استمع إلى الملخص
- تضاربت الأنباء حول الجهة المسؤولة عن الغارة، مع تلميحات حول إمكانية تورط التحالف الدولي أو إسرائيل، خاصة أن استهداف شحنات الأسلحة من العراق لسورية يتم غالبًا بواسطة الطائرات الإسرائيلية.
- قوات التحالف الدولي تزيد من وتيرة تدريباتها العسكرية بالذخيرة الحية في شرق سورية بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية، في محاولة لرفع الجاهزية العسكرية ضد المليشيات الموالية لإيران.
نفت قوات التحالف الدولي المنتشرة شرق سورية مسؤوليتها عن استهداف مليشيات موالية لإيران في مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية بغارة جوية، مساء أول أمس الجمعة. وقال التحالف الدولي، في بيان على منصة إكس، أمس السبت، إن "التقارير التي تفيد بأن القوات الأميركية أو قوات التحالف نفذت غارة جوية على الحدود العراقية السورية يوم الجمعة غير صحيحة، ومثل هذه العملية لم تحدث".
Reports stating that U.S or coalition forces carried out an airstrike on the Iraq-Syria border on Friday are untrue. No such operation took place.
— Operation Inherent Resolve (@CJTFOIR) June 22, 2024
وكان نائب رئيس "المركز الروسي للمصالحة في سورية" اللواء يوري بوبوف، قال إن طائرة من دون طيار تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصفت "شاحنة بضائع" في سورية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأضاف بوبوف في بيان نقلته وسائل إعلام روسية أن "طائرة مسيرة متعددة المهام تابعة لما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من نوع MQ-1C قصفت، من الأجواء العراقية دون انتهاك الأجواء السورية، شاحنة بضائع كانت تتحرك في المنطقة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المواطنين السوريين في منطقة البوكمال". وأسفرت الغارة عن سقوط قتلى في صفوف مجموعة "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي ينضوي تحتها عدة فصائل موالية لإيران، وعملت خلال الشهور الماضية بعد اندلاع الحرب في غزة على استهداف القواعد الأميركية في سورية والعراق تضامناً مع غزة.
ووفق ناشطين في المنطقة الشرقية، كانت طائرة مسيرة استهدفت بغارتين مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال وريفها. واستهدفت الأولى مقراً تابعاً للمليشيات الإيرانية بالقرب من محطة الذواد بقرية السكرية في ريف البوكمال شرقي دير الزور، بينما استهدفت الغارة الثانية شحنة أسلحة إيرانية على طريق مدينة البوكمال - قرية عشاير، ما أدى إلى تدمير الشحنة ومقتل عنصرين على الأقل وإصابة آخرين. وفيما ظهر أنه رد على هذا الاستهداف، هاجمت طائرات مسيرة أمس السبت على دفعتين قاعدة التنف الأميركية على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، لكن الدفاعات الجوية في القاعدة تمكنت من إسقاطها قبل الوصول إلى أهدافها، كما أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
تضارب بشأن الغارة على الحدود السورية العراقية
وفي ضوء النفي الأميركي والتأكيد الروسي، لم يستبعد الناشط المحلي محمود الخلف أن تكون الطائرة المسيرة التي نفذت القصف تابعة للتحالف الدولي أو مسيرة إسرائيلية "حيث يصعب تخيل وجود طرف ثالث يمكن أن يكون مسؤولاً عن استهداف المليشيات الموالية لإيران في تلك المنطقة".
ورأى الخلف، في حديث مع "العربي الجديد"، أن اعتراض شحنات الأسلحة القادمة من العراق باتجاه سورية عادة ما يتم عبر الطائرات الإسرائيلية وليس الأميركية أو التابعة لقوات التحالف، لأن الأميركيين لا يلاحقون شحنات الأسلحة، بل يستهدفون عادة مواقع للمليشيات، إما رداً على استهداف قواعدهم وإما لردع هجمات تعد ضدهم. وأضاف: "ربما في هذه المرة أقدم الأميركيون على استهداف شحنات الأسلحة بناء على طلب إسرائيلي، وخدمةً قدموها لإسرائيل".
في غضون ذلك، تجري قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في معسكر الطلائع بمدينة الحسكة، وسط تحليق مكثّف للطيران المروحي التابع للتحالف الدولي في سماء المدينة. وكانت القوات الأميركية بدأت أمس السبت تدريبات مشتركة مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في قاعدة تل بيدر شمال غربي سورية، شملت ضرب أهداف وهمية وتنفيذ مداهمات إضافة إلى التدريب على عمليات الإنزال الجوي. وأشار الناشط الخلف إلى أن قوات التحالف زادت من وتيرة تدريباتها زيادة ملحوظة في شرق سورية منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، وما تلا ذلك من مناوشات مع المليشيات الموالية لإيران في سورية والعراق.
وتنتشر القوات الأميركية في العديد من القواعد شرق سورية، خاصة في حقول النفط (المالكية – رميلان – الشدادي – حقل العمر – حقل كونيكو)، إضافة إلى قواعد أخرى غربي القامشلي وفي المدينة الرياضية في الحسكة، وعلى الطريق الدولي "إم 4"، وفي تل بيدر غرب مدينة الحسكة.