مقتل أول إسرائيلي... ونتنياهو يهدد "حماس" بدفع الثمن

15 يوليو 2014
الغارات الإسرائيلية تتكثف تحت "غطاء" المبادرة المصرية (إياد البابا/الأناضول)
+ الخط -

صعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، من لهجته حيال حركة "حماس"، بعد الإعلان عن مقتل أول إسرائيلي منذ بدء العدوان على غزة، قرب معبر بيت حانون في قصف للمقاومة.

وفي موازاة التصعيد الميداني الإسرائيلي ضد قطاع غزة المحاصر، بعد أن عاد الطيران الحربي إلى شن غاراته على القطاع، مسبباً ارتفاع عدد الشهداء إلى 194 فضلاً عن 1485 جريحاً، قال نتنياهو، في مؤتمر صحافي مشترك مع كل من وزير الأمن، موشيه ياعلون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، إن "حماس قررت مواصلة المعركة، وستدفع الثمن على قرارها هذا، وعندما لا يكون وقف لإطلاق النار، فإن ردنا هو النار".

وتأتي تصريحات نتنياهو في سياق محاولاته تبرير تكثيف العدوان، بحجة "انهيار اتفاق إطلاق النار"، على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق كهذا، وإنما مبادرة، تساوي الجلاد بالضحية، طرحها النظام المصري، وأعلنت في وسائل الإعلام. ولم تتسلم "حماس" المبادرة رسمياً، فضلاً عن محاولة المبادرة التغطية على العدوان الإسرائيلي، وتضمُّنـِها بنوداً تفضي إلى نزع سلاح المقاومة الدفاعي، أعلنت "حماس" عن رفضها لها.

وقال نتنياهو إن "حماس لم تترك لنا خياراً سوى توسيع وتكثيف المعركة ضدها، مع العمل على تحقيق أهدافنا باستعادة الهدوء لسكان إسرائيل، وضرب منظمات الإرهاب بقوة"، معتبراً أن "اللحظة تفرض علينا اتخاذ القرارات بتعقل وتروٍّ وليس بتهور".

وعبر هذا التصريح، يرد نتنياهو على تصريحات وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، الذي دعا إلى عدم وقف العدوان إلا بعد السيطرة سيطرة كاملة على قطاع غزة، في حين دعا وزير البيئة، جلعاد أردان، إلى رفض المبادرة المصرية، وعدم وقف إطلاق النار، مما دفع مراقبين إلى القول إن نتنياهو يعاني أزمة داخل حكومته، وهو الأمر الذي أكدته الوقائع، إذ أعلن اليوم عن إقالة نائب وزير الدفاع، داني دانون، بعدما اتهم الأخير نتنياهو بالمسؤولية عن فشل عدوان "الصخرة الصلبة".

في غضون ذلك، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن مصادر أمنية، قولها إن المقاومة أطلقت، على مدار ساعات اليوم، نحو 70 صاروخاً، طالت أنحاء مختلفة، بدءاً من جنوب فلسطين المحتلة حتى حيفا، مع استهداف ديمونة وبئر السبع، كما أدت قذيفة أطلقتها المقاومة، بعد ظهر اليوم، إلى مصرع أول إسرائيلي منذ بدء العدوان، عند معبر بيت حانون.

ويبدو أن إسرائيل تستغل المناورة المصرية، بتقديم اقتراح لوقف إطلاق النار، من دون تسليمه للطرفين بشكل رسمي، لزيادة وتيرة عدوانها على غزة، والتحضير لعدوان بري، مستفيدة من التأييد الأميركي والغربي، وما اعتبره نتنياهو، في وقت سابق اليوم، مراكمة للشرعية الدولية لضرب "حماس".

كما تشكل "المبادرة" المصرية أداة لرفض المبادرة القطرية والتركية، وتساهم في تعزيز التعاون المصري ــ الإسرائيلي، وإعطاء نظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دوراً إقليمياَ، كانت مصر قد فقدته منذ الانقلاب، الذي أطاح بالرئيس المعزول، محمد مرسي، في يوليو/تموز العام الماضي. وهو ما يفسر التركيز والإصرار الإسرائيليين، طيلة الأيام الأخيرة، على الوساطة المصرية من جهة، وتكريس دور أمني في القطاع وعند معابره البرية للسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، في محاولة لتطويق "حماس" وضرب هيبتها السلطوية والشعبية.

وقال عضو الكنيست عن حزب "العمل"، الجنرال احتياط عومر بارليف، للقناة الإسرائيلية الثانية، إنه "لا يمكن تحقيق هدف هدم الأنفاق في غزة، ومنصات إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل من دون عملية برية". واعتبر أنه يمكن الوصول إلى "الأنفاق الاستراتيجية، التي يتحدث عنها نتنياهو، على امتداد الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، عبر عمليات برية محدودة"، فيما حذر محللون وخبراء من أن "الاجتياح البري سيكون باهظ الثمن، وقد يوقع إسرائيل في ورطة كبيرة، ومغامرة لا تعرف نهايتها".

في هذه الأثناء، واصلت المقاومة الفلسطينية الرد على التصعيد العسكري الإسرائيلي. وفي رسالة واضحة على رفض المبادرة المصرية، تبنت "كتائب القسام"، و"سرايا القدس"، إطلاق عشرات الصواريخ من طراز "إم 75" و"براق 70"، واستهدفت في القصف مدينة تل أبيب، على ما ذكر بيان مشترك لهما.

وقالت "الكتائب" و"السرايا" إن القصف يأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتعهدتا بالمضي قدماً حتى تحقيق طموحات ومطالب الشعب الفلسطيني.