مقاتلو العشائر ومجلس دير الزور يسيطرون على "أهم" مناطق الريف الشرقي

01 سبتمبر 2023
انشق 70 عنصراً من "قسد" وانضموا إلى أبناء العشائر (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

سيطر مقاتلو "مجلس دير الزور العسكري"، بالاشتراك مع أبناء العشائر العربية، على عدة بلدات بريف محافظة دير الزور الشرقي شرقي سورية، اليوم الجمعة، بعد معارك عنيفة مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ترافقت معها عمليات انشقاق داخل قوات الأخيرة، في ظل استمرار المعارك بأرياف محافظة دير الزور الشرقية والغربية والشمالية.

وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ مقاتلي "مجلس دير الزور العسكري" تمكّنوا اليوم الجمعة، بالاشتراك مع أبناء العشائر العربية، من السيطرة على بلدات هجين، والباغوز، والبوخاطر، والكشمة، والشعفة، والسوسة، بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد معارك مع قوات "قسد" أدت إلى انسحاب الأخيرة من المنطقة.

وأكد العكيدي أنّ 70 عنصراً من "قسد" انشقوا، اليوم الجمعة، عن صفوفها، وأعلنوا انضمامهم إلى صفوف أبناء العشائر، لا سيما أنّ جميع المنشقين هُم من أبناء القبائل والعشائر العربية في دير الزور.

كما أشار إلى أنّ مقاتلي المجلس، بالاشتراك مع أبناء العشائر، تمكّنوا من السيطرة، ظهر الجمعة، على طريق حقل "العمر" النفطي، (طريق قاعدة التحالف الدولي بقيادة واشنطن)، ومستودع أسلحة، وذلك بعد دحر قوات "قسد" من حاجزين على الطريق، بالإضافة إلى سيطرتهم الكاملة على بلدة الشحيل، موضحاً أنّ هذا الطريق الذي تمت السيطرة عليه "من أهم الطرق التي تتخذها قسد في المنطقة الشرقية لمحافظة دير الزور".

وبيّن العكيدي أنّ أبناء العشائر تمكّنوا من السيطرة أيضاً على مقر "الكوماندوز" (القوات الخاصة لدى قسد) في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، لتصبح البلدة بالكامل خارجة عن سيطرة "قسد"، وذلك بعد معارك عنيفة دامت قرابة يومين، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين. كما تمكن مقاتلو المجلس مع أبناء العشائر من السيطرة على بلدة حوايج بريف دير الزور الشرقي، بعد انسحاب قوات "قسد" منها بسبب الاشتباكات العنيفة.

وبدأ التوتر في محافظة دير الزور عقب احتجاز قوات "قسد" قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل (أبو خولة)، مساء الأحد الماضي، إثر استدراجه إلى اجتماع في مقر مظلوم عبدي باستراحة الوزير في الحسكة، شمال شرقي سورية، تبعه اعتقال قياديين آخرين من أبناء العشائر العربية، وهو ما أدى إلى تأجيج الوضع في المنطقة.

إعلان منطقة العزبة بريف دير الزور منطقة منكوبة

في غضون ذلك، أعلن نشطاء المجتمع المدني في محافظة دير الزور، منطقة العزبة بريف دير الزور الشمالي، منطقة منكوبة، وذلك بعد محاصرتها منذ 5 أيام ومنع دخول الغذاء والدواء والمياه إليها، لا سيما أنّ "قسد" اقتحمت البلدة بالدبابات وفرضت سيطرتها عليها بالقوة.

وكانت قوات "قسد" قد اعتقلت، صباح اليوم الجمعة، 20 مدنياً من أبناء بلدة الحريجة بريف دير الزور الشمالي، بالتزامن مع حملة اعتقالات مماثلة في قرية الربيضة بريف دير الزور الشمالي، وسط توتر أمني وفرض حظر للتجوّل تشهده البلدتان.

حظر تجوّل في دير الزور

في سياق متصل، أعلنت "قسد"، الجمعة، حظراً للتجوال بريف دير الزور الشرقي، بدءاً من صباح يوم غدٍ السبت، ولمدة 48 ساعة.

وقالت "قسد" في بيان نشر عبر موقعها الرسمي: "نظراً للأوضاع الأمنية التي تمر بها قرى في شرق دير الزور، واستغلال مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام وكذلك خلايا "داعش" لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة، قرر المجلس العسكري لدير الزور، وقوى الأمن الداخلي (أسايش) إعلان حظر للتجوال في منطقة دير الزور".

وكان مقاتلو "مجلس دير الزور العسكري"، بالاشتراك مع أبناء العشائر، قد تمكّنوا من السيطرة على مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، بعد منتصف ليل الخميس، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ليومين، أدت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى أسر أكثر من 30 عنصراً من "قسد" داخل وعلى أطراف المدينة.

وقُتل عدة مدنيين كان آخرهم، خلف محمد العيسى، والفتى رائد محمد الزيد، البالغ من العمر 15 عاماً، وذلك بعد منتصف ليل الخميس، بالإضافة إلى إصابة مدني آخر بجروح خطيرة، وذلك إثر استهداف طائرة مُسيرة تابعة لقوات "قسد" بعدة قذائف، منزلاً سكنياً داخل بلدة جديد بكارة بريف محافظة دير الزور الشرقي، بالتزامن مع محاولات "قسد" اقتحام البلدة.

"مسد" تتهم النظام وإيران بتأجيج الاضطرابات

على صعيد متصل، اتهمت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لـ"مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، الذراع السياسية لـ"قوات سورية الديمقراطية"، إيران والنظام السوري بتأجيج الاضطرابات في شرقي سورية.

وقالت أحمد، الجمعة، في سلسلة تغريدات في "إكس" (تويتر سابقاً)، إن "الاضطرابات الجارية بريف دير الزور تحركها ميليشيات مدعومة من إيران والنظام السوري". وأردفت: "للأسف، هذه الاشتباكات ليست حوادث معزولة، وهناك أدلة تشير إلى أن هذا الاضطراب تحركه الميليشيات المدعومة من إيران والنظام السوري الذين يريدون إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة".

وأوضحت أحمد أن إيران والنظام يريدان تصوير هذه الاضطرابات على أنها "نتيجة صراع عرقي بين العرب والكرد، وصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية في جنوبي سورية". وحذّرت من أن هذه الصراعات لها "آثار بعيدة المدى، ولها تداعيات جيوسياسية أوسع، بالإضافة إلى تعريض استقرار شمال شرقي سورية للخطر"، على حد قولها.

ودعت في الوقت ذاته إلى"إعطاء الأولوية للسلام والتواصل من قبل جميع الأطراف في هذه الأوقات الصعبة، لأن السكان في شمالي وشرقي سورية يستحقون الأمن والاستقرار، بعد تحملهم بالفعل ما يكفي من المعاناة".

وكان التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سورية والعراق قد حذر، في بيانٍ له مساء أمس الخميس، من استمرار المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والعشائر العربية في محافظة دير الزور شرقي سورية، مشدداً على أنّ هذه الاشتباكات ستؤدي إلى "عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور تنظيم (داعش)".
المساهمون