"يديعوت أحرونوت": نتنياهو أرسل وفد التفاوض إلى القاهرة مع مقترح سبق أن رفضه الوسطاء بشأن "نتساريم"

27 اغسطس 2024
نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، 13 يوليو 2024 (نير إلياس/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إصرار نتنياهو على مقترح محور نتساريم**: أرسل نتنياهو فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة مع مقترح محور نتساريم رغم رفض الوسطاء سابقاً، وأصر على تقديمه مجدداً رغم معارضة فريقه.

- **تغيير موقف الجيش الإسرائيلي**: في مارس، دعم الجيش الانسحاب من محور نتساريم للتركيز على المحتجزين الإسرائيليين، ووافق نتنياهو على مقترح يتخلى عن آليات التفتيش بشرط تصريح "حماس" بأن العابرين غير مسلحين.

- **عرقلة المفاوضات بإضافة شروط جديدة**: بعد قبول "حماس" لمقترح 27 مايو، أضاف نتنياهو شروطاً جديدة بشأن محور نتساريم، مما أدى إلى عرقلة المفاوضات وإمكانية استمرارها لأشهر عديدة.

نتنياهو أرسل فريق التفاوض مع مقترح بشأن نتساريم سبق ورفضه الوسطاء

فريق التفاوض أعرب عن معارضته للمقترح لكن نتنياهو أصرّ على تمريره

مسؤول إسرائيلي لـ"يديعوت": نتنياهو أدخل المفاوضات في دوامّة عميقة

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد أرسل فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة مع مقترح بشأن محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى جزأين، سبق أن رفضه الوسطاء قبل عدة أشهر. وبحسب الصحيفة، فإنّ فريق المفاوضات الإسرائيلي أعرب عن معارضته الجارفة للمقترح، لكن نتنياهو أصرّ على أن يتم تمريره إلى الوسطاء الذين رفضوه. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الاتصالات المتعلقة بالمفاوضات قوله "من يعتقد أننا إذا قمنا بحل بند معيّن فستكون هناك صفقة، لا يدرك أن نتنياهو سيجلب بنداً آخر".

وأوضحت الصحيفة أنه قبل بضعة أشهر، وفي إحدى المناقشات العديدة التي أجراها فريق التفاوض الإسرائيلي، جرت محاولة لإيجاد حل بشأن الطريق الذي شقته إسرائيل من الشرق إلى الغرب على طول محور نتساريم. وكان السؤال المطروح هو كيفية التوفيق بين مطلب حركة حماس الواضح بالانسحاب الإسرائيلي من المحور، أو على الأقل من جزء منه، والمطلب الذي كان جيش الاحتلال الإسرائيلي شريكاً فيه في ذلك الوقت، بمواصلة السيطرة على الطريق للتحقق من العائدين إلى مدينة غزة. وعلى الرغم من توضيح فريق التفاوض الإسرائيلي أن الحل المطروح لا يمكن أن يكون مقبولاً من حركة حماس أو الوسطاء، وأنه يعارضه، إلا أن نتنياهو أصرّ على تقديمه للوسطاء الذين رفضوه.

ما الذي وافق عليه نتنياهو

بعد إصراره على استحالة الانسحاب من المحور، غيّر جيش الاحتلال الإسرائيلي رأيه في نهاية مارس/ آذار الماضي، وقرر منح أولوية أكبر لموضوع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة قبل موضوع السلاح الذي تزعم إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية قد تنقله إلى شمالي القطاع، وعليه دعم الجيش الانسحاب من محور نتساريم. وبعد ضغوط شديدة، وافق نتنياهو تمهيداً لصياغة مقترح الصفقة الذي أصبح "مصيرياً"، ذلك الذي قُدّم في 27 مايو/أيار، بأن تتخلى إسرائيل عن مطلبها بإنشاء آليات تفتيش أو إبقاء القوات في المحور وحفر خنادق وقنوات في محيطه، وكل ما كان واضحاً أنه لا توجد فرصة لموافقة حركة حماس عليه، على أن تصرّح "حماس" بأن من سيعبر إلى الشمال سيكون غير مسلّح.

وبحسب الصحيفة العبرية، بعدما قبلت "حماس" فعلياً أغلبية ما ورد في مقترح 27 مايو، أمر نتنياهو ممثليه بالإعلان عن أن الطريقة التي سيضمنون بها عدم عبور المسلحين "سيتم تحديدها بالاتفاق بين الأطراف"، ما فتح القضية مجدداً، وتسبب بعرقلة المفاوضات، ليضاف إليه هذا الأسبوع قول مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، على دراية كبيرة بقضايا المفاوضات، إن مكتب نتنياهو قرر إضافة شروط جديدة بشأن محور نتساريم وعمليات التفتيش فيه، الأمر الذي قد يؤدي إلى أشهر عديدة من المفاوضات العقيمة.

Image
تعرّف إلى المحورين اللذين تهدد بهما إسرائيل صفقة غزة

وعن مواصلة إدخال نتنياهو شروطاً جديدة، قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات، تحدث إلى الصحيفة دون أن تسميه، إنّ "جميع من يتعاملون مع قضايا المؤسسة الأمنية رأوا أنّ رد ّحماس الأخير على مقترح 27 مايو كان جيداً وبمثابة تقدّم نحو إبرام صفقة، وعندما أصدر نتنياهو "رسالة توضيح" وفرض علينا تقديمها في (لقاء) روما، أدخل المفاوضات في دوامّة عميقة".

وفي رده على سؤال للصحيفة بشأن ما الذي يريده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار برأيه، أجاب المسؤول الاسرائيلي "لا أعرف ما الذي سيفعله السنوار. يعتقد بعض الوزراء أنه يريد فقط حرباً إقليمية، والصفقة لن تكون في صالحه. لست متأكداً على أي أساس يستند هذا. أنا متأكد من أن السنوار كان متفائلاً عندما تم توقيع الصفقة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما اعتقد أن إسرائيل لن تعود إلى القتال، وكان أيضاً محبطاً عندما سمع أن إسرائيل عادت إلى القتال. وكان من الواضح أن وقف إطلاق النار الدائم كان مصلحته الأولى في ذلك الوقت، وأعتقد أنه كذلك حتى الآن. على أي حال، نحن، إسرائيل، لم نُخضع ذلك لاختبار، عندما خلقنا المواقف، عندما خلق نتنياهو مواقف، والتي شكّلت بوضوح الطريقة الأضمن لعدم التوصّل إلى صفقة، ليس الآن ولا لاحقاً، في عالم آخر، كنت لأعتقد أنه من الجيد والممتاز الاستمرار في ضرب حماس، لكن هناك العشرات من المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة) في هذا العالم، وأعتقد أنه يجب أن تكون لهم الأولوية".