقييم الذي جرى تقديمه مراراً وتكراراً إلى رئيس الوزراء والمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، من قبل مختلف الجهات الأمنية وأجهزة الاستخبارات، حتى اندلاع الحرب".
وعلى الرغم من أن جزءاً من التحذيرات التي حوّلها رئيس "أمان" وقسم الأبحاث فيها إلى نتنياهو، قد نُشرت لدى إرسالها له على خلفية الأزمة الإسرائيلية الداخلية، الناجمة عن خطة الحكومة لتمرير "التعديلات القضائية"، رغم الرفض الكبير لها، وبعضها جرى الكشف عنه بعد بداية الحرب، فإن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها الجيش الإسرائيلي رسمياً أنه جرى إرسال تحذيرات إلى نتنياهو. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات المركزية عاميت ساعر، أرسل رسالتين إلى نتنياهو، في مارس/ آذار ويوليو/ تموز، حذر فيهما من أن "الأزمة الداخلية تشجّع أعداءنا، إيران وحزب الله وحماس للعمل ضد إسرائيل".
وفي يوليو، أرسل رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أيضاً، رسالة إلى نتنياهو حذّر فيها من أن تشريع قانون إلغاء "حجة المعقولية"، الذي يتيح للمحاكم إلغاء قرارات حكومية، يضر بوحدة الجيش وتماسكه، إلا أن نتنياهو رفض الاجتماع مع هليفي ومناقشة فحوى الرسالة، كما رفض معظم أعضاء المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية الاجتماع مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا، الذي استقال من منصبه، للاستماع إلى المخاوف إزاء تشريعات خطة التعديلات القضائية.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان اليوم، رداً على تأكيدات الجيش الإسرائيلي، إن "الادعاء بأن رئيس الوزراء تلقّى تحذيراً من قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، بشأن هجوم محتمل من غزة هو مخالف للحقيقة". وأضاف: "ليس فقط أنه لم يصدر أي تحذير، في أي من الوثائق حول نوايا حماس مهاجمة إسرائيل من غزة، بل إنها (الشعبة) تعطي تقييماً مختلفاً تماماً"، موضحاً أن تقديرات "أمان" أشارت الى أن حماس لا تريد مهاجمة إسرائيل، وتريد تسوية. يذكر أن نتنياهو لم يعلن حتى اليوم عن تحمّله المسؤولية عن "طوفان الأقصى"، ويحاول منذ بداية الحرب على غزة تحميل المسؤولية للجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة، في وقت شرع فيه "مراقب الدولة" متنياهو إنغلمان بتحقيقات بشأن الأحداث، وكيفية تعامل مختلف الجهات الإسرائيلية معها، كما يُتوقّع إقامة لجنة تحقيق رسمية.
نتنياهو يزور الجبهة الشمالية
من جهة أخرى، قال نتنياهو: "نعمل باستمرار على الجبهة الشمالية، ولدينا خطط مفصلة ومهمة ومفاجئة حتى"، وذلك أثناء زيارته اليوم المنطقة العسكرية الشمالية، وتلقيه إحاطة عملياتية من قائد المنطقة اللواء أوري غوردين، تناولت "العمليات الهجومية والدفاعية الواسعة النطاق التي يجري القيام بها في هذه الجبهة". كما تحدث رئيس الوزراء مع قائد المنطقة وقادة الفرق عن الخطط العملياتية المفصلة لهذه الجبهة، واستمع منهم عن الإجراءات التي ينوون اتخاذها "من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وقال نتنياهو: "نعمل باستمرار على الجبهة الشمالية وحتى الآن قضينا على المئات من عناصر حزب الله والحبل على الجرار، وأيضاً اليوم تلقيت للتو إحاطة من قائد المنطقة الشمالية العسكرية وتحدثت أيضاً مع قادة الفرق، لدينا خطط مفصلة ومهمة ومفاجئة حتى. ولكن لا أشارك العدو في هذه الخطط التي تسعى إلى تحقيق هدفين؛ أولهما، إعادة الأمان إلى الشمال، وثانيهما، إعادة السكان بأمان إلى منازلهم. نحن مصممون على تحقيقهما سوياً".