مناورات عسكرية لفصائل معارضة تحسباً لمعركة شماليّ سورية ضد "قسد"

02 يونيو 2022
"هيئة ثائرون للتحرير" تجري مناورات عسكرية ضخمة (Getty)
+ الخط -

أجرت فصائل "هيئة ثائرون للتحرير" المُشكَّلة من عدة فصائل عسكرية عاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المعارض، والحليف لتركيا، اليوم الخميس، مناورات عسكرية ضخمة، لرفع الجاهزية القتالية في مناطق "درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام" المتاخمة لخطوط التماس مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شماليّ سورية.

وقال الفاروق أبو بكر، وهو عضو مجلس قيادة "هيئة ثائرون للتحرير"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "كل قوات وفصائل الجيش الوطني رفعت الجاهزية القتالية في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، ونبع السلام شماليّ سورية"، مؤكداً أن "فصائل الجيش الوطني عملت قبل ستة أشهر على إخضاع مقاتليها لدورات وتدريبات وتجهيزات عسكرية، ورفع لياقة وتحضير لأي عمل عسكري مستقبلي".

وأوضح أبو بكر: "نحن الآن في هيئة ثائرون للتحرير نقوم بمناورات وتدريبات عسكرية في كل المناطق الموجودين فيها، سواء في نبع السلام، أو درع الفرات، أو غصن الزيتون، واليوم كانت هناك مناورات جديدة في منطقة درع الفرات شارك فيها المئات من عناصر هيئة ثائرون للتحرير"، مشدداً على أن "العناصر الذين شاركوا في هذه المناورات هم من نخبة المقاتلين الذين كانوا يخضعون لتدريبات خاصة وطويلة".

وأشار القيادي في الهيئة إلى أن "هذه التدريبات أثمرت، وهدف هذه المناورات أن يكون الجيش الوطني جاهزاً عسكرياً لأي معركة قادمة"، لافتاً إلى أن "الهدف من أي عملية عسكرية قادمة، تحرير مناطق مُحتلة من قبل مليشيا قسد ومليشيات نظام الأسد، وهذه التحضيرات والتجهيزات والتدريبات ليكون عناصر الجيش الوطني على أكمل جاهزية، دون التعرض لأي خسائر في أي معركة".

وأشار أبو بكر إلى أن "آلاف المقاتلين من الجيش الوطني باتوا الآن مستعدين لأي عملية عسكرية قادمة، هناك أعداد كبيرة من العناصر ذوي الخبرات القتالية باتوا على أتمّ الاستعداد، وسيُوزَّع المقاتلون والاختصاصات بحسب المناطق المستهدفة لتحريرها".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد، الأحد الماضي، أن بلاده "ستكمل الحزام الأمني ​​البالغ عمقه 30 كيلومتراً"، مضيفاً: "نعمل على إقامته خطوة بخطوة على طول حدودنا مع سورية، بأسرع وقت ممكن"، موضحاً أن أنقرة "لا تأخذ إذناً من أحد لمكافحة الإرهاب، وستتدبر أمرها بنفسها".

وتشهد خطوط التماس الفاصلة بين "الجيش الوطني السوري"، وحليفه الجيش التركي من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، مناوشات وقصفاً متبادلاً بشكلٍ شبه يومي، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، في ظل استهداف الطائرات المُسيَّرة التركية لمقرات وقيادات عاملة في "حزب العمال الكردستاني" ضمن مناطق سيطرة "قسد" في أرياف محافظات الحسكة، وحلب، والرقة شماليّ سورية.

موسكو تأمل أن "تحجم" أنقرة عن شن هجوم في سورية

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الخميس أن بلادها تأمل أن "تحجم" تركيا عن شن هجوم في شمال سورية، في إشارة الى التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي ضد المقاتلين الأكراد.

وكتبت ماريا زاخاروفا في بيان "نأمل أن تحجم أنقرة عن (اتخاذ) خطوات يمكن أن تؤدي الى تدهور خطير للوضع الصعب أصلاً في سورية".

وأضافت أن "إجراء مماثلاً، مع عدم موافقة الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية، سيشكل انتهاكا مباشرا لسيادة ووحدة أراضي" سورية "وسيؤدي إلى تصعيد جديد للتوتر في هذا البلد".

وتابعت المتحدثة "نتفهم قلق تركيا في ما يتصل بالتهديدات التي تطاول الأمن القومي انطلاقاً من المناطق الحدودية" مع سورية، معتبرة أن المشكلة يمكن حلها "فقط" إذا نشرت دمشق جنوداً في هذه المنطقة.

المساهمون