أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، عن قلق موسكو إزاء خطط إيران لإنتاج معدن اليورانيوم، داعياً الأطراف في فيينا إلى مضاعفة الجهود لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال ريابكوف: "نحث المشاركين في محادثات فيينا على مضاعفة جهودهم لإيجاد حلول مقبولة للطرفين للمشاكل المتبقية"، مشدداً على أنّ "الخطوات التي قد تعقّد عملية التفاوض، بالطبع، تثير قلقاً من جانبنا". وتابع: "نحن لا نعتبر أنه من المبرّر الآن تشتيت الانتباه بأمور أخرى، باستثناء استعادة العمل الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة".
وأوضح ريابكوف في ما يتعلق بخطط طهران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، أن الالتزام باتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعني أن أي إجراءات إيرانية في تطوير برنامجها النووي "غير محفوفة بالمخاطر".
ووقّعت كلّ من طهران والوكالة اتفاقاً مؤقتاً، خلال فبراير/شباط الماضي، منح إمكانية مواصلة الكاميرات الموضوعة في المنشآت النووية الإيرانية، عملها من خلال تسجيل الأنشطة النووية بعد تعليق البروتوكول الإضافي، لكن طهران ربطت تسليم محتوياتها إلى الوكالة الدولية برفع العقوبات، وهو ما لم يحصل. وأعلنت الوكالة في 26 يونيو/حزيران الماضي، بعد انقضاء مدة الاتفاق، أنّ إيران لم ترد على الوكالة بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية.
وأعلنت الوكالة، أمس الثلاثاء، أنّ إيران تعتزم "إنتاج معدن اليورانيوم بنسبة تخصيب تصل إلى 20%"، في وقت تراوح المفاوضات لإنقاذ الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي مكانها.
طهران التي تنصلت تدريجاً من التزاماتها منذ انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في 2018، بدأت في فبراير/شباط إنتاج معدن اليورانيوم لأغراض بحثية، وهو موضوع حساس لأن هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية. وتريد الآن الانتقال إلى درجة أعلى من التخصيب، وهي "عملية على عدة مراحل" ستتم في مصنعها في أصفهان، بحسب بيان للوكالة تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه. والهدف المعلن هو "تصنيع الوقود" لتزويد مفاعل الأبحاث في طهران. وأبلغ المدير العام للهيئة الأممية رافاييل غروسي الدول الأعضاء بهذا التطور الجديد، الذي يحدث في سياق معقد.
وأبدى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك، أمس الثلاثاء، "قلقهم الكبير إزاء التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يؤكد أن إيران باشرت المراحل الضرورية لإنتاج اليورانيوم المعدني المخصب"، معتبرين أنّ "هذا الأمر يشكل انتهاكاً خطيراً" من جانب طهران لالتزاماتها في إطار الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي.
بدورها، دعت الولايات المتحدة إيران، لضرورة التوقف عن اتباع سياسة "حافة الهاوية"، وقالت إنّ جهود طهران الأخيرة لتخصيب اليورانيوم يمكن أن تعقّد عودتها إلى المفاوضات الرامية لإحياء اتفاق عام 2015 النووي.