تبدأ كل من الجزائر وروسيا، اليوم الأربعاء، إجراء مناورات عسكرية مشتركة في منطقة بشار جنوبي الجزائر، تحت شعار "درع الصحراء 2022"، وتستمر حتى 18 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتركز على عمليات مكافحة الإرهاب.
وتتضمن المناورات العسكرية "أعمالاً تكتيكية للبحث عن الإرهابيين في الصحراء وتدميرهم"، وهي استمرار لمناورات مشتركة كانت قد جرت بين قوات من الجيشين الجزائري والروسي في أوسيتيا الشمالية الروسية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد كشفت في وقت سابق، عن تخطيط مشترك لهذه المناورات على مكافحة الإرهاب، مؤكدة أنه "يتم تنفيذ المناورات في إطار البرنامج المعتمد للتعاون العسكري مع الجزائر"، وأنها "ليست موجَّهة ضد أي طرف ثالث".
وتزامنت هذه المناورات، مع مناورة تكتيكية يجريها الجيش الجزائري منذ أمس الثلاثاء، بالذخيرة الحية وصفت بأنها محاكاة عملية عسكرية وصد هجمات والتموين بالوقود، في منطقة "إن آميناس" بالمنطقة العسكرية الرابعة، في أقصى جنوبي الجزائر، شاركت فيها مختلف الوحدات العسكرية البرية والجوية وقوات الإمداد.
وجرت المناورات العسكرية تحت اسم "إعصار 2-2022"، وبإشراف مباشر من قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة.
وجرى خلال هذه المناورات، تنفيذ سلسلة أعمال قتالية قامت بها الوحدات البرية والجوية والدفاع الجوي عن الإقليم، بما يسمح بالتحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات الموضوعة في الخدمة، وقبل بدء المناورات العسكرية.
وكان قائد الجيش شنقريحة، قد التقى القيادات العسكرية للجيش في المنطقة، حيث أسدى تعليمات للتحضير القتالي وبلوغ الجاهزية التامة للقوات المسلحة، بهدف القيام بمهامها المنوطة بها، خاصة ما يتعلق بأمن البلاد ومراقبة الحدود وحماية التراب الوطني.
وتولي قيادة الجيش الجزائري، أهمية كبيرة للمنطقة الجنوبية ولتمركز الجيش فيها، بسبب التهديدات الأمنية في الجنوب، وبحكم قربها من منطقة الساحل وشمالي مالي والنيجر، حيث تتمركز تنظيمات إرهابية على غرار تنظيم داعش وأنصار الدين ومجموعات تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي حاولت تنفيذ عمليات داخل التراب الجزائري، على غرار عملية تيمياوين، حين حاول انتحاري تفجير ثكنة عسكرية قبل عام، قضى خلاله ثلاثة عسكريين.
وتعد هذه المناورات العسكرية بالذخيرة الحية، الأولى في الموسم العسكري الجديد، وستتبعها سلسلة مناورات في المناطق العسكرية الأخرى في الجنوب.
وقال الباحث المختص في الشؤون الأمنية، حسام آغ عيسى لـ"العربي الجديد" إن المناورات تنفذ لثلاثة عوامل: "التهديدات الأمنية القادمة من منطقة الساحل، وهي التي تفرض اليقظة المستمرة والحذر من أية محاولات للمجموعات الإرهابية التسلل إلى الجزائر، والعامل الثاني يتعلق بالهشاشة الأمنية لمنطقة الساحل وطبيعة الحدود الممتدة للجزائر في الجنوب، خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية من شمال مالي، والعامل الثالث أعتقد أنه تقني يخص ضرورات التطوير التقني والأداء لمختلف أفرع الجيش".