قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقابلة نُشرت اليوم الجمعة، إنّ المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة لا تشكل عقبة أمام السلام مع الفلسطينيين.
واستمر توسع الاستيطان في الضفة الغربية بالرغم من الدعوات المتكررة من دول مختلفة، بما فيها الولايات المتحدة، لوقف مخططات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر معظم الدول أنّ الاستيطان الإسرائيلي غير قانوني بموجب القانون الدولي، فيما تعتبر قيادات فلسطينية أنّه يقوض مساعيهم لإقامة دولة قابلة للحياة.
وقال نتنياهو، في ذات المقابلة التي نقلتها وكالة رويترز، إنّه "ليس صحيحاً" أنّ المستوطنات تشكل عقبة أمام السلام ، مضيفاً أنّ عودة المستوطنين الأخيرة إلى مستوطنة تم إخلاؤها لا تنتهك أي التزامات لإدارة بايدن.
وأضاف: "فكرة أنّ وجود اليهود في وطن أجدادهم الذي ظل وطناً لنا على مدار الثلاثة آلاف عام الماضية، وأنهم يجب ألا يعيشوا هناك (...) أعتقد أنّ هذا هو الذي يمثل عقبة أمام السلام".
ووفقاً لتقرير صادر عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فإنّ ما يقل قليلاً عن 700 ألف مستوطن يعيشون في 279 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وبحسب "رويترز"، فقد وافق تحالف نتنياهو على الترويج لأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية جديدة، منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني، معظمها في عمق الضفة الغربية، وعدّل قانوناً مهد الطريق للمستوطنين للعودة إلى أربع مستوطنات تم إخلاؤها سابقاً.
وفي ذات المقابلة، أعرب نتنياهو عن أنّ إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية من شأنها أنّ "تغير التاريخ"، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها واشنطن لتوسيع دائرة التطبيع مع السعودية.
وفيما يتعلق بإيران، قال نتنياهو إنّ الجهود الدبلوماسية لمنع طهران من تطوير قدراتها النووية لا يمكن أنّ تنجح إلا عندما تقترن بتهديد عسكري فعلي، وإنّ إسرائيل ستفعل "كل ما نحتاجه للدفاع عن نفسها".
الرئاسة الفلسطينية: تصريحات نتنياهو محاولة لتضليل الرأي العام
وفي السياق، وصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها محاولات إسرائيلية تهدف لتضليل وخداع الرأي العام الدولي، من خلال ادعائه أنّ المستوطنات لا تقام على أراضٍ فلسطينية، فيما أكد أبو ردينة أنّ الاستيطان هو عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام.
وقال أبو ردينة في بيان له، اليوم الجمعة، إنّ "الاستيطان من الأسباب الرئيسية أمام تحقيق السلام"، مشدداً على أنّ الأراضي التي تقام عليها المستوطنات هي ملك للشعب الفلسطيني، وأنّ الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تواصل التوسع الاستيطاني لمنع إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس المحتلة.
وأكد أنّ عودة المستوطنين إلى موقع مستوطنة "حومش" المخلاة جنوب جنين، هي تحدٍ لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي وللإدارة الأميركية التي يجب أنّ تتجاوز في موقفها بيانات الشجب والاستنكار، وأنّ تضع حداً لتصرفات هذه الحكومة، التي تقود المنطقة إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
وأوضح أبو ردينة أنّه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد التوصل إلى سلام دائم، فلا بد من الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية، القائمة على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو/حزيران، وعاصمتها القدس، لأن هذا هو الحل الوحيد للتوصل إلى السلام وتحقيق الأمن والاستقرار.