شنّ الحزب "الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في إقليم كردستان العراق، بزعامة مسعود البارزاني، هجوماً شديد اللهجة على محافظ كركوك راكان الجبوري، على خلفية تصريحات للأخير أكد فيها العثور على جثث مرمية في مياه الصرف الصحي بمقر الحزب، بعد دخول الجيش العراقي إلى المحافظة عام 2017.
وأصدر الحزب بياناً، اليوم الاثنين، قال فيه إن محافظ كركوك، الذي وصفه بـ"غير الشرعي"، زعم خلال مقابلة له، أنه تم العثور على عدد من الجثث داخل مقر مجلس قيادة كركوك في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بعد 4 أيام على دخول الجيش العراقي في السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2017، موضحاً أن "هذه الاتهامات ملفقة، ولا أساس لها من الصحة، وبعيدة عن الحقيقة، وأن الحزب "الديمقراطي الكردستاني" لم يقبل الواقع العسكري المفروض على المدينة، ويُعدّ هذا المحافظ المفروض عليها غير قانوني وغير دستوري ولم يتعامل معه قط، ولهذا السبب يلفق مثل هذه الاتهامات".
وأشار إلى أن مقرات الحزب "الديمقراطي الكردستاني" هي مقرات حزبية سياسية، وكانت تمارس نشاطاً سياسياً، وبعد أحداث 16 أكتوبر، لم يعد الحزب موجوداً في كركوك، وتم الاستيلاء على مقراته هناك، ولا علاقة لحزبنا بالجثث إذا كانت موجودة فعلاً في المقر". وتابع: "بل على العكس، فإن المقر الذي تم احتلاله تحوّل لفترة من الزمن إلى مكان لاعتقال وتعذيب كوادر وأنصار وأعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وطالب الحزب بفتح تحقيق في تصريحات المحافظ بمشاركة الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، وبرعاية الأمم المتحدة.
وجاء ذلك رداً على ظهور محافظ كركوك راكان الجبوري في مقابلة متلفزة، قال فيها إن القوات العراقية عثرت، بعد دخولها إلى كركوك بـ4 أيام، على عدد من الجثث في مقر مجلس قيادة كركوك في "الديمقراطي الكردستاني"، والذي يُسمّى أيضاً "المقر المتقدم"، مبيناً أن هذه الجثث كانت مرمية في مياه الصرف الصحي داخل المقر. وتابع: "أخرجت الجثث، وجرى تسجيل دعوى قضائية، وتوجد تقارير تثبت ذلك في جهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني والمخابرات"، مضيفاً أن "مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني كانت تعتقل الناس وتعذبهم".
ولفت إلى أن الطب العدلي قال إن هذه الجثث مضى عليها 3 أشهر، ما يثبت أن التصفية لم تتم بعد دخول القوات العراقية، مبيناً أن التحقيق في هذه القضية خجول، ولم يتم اتخاذ أي إجراء.
وأشار إلى وجود حساسية من إعادة افتتاح مقر "الديمقراطي الكردستاني"، موضحاً أن حزب بارزاني يقول إن كركوك محتلة الآن من قبل القوات العراقية والمليشيات، ويصف القادة الأمنين بأوصاف سيئة.
يذكر أن كركوك ومناطق عراقية أخرى متنازع عليها بين بغداد وأربيل كانت خاضعة لسيطرة القوى الكردية منذ احتلال العراق من قبل الأميركيين عام 2003، قبل أن تدخل القوات العراقية إليها بقرار من رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، الذي شملت به مناطق متنازع عليها من بينها كركوك.