مقتل 3 متظاهرين برصاص القوات الإيرانية في كردستان

19 نوفمبر 2022
تتهم طهران قوات خارجية بالوقوف وراء حركة الاحتجاج (Getty)
+ الخط -

أعلنت منظمة هنكاو غير الحكومية المدافعة عن أكراد إيران، أن ثلاثة متظاهرين على الأقل قُتلوا السبت برصاص قوات الأمن الإيرانية في شمال غرب البلاد خلال احتجاجات أشعلتها وفاة مهسا أميني.

وقالت هنكاو، ومقرها في النرويج، لوكالة فرانس برس، إن "القوات الحكومية القمعية فتحت النار على المتظاهرين في بلدة ديفانداره، فقتلت ثلاثة مدنيين على الأقل".

إيران تندّد بـ"الصمت" الخارجي بعد هجمات دامية

وتتهم طهران، التي تعتبر معظم هذه التظاهرات "أعمال شغب"، قوات خارجية بالوقوف وراء حركة الاحتجاج، في محاولة لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان نشرته وكالة أنباء "إرنا" الرسمية إنّ "الشعب الإيراني والمجتمع الدولي شهدا في الأيام الأخيرة أعمالاً إجرامية من قبل مجموعة من الإرهابيين لا تعرف الرحمة ضدّ المواطنين الأبرياء والمدافعين عن أمن إيران في مدن إيذه وأصفهان ومشهد".

وأضافت الوزارة أن "الصمت المتعمّد للمروّجين الأجانب للفوضى والعنف في إيران، في مواجهة العمليات الإرهابية.. ليس له نتيجة سوى تشجيع الإرهابيين وتعزيز الإرهاب في العالم".

بدوره، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إن "أعداء" الدولة ربما يحاولون حشد العمال بعد الفشل في الإطاحة بالحكومة الإسلامية خلال الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهرين.

وتكتسب الاحتجاجات، التي تمثل أحد أكثر التحديات جرأة التي تواجه زعماء إيران من رجال الدين منذ عقود، المزيد من الزخم مما يزعج السلطات التي حاولت اتهام أعداء إيران في الخارج وعملائهم بتدبير الاضطرابات.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله: "حتى هذه الساعة، الحمد لله، هُزم الأعداء. ولكن الأعداء لديهم حيلة جديدة كل يوم، ومع هزيمة اليوم، ربما يستهدفون الطوائف المختلفة مثل العمال والنساء".

وأدى طلاب الجامعات والنساء دورا بارزا في الاحتجاجات الميدانية المناهضة للحكومة. ولوحت بعض المتظاهرات بالحجاب وأحرقنه للتنديد بقواعد الزي الإسلامي الصارمة المفروضة على النساء.

واندلعت موجة من الاحتجاجات في سبتمبر/أيلول عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها لارتدائها زيا "غير لائق".

وامتدت الاحتجاجات إلى عمال قطاع الطاقة الحيوي في الشهر الماضي، ولكن المظاهرات التي نظمها العمال، التي نادت بشكل جزئي بمطالب مرتبطة بالأجور وظروف العمل، كانت محدودة.

في عام 1979 ساعد مزيج من الاحتجاجات الجماهيرية وإضرابات عمال النفط وتجار البازار (سوق طهران الكبيرة) على وصول رجال الدين إلى السلطة خلال الثورة الإسلامية.

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) اليوم السبت أن هناك إضرابات واعتصامات واحتجاجات في أكثر من 20 جامعة في العاصمة طهران ومدن كبيرة أخرى من بينها أصفهان وتبريز وشيراز ترفع شعار "الحرية، الحرية، الحرية".

ووصلت الاحتجاجات أيضا إلى مجتمعات أصغر. وفي بلدة مورموری الجنوبية الغربية التي يبلغ عدد سكانها 3500 نسمة، قال الحاكم المحلي لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إن نحو 150 متظاهرا أضرموا النار في مبان حكومية وبنوك ومكتب بريد قبل أن تعيد قوات الأمن فرض النظام.

وقالت "هرانا" إن 402 من المحتجين قُتلوا في الاضطرابات حتى أمس الجمعة من بينهم 58 قاصرا. وأضافت أن نحو 54 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضا. وتابعت أن السلطات اعتقلت أكثر من 16800 شخص.

وبث التلفزيون الرسمي اليوم السبت لقطات تظهر مشاركة الآلاف في ما لا يقل عن أربع جنازات نُظمت برعاية الدولة لتشييع ثلاثة من أعضاء الباسيج وضابط بالشرطة وطالب بمدرسة دينية وأحد حراس الحدود قتلوا خلال الاضطرابات الأخيرة.

وقُتل عشرة أشخاص الأربعاء، بينهم امرأة وطفلان، إضافة إلى ضابط في الشرطة، خلال هجومين منفصلين في إيذه (جنوب غرب) وأصفهان (وسط)، وفقاً لوسائل إعلام ومصدر طبي.

وعزت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الهجوم في إيذه إلى "إرهابيين".

وفي مشهد (شمال شرق)، قُتل اثنان من أفراد قوات الباسيج شبه العسكرية طعناً الخميس في أثناء محاولتهما التدخّل ضدّ "مثيري الشغب"، بحسب وكالة إرنا. وأعلن جهاز السلطة القضائية السبت اعتقال المنفّذ المفترض للهجوم.

وقالت وزارة الخارجية إنّ "من واجب المجتمع الدولي.. إدانة الأحداث الإرهابية الأخيرة في طهران".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون