القسام تنضم للمقاومة في الضفة الغربية من باب أريحا.. والثمن مجزرة وحصار

06 فبراير 2023
مقاومة مسلحة في أريحا (أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -

تأخذ الضفة الغربية منحنى تصاعدياً في وتيرة المقاومة التصعيدية مع الاحتلال الإسرائيلي منذ منتصف العام المنصرم، تصدّرت فيها حركة الجهاد الإسلامي المشهد برفقة فصائل المقاومة وبروز مجموعات "عرين الأسود"، إلا أن اللافت في هذا التصاعد هو دخول محافظة أريحا على خط المقاومة المسلحة رغم التعقيدات الأمنية والاستيطانية التي تحيط بها، وتصدّر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بذراعها العسكرية كتائب القسام المشهد المقاوم المسلح في مخيم عقبة جبر، فيما يحاول الاحتلال القضاء على تنامي تلك الظاهرة.

واستشهد صباح اليوم، الإثنين، خمسة فلسطينيين وأصيب ثلاثة آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم عقبة جبر في أريحا، إذ اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين أفراد "كتيبة مخيم عقبة جبر - كتيبة عشاق الشهادة" التابعة لحركة حماس وجنود الاحتلال.

وأعلنت كتيبة مخيم عقبة جبر عبر قناتها على "تليغرام" أنها تصدت لاقتحام الاحتلال وأوقعت إصابات محققة في صفوف الجيش الإسرائيلي، فيما توعدت الاحتلال بالرد خلال أيام.

ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي محافظة أريحا منذ عشرة أيام إثر عملية إطلاق نار باتجاه مطعم إسرائيلي عند مفرق "ألموغ"، جنوب أريحا، وأعلنت كتيبة مخيم عقبة جبر عبر بيان مصور تبنيها تنفيذ العملية.

وكشف مسؤول الدائرة السياسية في حماس (إقليم الضفة الغربية) والموجود في تركيا محمود مرداوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "سياسة حماس الآن تتجنب تبني العمليات بالضفة الغربية، للحفاظ على فكرة مفادها أن المقاومة الفلسطينية مقاومة شعب، ويجب ألا تُحصر في فصيل معين"، موضحاً أن ذلك "لا يمنع اختيار أبناء الحركة إظهار زي حماس الأخضر وراياتها في مشاركتهم بعمليات المقاومة كما حصل في مخيم عقبة جبر".

وقال مرداوي: "إن الخيار الاستراتيجي لحماس هو الاستمرار بالمقاومة وخلق حالة الانتفاضة وتوسيعها بمناطق الضفة"، مبينًا تعرض "المقاومة لظروف من الاحتلال، انعكست على الأرض أدت لتراجع العمل المقاوم في الآونة الأخيرة، والآن تسعى الحركة لرعاية المقاومة بالضفة بمشاركة جميع الفصائل".

وكان المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم قد قال في تصريحات إعلامية: "الظهور العلني لمجاهدي كتائب القسام في أريحا أربك المنظومة الأمنية للاحتلال، وأنه بات يعيش حالة تخبط نتيجة تصاعد عمليات المقاومة في جميع مدن الضفة المحتلة، ولهذا كانت المجزرة بحق شهداء المخيم الخمسة".

ويعزو مدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عواد، خلال حديثٍ مع "العربي الجديد"، أسباب الرد الإسرائيلي بارتكاب المجزرة إلى نقاط عدة، أبرزها: "حالة التخدير، التي نجح فيها الاحتلال حتى اعتاد الشعب الفلسطيني على المجازر في الآونة الأخيرة، كما حصل في جنين ونابلس سابقًا، ومردُّ ذلك عدم وجود ردٍ شعبي يوازي سلوك الاحتلال الإجرامي، حيث لم يعلن الإضراب والحداد بشكل لحظي، إضافة لإدراك الاحتلال غياب القضية الفلسطينية عن الساحة الدولية، وهو ما يسهل عليه نزف الدم الفلسطيني، وسط غياب أي ردود فعلٍ على مختلف المستويات الشعبية والرسمية".

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة لحصر العمل المقاوم في منطقة جغرافية محدودة وفئة فلسطينية معينة، حسب أبو عواد، الذي أوضح أن الاحتلال "لم يستوعب ظهور كتيبة مسلحة في أريحا التي تعيش ظروفًا أمنية معقدة من السلطة الفلسطينية والاحتلال، خصوصاً إعلان المقاومين انتماءهم لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، والتي تجنبت أخيراً تبني العمليات في سبيل الاهتمام بتشكيل حالة مقاومة تنتقل من مكان لآخر".

وزعم الإعلام الإسرائيلي أن قوات الاحتلال زرعت عناصر من وحدة "ماجلان الاستطلاعية" داخل مخيم عقبة جبر، ما سهّل عملية الاغتيال، فيما رأى أبو عواد أن الاحتلال يحاول تضخيم الأمر، لجعل نفسه ذا قوة أمنية واستخباراتية، مستبعدًا مشاركة الوحدة في الحدث.

في السياق، أدانت الرئاسة الفلسطينية الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكدت أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ماضية في مسلسل الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وأن سلوكها يحد من الجهود الدولية التي بذلت في الأيام الماضية.

من جهته، أعرب محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن رغبته في "أن نستمر في جرّ الاحتلال للمحافل الدولية حتى ينال عقابه نتيجة جرائمه بحق أبناء شعبنا، وأن نستمر بخيار المقاومة الشعبية السلمية".

وأكد أبو العسل أن "القيادة الفلسطينية أوقفت التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي قبل عشرة أيام، ولن تعود للتنسيق إلا بعد محاسبة الاحتلال في كل المحافل".

المساهمون