قتل طفل وسيدتان وأصيب آخرون، جلهم من النساء والأطفال، مساء اليوم الاثنين، إثر استهدافهم برصاص "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) لحظة اقتحامها أحد أقسام مخيم الهول، الذي يضم أسر أفراد من تنظيم "داعش" بريف محافظة الحسكة الشرقي، شمال شرقي سورية.
وقالت شبكة "مراسل الشرقية" المهتمة بأخبار المنطقة الشرقية من سورية إن سيدتين وطفلاً قُتلوا، بالإضافة إلى إصابة أطفال آخرين، إثر استهدافهم برصاص "الأسايش" أثناء مداهمتها القطاع الخاص بالأجنبيات (قسم المهاجرات) في مخيم الهول.
وأكدت مصادر مُطلعة من أبناء ريف محافظة الحسكة رفضت الكشف عن نفسها لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن إطلاق الرصاص على النساء الأجنبيات وأطفالهن جاء عقب منع النساء عناصر "الأسايش" من دخول الخيام وتفتيشها وضربهم بالحجارة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عناصر "الأسايش" ردت على ذلك بإطلاق الرصاص، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى، وسط توتر أمني يشهده القسم، في ظل وصول تعزيزات لـ"الأسايش" ومجموعات عسكرية من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
إلى ذلك، أعلنت "الأسايش"، اليوم الاثنين، عن اعتقال مطلوبين في حصيلة اليوم الثاني من المرحلة الثالثة من حملتها في مخيم الهول، مؤكدةً، في بيانٍ لها، أن "القوات المشاركة في الحملة ألقت القبض على ثمانية مطلوبين خلال اليوم الثاني من الحملة"، موضحةً أن "الأشخاص الذين أُلقي القبض عليهم متعاونون مع خلايا "داعش""، وفق بيانها.
وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" قد أطلقت، بالاشتراك مع "الأسايش" و"وحدات حماية المرأة"، أول من أمس السبت، حملة "الإنسانية والأمن" (المرحلة الثالثة)، بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بهدف ملاحقة خلايا تنظيم "داعش" في مخيم "الهول"، الذي يضم عائلات من التنظيم بريف محافظة الحسكة الشرقي، شمال شرقي سورية.
فصائل "الجيش الوطني" تنسحب من جرابلس
من جهة أخرى، أنهت فصائل "الجيش الوطني السوري"، اليوم الاثنين، حملتها الأمنية في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، والتي أطلقتها مساء الجمعة الفائت، عقب اندلاع اشتباكات عشائرية في المدينة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.
وأعلنت "حركة التحرير والبناء" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" أن "قوات فض النزاع التابعة للحركة غادرت، اليوم الاثنين، مدينة جرابلس بعد تدخلها نتيجة الاشتباكات التي حصلت في المنطقة مؤخراً"، معلنةً عن "إلقائها القبض على المتسببين بإخلال الأمن في المدينة وترويع المدنيين، وتسليمهم أصولاً للشرطة العسكرية، مع بقاء بعض القوات العسكرية لضمان استمرار الهدوء ومنعاً لعودة الاشتباكات".
من جانبه، قال القيادي في "حركة التحرير والبناء"، أبو علي الأشقر، وهو أحد القائمين على الحملة الأمنية في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "يوم الخميس الفائت، أعلن الجيش الوطني عن القيام بحملة أمنية في جرابلس، وذلك بسبب مشكلة عشائرية قديمة بين عشيرتي الجيسات والزرقات، حيث تجددت يوم الأربعاء الفائت، وراح ضحية هذه الاشتباكات بالمجمل ثمانية قتلى من الطرفين".
وأضاف أن "الجيش الوطني أعلن عن حظر تجوال داخل المدينة وريفها وطلب من المطلوبين تسليم أنفسهم خلال مهلة مدتها يومان"، مؤكداً أنه "جرى تسليم ثمانية مطلوبين من أصل عشرة ولاذ اثنان بالفرار، واليوم أعلن الجيش الوطني عن انتهاء الحملة وعادت الحياة إلى طبيعتها".
وكانت امرأة زوجُها من وجهاء قبيلة الجيسات قد قُتلت ليل الجمعة، بالإضافة إلى إصابة طفلها بجروح متفاوتة، وذلك بعد استهدافهما من قبل شُبان مُسلحين يتبعون لعشيرة الدكارات، الأمر الذي تسبب بحالة خوف وهلع كبير لدى سكان المنطقة، نتيجة الاشتباكات الدامية، لاسيما أن سبب المشكلة بين العشيرتين بدأ قبل ثلاث سنوات بسبب خلاف بسيط على ركن سيارة أمام مدخل منزل.
تعليقاً على ذلك، قال الناشط معتز ناصر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "للاقتتال العشائري مع مظاهر سلبية كثيرة أخرى جميعها انعكاس لحالة التيه وفوضى السلطة التي يعانيها ريف حلب".
وأشار ناصر إلى أن "عدم وجود سلطة مركزية يلجأ لها الناس، تأخذ للضعيف حقه من القوي، وتنزل القصاص العادل بمن يستحقه قضائياً من مجرمين، ومثيري الشغب والفلتان، سيولد مزيدا من المشاكل التي تحصد أرواح الأبرياء، وتقضي على أي فرصة بتنمية المنطقة".