نفذت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، مناورة عسكرية تحاكي تصعيداً إسرائيلياً واسعاً، وذلك في الذكرى الـ18 للانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وبالتزامن مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة باغتيال قيادات فصائل المقاومة.
وشارك 12 فصيلاً تشكل الغرفة المشتركة، في المناورة التي أطلقت عليها المقاومة اسم "الركن الشديد 4"، وبدأت المناورة بإطلاق عدد من الصواريخ على البحر ومن ثم مناورة لوحدة "الضفادع البشرية" في البحر، ووحدات قتالية أخرى.
وإلى جانب تجسيدها الوحدة الميدانية بين قوى المقاومة في غزة، تستهدف المناورة رفع الجهوزية والتنسيق بين مكونات الغرفة المشتركة على وقع التهديدات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة باستهداف قيادات المقاومة في غزة والخارج، خصوصاً لبنان، بزعم أنهم مسؤولون عن العمليات التي تستهدف جيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية المحتلة.
وقبل يومين من المناورة، أجرت قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة جولة استطلاعية وتفقدية لمواقع المقاومة العسكرية ونقاط الرصد المحاذية للسياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.
وتم خلال الجولة استطلاع مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، والاطلاع على سير العمل داخل مواقع المقاومة و"الاطمئنان" إلى جهوزية المقاتلين ومدى فعالية الإجراءات المتبعة، ولا سيما أن تلك المواقع تمثل نقاط المقاومة المتقدمة داخل منطقة "التأمين".
وأثنت قيادة الغرفة المشتركة على "يقظة المقاتلين وتفانيهم، ودعتهم إلى رفع مستوى جاهزيتهم".
وفي سياق متصل، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إنّ قطاع غزة الذي يشهد مناورة "الركن الشديد 4" في اليوم ذاته الذي انسحبت فيه إسرائيل من القطاع، يؤكد فشل محاولات عزله وحصاره، بل ويكشف مدى قدرة المقاومة والتحامها في ظلّ غرفة العمليات المشتركة، وأن "المعركة لا تزال قائمة ولن تنتهي إلا بتحرير القدس والأقصى وكامل أرضنا الفلسطينية".
واعتبر هنية الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات غزة في العام 2005 "فجراً جديداً لشعبنا الفلسطيني في حدث تاريخي غير مسبوق"، وخاصة بعدما رفع العلم الفلسطيني على أنقاض 21 مستوطنة كانت تحتل نحو 40% من مساحة قطاع غزة.
ووصف هنية هذه المرحلة، في بيان صدر عنه، بأنها أنتجت "معادلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، عنوانها الانتصار الفلسطيني وبدء مرحلة التحرير الشامل".
وأضاف أنّ "الانسحاب لم يكن حدثاً عابراً، وإنما نتيجة حتمية لتصاعد المقاومة وضرباتها الموجعة وإدخالها أنماطاً جديدة من المواجهة، سواء عبر قذائف الهاون وصواريخ القسام أو سلاح الأنفاق، وهو ما ضرب نظرية الأمن الصهيونية، وشكل تهديداً استراتيجياً لوجود الاحتلال في القطاع".
وأشار هنية إلى أنّ "هذه المحطة المباركة هي نتاج حقيقي ومباشر لانتفاضة الأقصى التي انطلقت حمية للقدس والمسجد الأقصى المبارك، وها هي المقاومة تراكم الإنجاز والقوة ويشتد عودها وساعدها وتحقق الانتصارات وتفرض معادلاتها، ولم تتوقف، فكانت معركة تحرير الأسرى وصفقة وفاء الأحرار ثم معارك غزة المتتالية وفي القلب منها معركة سيف القدس التي كانت أيضا حمية للأقصى، قد دشنت مرحلة استراتيجية جديدة من الوحدة في الفعل وتكامل الساحات".
ووفي حديثه حول ما يجري اليوم في الضفة الغربية، قال هنية إنّ "الضفة اليوم بركان متفجر بالغضب والثورة، فالعمليات البطولية غدت مشهداً يومياً يلهب الأرض تحت أقدام الغزاة، وبنادق الثائرين مشرعة في جنين ونابلس والخليل وعين شمس والقدس وطولكرم وأريحا وفي كل مدينة وقرية ومخيم، لتؤكد أن مستقبل الاستيطان في الضفة أيضاً إلى زوال، وتفكيك هذه المستوطنات إنما هو مسألة وقت، وأن القدس لا تزال تشكل بوصلة المقاومة وعنوان المعركة مع الاحتلال".