ليس بعيداً عن المكان الذي أقيم فيه بيت عزاء الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، والذي بث تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فيديو إعدامه حرقاً في 3 فبراير/ شباط الماضي، فتح يوم الجمعة في لواء عي، التابع لمدينة الكرك (140 كيلومتراً جنوب عمّان)، بيت عزاء محمد الضلاعين (23 عاماً)، والذي أعلن "داعش" عن مقتله خلال عملية انتحارية نفذها في العراق لصالح التنظيم الذي التحق فيه مطلع يونيو/حزيران الماضي.
الشاب الضلاعين، والذي نعته مواقع التنظيم باسم "أبو البراء الأردني"، هو نجل النائب في البرلمان الأردني مازن الضلاعين، والذي أكد لـ"العربي الجديد" فتح بيت العزاء لابنه الذي يقول جازماً "لقد غرروا به".
بمقتل الضلاعين الشاب الذي كان يحلم والده بأن يصبح طبيباً، ولأجل ذلك بعثه لدراسة الطب في أوكرانيا، يرتفع عدد أبناء النواب الذين قتلوا بعد التحاقهم بالجماعات الإسلامية المتشددة إلى اثنين، فقد قتل مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، عمران العبادي، نجل عضو البرلمان محمد فلاح العبادي، في سورية بعد التحاقه بـ"جبهة النصرة".
المفارقة أن القتيل الضلاعين قطع دراسته للطب في أوكرانيا والتحق "بداعش"، فيما التحق القتيل العبادي بـ"النصرة" بعد إتمام دراسة الطب البشري في جامعة 6 أكتوبر المصرية، والخلاف أن النائب العبادي رفض فتح بيت عزاء لنجله.
يقول الضلاعين إنه علم بمقتل ابنه من خلال المواقع التابعة للتنظيم، من دون أن يتأكد الخبر من مصادر مستقلة، لكنه مقتنع أن الخبر صحيح، يقول "لقد بث التنظيم صوره واضحة".
وكان الشاب الضلاعين، قد قطع دراسته للطب في أوكرانيا مطلع يونيو/ حزيران الماضي، وسافر برفقة زوجته الأوكرانية إلى تركيا، ليلتحق بفرع التنظيم في سورية. ووفقاً لمصادر سلفية جهادية أردنية تجاوز عدد الأردنيين الذين التحقوا بالتنظيمات المتشددة في سورية والعراق ثلاثة آلاف مقاتل، قتل منهم 300 شخص.
ويكشف النائب الضلاعين، والذي كان ينكر في السابق التحاق ابنه بالتنظيم على أمل إعادته، عن جهود رسمية من قبل الخارجية الأردنية لاستعادة ابنه من تركيا قبل التحاقه بالتنظيم، وهي الجهود التي فشلت نتيجة لعدم تعاون الجانب التركي وفقاً لما ذكر بأن: "موقف الأتراك كان في تلك الفترة غامضاً في ما يخص تنظيم داعش، لم يكن معادياً للتنظيم كما هو الآن".
وعن آخر اتصال وردهم من محمد، يكشف النائب الضلاعين أن نجله، وبعد التحاقه بالتنظيم بفترة قصيرة "اتصل بنا عبر خدمة الماسنجر ودعانا للالتحاق به"، وبحسب الأب "قال لنا محمد أنا اليوم أعيش في ظل الخلافة الإسلامية وأنا في منطقة آمنة، والحياة هنا مريحة وليست كما ما يروج عنها في وسائل الإعلام (..) أنا مرتاح البال وأدعوكم للالتحاق بأرض الخلاقة ونلتقي في الجنة إن شاء الله".
ويصف النائب الضلاعين ابنه بالبسيط والطيب بشكل كبير، مؤكداً "لقد غرروا بابني".
اقرأ أيضاً: باحث أردني: الانقلاب على الربيع العربي دفع الشباب لداعش