المليشيات الإيرانية تعزز مواقعها في دير الزور وتستلم نقاطاً جديدة في ريف حلب

06 يونيو 2022
قوات "الفرقة الرابعة" دفعت بتعزيزات عسكرية إلى مطار منغ العسكري (فيسبوك)
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر تتبع للمعارضة السورية، عاملة في وحدات الرصد والمتابعة، تُفيد بأن قوات "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد، دفعت بتعزيزات عسكرية إلى مطار منغ العسكري، بريف حلب الشمالي، الذي تُسيطر عليه القوات الروسية بالاشتراك مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية، والقريب من خطوط التماس الفاصلة بين سيطرة "الجيش الوطني السوري" وحليفته تركيا من جهة، ومناطق "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى.

وقالت المصادر إن "رتلاً عسكرياً يتبع لقوات الفرقة الرابعة ضم نحو 50 آلية عسكرية، من بينها 4 راجمات من نوع (جولان) وسيارات دفع رباعي من نوع (بيك آب) جميعها مزودة برشاشات متوسطة من عيار (14.5، 23)، وصل خلال الـ24 ساعة الماضية إلى مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي قادماً من القطع العسكرية التابعة للفرقة بريف دمشق الغربي".

وأشارت المصادر إلى أن "المُهمة الرئيسية الموكلة لقادة الرتل هي استلام نقاط عسكرية على مقربة من خطوط التماس مع الجيش الوطني، تتبع تلك النقاط لقوات (قسد) باتفاق بين قسد وروسيا"، لافتةً إلى أن "هناك تخوفا كبيرا من قبل المليشيات الإيرانية والقوات التي تدعمها من أن تشمل العملية العسكرية التركية منطقتي نبل والزهراء اللتين تُسيطر عليهما المليشيات الإيرانية شمالي محافظة حلب".

موقف
التحديثات الحية

وكانت الفرقتان الثالثة والتاسعة في جيش النظام السوري، المدعومتان من روسيا، قد أرسلتا الأسبوع الماضي، رفقة عربات مُصفحة تابعة للشرطة العسكرية الروسية، رتلين عسكريين قوامهما نحو 50 آلية عسكرية، بينها نحو 20 دبابة ومدافع ميدانية، بالإضافة إلى 200 عنصر رافقوا الرتلين اللذين خرجا من دمشق وحلب إلى محيط مدينة تل رفعت القريبة من مطار منغ بريف حلب الشمالي، تمركزا في بلدتي دير جمال والزيارة، وقرية مسقان بريف تل رفعت الجنوبي، والقريبة من خطوط التماس مع قوات الجيش الوطني السوري وحليفته تركيا بريف حلب الشمالي".

في السياق، دفعت مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" بتعزيزات عسكرية، اليوم الإثنين، من داخل الأراضي العراقية إلى مدينة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية-السورية، شرقي محافظة دير الزور، شرقي سورية.

وقال عضو شبكة "عين الفرات" الناشط أمجد الساري، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" أرسلت، صباح اليوم الإثنين، تعزيزات عسكرية من داخل الأراضي العراقية إلى مقار مليشيا الفوج 47 بمنطقة الحميضة القريبة من الحدود العراقية بريف مدينة البوكمال، شرقي محافظة دير الزور".

وأشار الساري إلى أن "التعزيزات دخلت عبر المعبر الإيراني (غير شرعي)، وتضمنت سبعة عناصر من الجنسية العراقية، وثلاثة قادة ميدانيين من الجنسية الإيرانية، وأسلحة يعتقد أنَّها نوعية"، لافتاً إلى أن "التعزيزات نُقلت بواسطة شاحنة كبيرة مغطاة حملت الأسلحة، بالإضافة إلى ثلاث سيارات دفع رباعي من نوع (بيك آب) مزودة برشاشات مضادة للطائرات، استقلها العناصر الذين رافقوا شحنة الأسلحة".

وذكر الناشط، وهو من محافظة دير الزور، أن التعزيزات استُقدمت بأمر من المدعو الحاج عسكر، وهو قائد مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" في مدينة البوكمال، وذلك بهدف دعم مليشيا "الفوج 47" التي تضم عناصر محليين (سوريين) بعناصر وقادة إيرانيين وعراقيين.

