موسكو تعد النظام السوري بدعم عسكري إضافي لمنع سيطرة المعارضة على حلب

30 نوفمبر 2024
فصائل المعارضة السورية تصل إلى وسط حلب، 29 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تلقى النظام السوري وعداً بمساعدات عسكرية روسية إضافية لتعزيز قواته في حلب، مع توقع وصول العتاد خلال 72 ساعة، وسط تأكيد الكرملين على ضرورة استعادة السيطرة على المدينة.
- اتهمت روسيا القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، بممارسات عدائية ضد سوريا، مشيرة إلى سعيها لنشر الفوضى عبر جماعات مسلحة، بينما أخلت القوات الروسية مواقعها بعد تقدم المعارضة.
- سيطرت فصائل المعارضة على مناطق واسعة في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى انسحاب جماعي لقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران.

نقلت "رويترز" عن مصدرين عسكريين في قوات النظام السوري قولهما، أمس الجمعة إن النظام تلقى وعداً بمساعدات عسكرية روسية إضافية لمساعدة القوات في منع فصائل المعارضة السورية من الاستيلاء على محافظة حلب شمال غربي البلاد. وأضاف المصدران أن النظام يتوقع بدء وصول العتاد العسكري الروسي الجديد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب مدينة اللاذقية الساحلية خلال 72 ساعة.

وأمس الجمعة، أعلن الكرملين أنه يريد "أن تستعيد الحكومة السورية النظام في منطقة حلب في أقرب وقت ممكن". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في بيان: "في ما يتعلق بالوضع في محيط حلب، هذا هجوم على السيادة السورية، ونريد من السلطات السورية أن تستعيد السيطرة والنظام الدستوري هناك بأسرع ما يمكن". ورداً على سؤال بخصوص تقارير روسية غير مؤكدة على منصة تليغرام ذكرت أن رئيس النظام السوري بشار الأسد غادر إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن بيسكوف أنه "ليس لديه ما يقال" في هذا الشأن.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أطلقت أحكاماً عامة ضد أميركا والغرب، من دون التعليق مباشرة على تطورات المعارك في الشمال السوري. وقالت، في تصريح، إن "قوى الغرب الكبرى تواصل ممارساتها وهجماتها العدائية ضد سورية"، مضيفة أن "محاولات استهداف الدولة السورية وسيادتها واستقلالها مستمرة منذ سنوات من قبل الأنظمة المعادية للسلم والأمن الدوليين بصورة عامة، وقد اختارت سورية وما زالت تتشبث بها هدفاً لعدوانها المستمر والمتواصل". واعتبرت أن سياسة قوى الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، "في نشر الفوضى عبر جماعات مسلحة وإرهابية باتت مفضوحة". وميدانياً، أخلت القوات الروسية مواقعها ونقاطها العسكرية في منطقتي تل رفعت بريف حلب الشمالي ومعصران بريف إدلب الشرقي، فجر اليوم الجمعة، وذلك عقب التقدم السريع لمسلحي هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة في المنطقة.

في السياق، قالت ثلاثة مصادر في قوات النظام السوري لـ"رويترز" إنها أغلقت الطرق الرئيسية المؤدية من مدينة حلب وإليها بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر "انسحاب آمن" من الأحياء التي اجتاحتها فصائل المعارضة السورية. وذكرت المصادر أن هذه الخطوة أغلقت المدينة فعلياً بعد أن أصدرت القوات تعليمات عند نقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط لأفرادها بالمرور والدخول.

وتمكنت فصائل المعارضة السورية العاملة ضمن "غرفة عمليات الفتح المبين" في منطقة إدلب، وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، شمال غربي سورية، الأربعاء الفائت، من السيطرة على مناطق واسعة في ريف محافظة حلب الغربي، من ضمنها "الفوج 46"، أبرز معاقل النظام السوري، بعد هجوم واسع أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

وكانت مصادر إعلامية ضمن إدارة العمليات العسكرية لدى غرفة عمليات "ردع العدوان" قد أكدت لـ"العربي الجديد" أنّ فصائل المعارضة السورية دخلت، مساء أمس الجمعة إلى ساحة سعد الله الجابري وحي الفرقان وحي الأعظمية وحي سيف الدولة وحي صلاح الدين وحي المشهد وضاحية الأسد في قلب مدينة حلب، وجسر الراموسة ودوار الباسل في الطرف الغربي من المدينة، وسط عمليات تقدم مستمرة إلى الأحياء الشرقية، وذلك بعد انسحاب جماعي لقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، بعد السيطرة على حي حلب الجديدة وحي الراشدين وحي الحمدانية داخل مدينة حلب من الطرف الغربي.

وصرح الناطق باسم فصيل "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، لـ"العربي الجديد"، بأن معركة "ردع العدوان" جاءت رداً على الحشود المعادية لنظام الأسد وداعميه والتصعيد الأخير خلال الأسابيع الماضية، ورداً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) والمناطق المحررة شمالي وشمال غربي سورية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون