- تسجيل هجمات متكررة في بادية الشامية يعكس التفلت الأمني، مع تململ أهالي دير الزور من التمدد الطائفي وسياسات تغيير المناهج الدراسية والدينية بالقوة.
- اشتباكات عنيفة نتيجة الاحتكاكات بين الزوار العراقيين والإيرانيين وأهالي المنطقة بسبب الإساءات للصحابة ورفع شعارات طائفية، مما زاد من التوترات الطائفية والعشائرية واستمرار دوامة العنف.
قُتل وجُرح زوار عراقيون، اليوم الاثنين، جراء هجوم استهدف حافلة كانت تقلّهم في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، فيما قُتل قيادي يتبع للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، من جراء هجوم آخر استهدف سيارة عسكرية في ريف المحافظة.
وأفادت شبكة مراسل الشرقية، المهتمة بأخبار المنطقة الشرقية من سورية، بأنّ زواراً عراقيين، لم تحدد عددهم، قُتلوا، اليوم الاثنين، إثر "هجوم استهدف حافلة كانت تقلّهم في منطقة الميادين بريف محافظة دير الزور"، مؤكدة أن "الزوار كانوا يرددون شعارات طائفية منذ لحظة دخولهم الأراضي العراقية باتجاه الأراضي السورية، وهم في طريقهم إلى مقام السيدة زينب بريف العاصمة السورية دمشق".
وقال الناشط عبد الحكيم البخيت، مسؤول شبكة عكيدات نيوز العاملة في ريف دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ "بادية الشامية التي يُسيطر عليها النظام السوري وحلفاؤه تعيش وضعاً أمنياً متفلّتاً، وتسجل هجمات متكررة من قبل تنظيم داعش، والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران، مع وجود فصائل كثيرة في المنطقة تتناحر في ما بينها على قضايا المعابر والتهريب وخريطة السيطرة، لاسيما بين المليشيات المدعومة من روسيا وإيران".
ولفت البخيت إلى أنّ "أهالي محافظة دير الزور متململون من التمدد الطائفي الفكري الإيراني - العراقي في المنطقة، في ظل انتهاج سياسة تغيير المناهج في الروضات والمدارس والمساجد في المنطقة وفرضها على الأهالي بالقوة، وتكرر الإساءات من قبل الزوار للصحابة الكرام في تلك المناطق، الأمر الذي يستفز القبائل والعشائر الموجودين في المنطقة".
وأشار البخيت إلى أن "هذه الإساءات ولّدت عدة مرات اشتباكات بين الأهالي والزوار العراقيين والإيرانيين في مدن البوكمال والميادين والقورية وقرية الهري بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى"، موضحاً أن "غالبية هذه الاشتباكات تندلع إثر استفزاز الزوار من حافلاتهم لأهالي المنطقة سواء بالشعارات التي يرفعونها أو من خلال السب والشتم للصحابة".
وأضاف أنّ "المليشيات الإيرانية أطلقت أكثر من مرة الرصاص على المحتجين على إساءات الزوار، الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم خلال الفترات السابقة، ما يدفع الأهالي بحكم العشائرية إلى الرد بالمثل على المليشيات الإيرانية من خلال هجمات فردية تُسفر عن قتلى وجرحى".
من جهة أخرى، استهدف مسلحون لم تُعرَف هويتهم بالأسلحة الرشاشة، اليوم، سيارة عسكرية تتبع لمليشيا حراس القرى، المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وذلك أثناء توقفها بالقرب من أحد مقراتهم ببادية القورية شرقي محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر بينهم قائد مجموعة.
إلى ذلك، قُتل المدعو ماهر تيسير الفياض، وهو عنصر يعمل لمصلحة مليشيا الدفاع الوطني، برفقة ابنته البالغة من العمر 14 عاماً، من جراء استهدافهما من قبل المدعو صالح الحكومي، العامل في صفوف المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، في شارع البريد ضمن بلدة العشارة بريف دير الزور الشرقي، وذلك بسبب خلاف مالي في ما بينهما.
وكان ريف دير الزور الشرقي قد شهد، خلال الشهر الفائت، خلافات كبيرة بين "الدفاع الوطني" من جهة، والمليشيات العراقية المدعومة من إيران من جهة أخرى، الأمر الذي أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين، في ظل توتر أمني يخيّم على عدة مدن وبلدات بريف دير الزور الشرقي بين الطرفين.