وأوضح الساري أن المقر الذي وصلت إليه التعزيزات هو منزل استولت عليه مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" في وقت سابق، وتعود ملكيته للمدعو فيصل الجراح الجعيفي، حيث تستولي المليشيا على منازل المدنيين المهجرين أو تطرد أصحابها بقوة السلاح بذريعة تأمين المنطقة عسكرياً.

وأكد الساري أن "المليشيات الإيرانية تعمل بأسلوب التخفي في منازل المدنيين، مضيفاً أن تلك المنازل تُحوّل إلى مقار ومستودعات للأسلحة من دون رفع راية المليشيات عليها كما كانت تفعل سابقًا، وذلك خشية استهدافها من قبل طيران "التحالف الدولي" أو الإسرائيلي.

"مغاوير الثورة" ينفي أي اجتماعات أميركية أردنية في "التنف"

في سياق آخر، نفى المتحدث الإعلامي لفصيل جيش مغاوير الثورة عبد الرزاق خضر، في حديث لـ"العربي الجديد"، عقد اجتماعات بين الجانبين الأردني والأميركي في قاعدة "التنف" العسكرية.

والفصيل المذكور شريك قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في "التنف"، الواقعة ضمن منطقة الـ"55" كم عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.

وكانت عدة وسائل إعلام قد تداولت خبراً مفاده أن "واشنطن بدأت عقد اجتماعات مع المخابرات الأردنية في قاعدة التنف العسكرية، بهدف تشكيل مجموعات مدعومة من قبلها لمواجهة التمدد الإيراني على الحدود الأردنية-السورية، ومكافحة تنظيم (داعش)".

وتابع خضر، في تصريح لـ"العربي الجديد": "ليست لدينا أي معلومات عما نقلته وسائل الإعلام حول اجتماعات في قاعدة التنف العسكرية بين الجانبين الأردني والأميركي"، لافتاً إلى أنه "إذا جرت أي اجتماعات بين الأردن وأميركا، فمن الممكن أن تكون داخل الأراضي الأردنية وليس في قاعدة التنف العسكرية".

وحول مكافحة المخدرات ومحاربة تنظيم "داعش" في المنطقة الجنوبية الشرقية من سورية، أكد المتحدث الإعلامي لفصيل "جيش مغاوير الثورة" أن "هناك تنسيقاً مباشراً بين فصيل جيش مغاوير الثورة، شريك التحالف الدولي، وفصيل (قوى مكافحة الإرهاب) المُشكل في محافظة السويداء جنوبي البلاد، لمكافحة كل ما يخل بالأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية في سورية".

وأوضح خضر أن "الهدف من هذا التنسيق هو ملاحقة العناصر الفاسدين، وتجار ومروجي المخدرات في المنطقة الذين لهم علاقة بالنظام السوري ومليشيا حزب الله اللبنانية، والمليشيات الايرانية، بالإضافة لملاحقة خلايا تنظيم (داعش) ومحاربتها".

وأضاف الخضر أن "جيش مغاوير الثورة يجري، بين الحين والآخر، تدريبات عسكرية نوعية مشتركة مع القوات الأميركية ضمن قاعدة التنف العسكرية وباديتها، وذلك بُغية رفع كفاءة العناصر وتدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة، سواء الثقيلة أو المتوسطة، وإجراء تدريبات خاصة لذوي الخبرات، بهدف التأكد من جاهزية هؤلاء العناصر لأي طارئ في المنطقة".

إلى ذلك، صنفت الدول الأعضاء في "مركز استهداف تمويل الإرهاب"، ومنها المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، 16 اسماً (13 فرداً، و3 كيانات) من بينها شركة "القاطرجي" ومؤسسيها، تنظيماتٍ إرهابية.

وشمل التصنيف ثلاثة أفراد مرتبطين بمليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، وأربعة أفراد وشركة واحدة مرتبطين بتنظيم "داعش" الإرهابي، وستة أفراد ممولين منتمين لجماعة "بوكو حرام" الإرهابية، بالإضافة لجماعتين إرهابيتين؛ وهما "سرايا الأشتر"، و"سرايا المختار".

وأكد المركز أن كلاً من براء القاطرجي وحسام بن رشدي القاطرجي، وهما سوريان صنفا ضمن الأفراد الإرهابيين، لأنهما مؤسسا شركة القاطرجي التي قامت بتسهيل تجارة الوقود لتنظيم داعـش الإرهـابي، والتعاون مع التنظيمات الإرهابية مثل "الحرس الثوري الإيراني".

المساهمون