نتنياهو إلى واشنطن على وقع ضغوط متزايدة للتوصل إلى اتفاق في غزة

21 يوليو 2024
تحدث نتنياهو 3 مرات أمام الكونغرس، واشنطن 3 مارس 2015 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نتنياهو يزور واشنطن للقاء بايدن وسط ضغوط لوقف إطلاق النار في غزة، مع خطة تشمل تبادل المحتجزين بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
- يواجه نتنياهو معارضة داخل الكونغرس الأميركي، حيث فقد الدعم بين الديمقراطيين رغم دعم الجمهوريين، ويسعى لتحويل المحادثة نحو التهديد الإيراني.
- العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تظل قوية رغم التوترات، وتواجه إسرائيل انتقادات دولية بسبب الخسائر الإنسانية في غزة، مع دعوات لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، غداً الاثنين، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن ظهر الثلاثاء. وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يتعرض فيه نتنياهو لضغوط متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويقول بايدن وبعض الوزراء الإسرائيليين إن التوصل إلى اتفاق تتوسط فيه قطر ومصر والولايات المتحدة أمر ممكن، وعرض خطة في أيار/ مايو تنص على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل بعض المحتجزين الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أول أمس الجمعة، إن المفاوضين باتوا "على بعد بضعة أمتار ونتجه إلى خط النهاية"، لكن حماس اتهمت نتنياهو بالسعي لعرقلة التوصل إلى اتفاق، وقال بلينكن إنه يريد "إيصال الاتفاق إلى خط النهاية" عندما يكون نتنياهو في واشنطن.

وأحدثت الحرب على غزة توترات بين إسرائيل وحليفتها التاريخية. كذلك، تسبّب التظاهرات التي تنظمها عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مشكلات لنتنياهو. ويصر رئيس حكومة الاحتلال على أن تشديد الضغط العسكري وحده الذي يمكن أن يحرر المحتجزين ويهزم حماس، وتشهد الحرب في الأسابيع الأخيرة تكثيفاً للضربات الجوية الإسرائيلية، وقال نتنياهو يوم الخميس الماضي: "هذا الضغط المزدوج لا يؤخر الاتفاق، بل يدفعه قدماً".

ورغم أن بايدن يقدم دعماً علنياً قوياً للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، إلا أنه عبّر عن قلقه إزاء الهجوم على مدينة رفح الجنوبية في مايو/ أيار، وعلق لفترة تسليم القنابل الثقيلة لإسرائيل، ولا تزال إمدادات القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل معلقة. ويرى المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في "مجلس العلاقات الخارجية" ستيفن كوك أنه "لم يسبق أن كانت الأجواء مشحونة إلى هذا الحد من قبل"، مضيفاً "من الواضح أن ثمة توتراً في العلاقة، خصوصاً بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي".

نتنياهو يخاطب الكونغرس رغم معارضة الديمقراطيين

وبينما ضغط الجمهوريون لدعوة نتنياهو إلى الكونغرس، فقد رئيس الحكومة الإسرائيلية الدعم بين الديمقراطيين، وأعلن السناتور اليهودي الديمقراطي، براين شاتز، أنه سيقاطع خطاب الأربعاء، قائلاً إنه لن يستمع إلى "خطاب سياسي لن يفعل شيئاً لإحلال السلام في المنطقة". وسيصبح نتنياهو أول زعيم أجنبي يلقي كلمة أمام اجتماع مشترك للمجلسين (النواب والشيوخ) أربع مرات، متفوقاً بذلك على ونستون تشرشل الذي خاطب الكونغرس ثلاث مرات.

وقال نتنياهو بعد دعوته مجدداً إلى الكونغرس إنه سيعرض "الحقيقة بشأن حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا"، وفق مزاعمه، ويرى كوك أن لدى نتنياهو هدفين من زيارته إلى واشنطن: أولاً إظهار أنه لم "يقوّض" علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وثانياً أنه "يسعى إلى تحويل المحادثة بعيداً عن النزاع في غزة نحو التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها" على إسرائيل والولايات المتحدة. وسيكون هناك اهتمام كبير بجدول لقاءات نتنياهو في واشنطن، وما إذا كان سيلتقي دونالد ترامب أو شخصيةً قريبة من المرشح الرئاسي الجمهوري.

لكن على الرغم من التوترات، دافعت الولايات المتحدة عن المصالح الإسرائيلية، بينما أدت دوراً رئيسياً في جهود الوساطة، ولا تزال العلاقة العسكرية قوية، بحسب المسؤولين. وقد يكون دعم واشنطن حاسماً في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب فداحة الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ حوالي 300 يوم.

وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في مايو/ أيار من القضاة إصدار أوامر توقيف بحق نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، كما طلب مذكرات توقيف بحق ثلاثة من قادة حماس. ورداً على ذلك، دعت الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية. وأصدرت محكمة العدل الدولية حكمين هذا العام ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ودعت إسرائيل إلى وقف هجومها على غزة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون