استمع إلى الملخص
- لا توجد مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار، حيث يسعى الاحتلال لتوسيع الحرب. حماس تؤكد أن استئناف المفاوضات يتطلب ضغطًا خارجيًا وداخليًا على إسرائيل، خاصة من حلفائها مثل الولايات المتحدة.
- حماس ترفض أي مشاريع خارجية تُفرض على الفلسطينيين بعد الحرب، وترحب بالجهود الدولية لوقف العدوان ورفع الحصار، لكنها تشدد على ضرورة الضغط على إسرائيل. الموقف الأميركي متوافق استراتيجيًا مع إسرائيل.
"اليوم التالي بغزة سيكون بتوافق فلسطيني ولن يفرض علينا أي مشروع"
"العدو بلغ درجة من الاستعلاء والاستكبار جعلته لا يرى أحدا"
"الموقف الأميركي ليس مرتبكا ولكنه في الحقيقة متوافق مع نتنياهو"
أكد عضو المكتب السياسي ورئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة باسم نعيم، اليوم الاثنين، أن المقاومة مستعدة لتنفيذ مسودة الاتفاق الذي كان قد تم التوصل إليه في بداية شهر يوليو/تموز الماضي، لكن من دون أية شروط إضافية. وقال نعيم في مقابلة مع "العربي الجديد" إن اليوم التالي لما بعد الحرب، سيتحدد بتوافق فلسطيني فحسب.
- جرى حوار فلسطيني مؤخراً في القاهرة، ما آخر تطوراته وما نقاط الاختلاف التي ما زالت قائمة بشأن توحيد الموقف والمؤسسات؟
كل مكوّنات الملف الفلسطيني، غزة والضفة والقدس كان على رأس موضوعات المباحثات، وقد تم تأكيد الموقف الفلسطيني الموحّد في كل هذه النقاط، خاصة بشأن الإبادة الجماعية والعدوان على شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس منذ عام، ومطالبة المجتمع الدولي والإقليمي لوقف هذه الإبادة، وأيضاً لرفض أي مخططات وأي مشاريع خارجية يتمّ التفكير فيها لفرضها على شعبنا الفلسطيني.
المفاوضات بين وفدي حركة فتح وحماس، ركزت على البحث في المشهد الوطني بشكل عام، وكيفية إنجاز الوحدة الفلسطينية وتجاوز حالة الانقسام، ومواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، التي تستهدف الجميع ولا تستثني أحداً، في المقابل يقوم المعلن من الخطط الصهيونية، على شطب القضية الفلسطينية، وإنهاء الوجود الفلسطيني بكل مكوناته. كذلك ناقشنا موضوع ترتيب وإصلاح بيتنا الفلسطيني وترتيب بيت منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تكون ممثلاً لكل مكونات الشعب الفلسطيني، بمن فيهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي وأن تصبح ممثلاً شرعياً لكل شعبنا في الداخل والخارج، وبالإضافة إلى ذلك، تمّ البحث في مسألة إقامة حكومة وحدة وطنية تقوم على إدارة الشأن الفلسطيني في غزة والضفة، والبحث في إغاثة وإعمار فلسطين وتوحيد المؤسسات. وقد جرى أيضاً البحث في موضوعات أخرى متعلقة بإدارة الشأن الفلسطيني في قطاع غزة الآن وما بعد الحرب، وعلى العموم الأجواء كانت إيجابية وبناءة والوفود غادرت على أن تستكمل الحوار لاحقاً في فرصة قريبة.
- في الوقت الذي يتصاعد فيه العدوان، لا تبدو المفاوضات عبر الوسطاء تتقدم، هل هناك أمل في إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في مدى زمني معين، وما القضايا العالقة التي تبدي حماس استعدادها لإعادة النظر فيها بغية دفع المفاوضات إلى الأمام؟
في ما يخص موضوع إطلاق النار، الآن لا توجد مفاوضات، لأنه وللأسف العدو الصهيوني ماضٍ في غيه بالاستمرار في الحرب، بل يسعى لتوسيعها إلى حرب إقليمية، لعله يتمكّن من تنفيذ مخططاته التي كان يحلم بها منذ عشرات السنين، لذلك هو لا يريد الانخراط في أي مفاوضات جدية لوقف إطلاق النار في هذه اللحظة، رغم أننا وصلنا إلى مشروع صفقة وقف إطلاق النار في الثاني من يوليو/تموز الماضي، وكنا ملتزمين بالاتفاق، وجاهزين لتنفيذه.
بالتأكيد، فإن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، يحتاج إلى ضغط خارجي، خاصة من حلفاء الكيان الذي يعطونه الغطاء والدعم للحرب ولا سيما الولايات المتحدة التي تمده بالسلاح، وأيضاً يحتاج إلى ضغط داخلي لإجبار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للذهاب لصفقة، وإلا فسيستمر نتنياهو في مصالحه الشخصية والحزبية، لذلك فإنّ الاحتمال قائم في أي لحظة.
أما في ما يخص القضايا العالقة، فهي غير موجودة بالنسبة لنا، فنحن كنا قد توافقنا في الاتفاق السابق، على كل الملفات المطلوب الاتفاق بشأنها، والمطلوب الآن هو الذهاب لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، من دون وضع أي شروط جديدة مثلما يريد نتنياهو أن يفعل، وهو من يتحمل بغطرسته السياسية مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق.
نحن من يحدد ملامح اليوم التالي من هذه المعركة، ونتوافق على الشكل والأدوات التي نبني عليها العمل
- فكرة "اليوم التالي" التي يروج لها الاحتلال وواشنطن منذ فترة، في رأيك هل ما زالت واردة ومطروحة، وما الصيغة التي لدى حماس بشأن إدارة القطاع بعد وقف إطلاق النار؟
بعيداً عن مصطلح "اليوم التالي" للحرب، بالتأكيد أنّ هذه الحرب ستنتهي شاء نتنياهو أم أبى، وستنتهي إن شاء الله بانتصار المقاومة وشعبنا، وتنتهي بانكسار لهذا العدو، وهي خطوة كبيرة للتحرير والخلاص من هذا الكيان، ولكن نحن من نؤكد انتهاء الجولة الأخيرة في المعركة الكبيرة، فاليوم التالي له سيكون يوماً فلسطينياً خالصاً، يتوافق الفلسطينيون على شكله وأدواته وعلى غطائه ومرجعياته، وبالتأكيد من غير المقبول لدى أي فلسطيني أن يُفرض علينا أي مشروع خارجي مهما كان شكله أو أدواته.
لذلك، فإن حركة حماس تتواصل بهذا الشأن مع كل مكونات شعبنا الفلسطيني من الفصائل الفلسطينية، ومن رجال أعمال ووجهاء، ومؤخراً جرى لقاء مع أعضاء من حركة فتح، وكان العنوان الرئيسي من عناوين الحوار رفض أي مشاريع تفرض علينا من الخارج، ونحن من يحدد ملامح اليوم التالي من هذه المعركة، ونتوافق على الشكل والأدوات التي نبني عليها العمل في اليوم التالي.
- هل تعتقدون أن دخول وسطاء آخرين مثل فرنسا والسعودية في طريق المفاوضات يمكن أن يسعف محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار؟
أية جهود إيجابية يمكن أن تساعد للوصول إلى وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال انسحاباً كاملاً من أرضنا، ورفع الحصار وإغاثة شعبنا، وإعادة الإعمار والوصول إلى صفقة هي جهود مرحب بها، خاصة من الأشقاء في السعودية وأي جهة معنية بالاستقرار بالمنطقة، ولكن العدو بلغ درجة من الاستعلاء والاستكبار جعلته لا يرى أحداً، فهو غير مهتم وغير معني بالضغط الداخلي في الكيان، ولا معني بالقانون الدولي ولا بالأمم المتحدة ولا حتى بحلفائه، بل إنه أصبح عبئاً على حلفائه، نؤكد مرة أخرى أن أية جهود مرحب بها، ولكن يجب البدء بالضغط على الكيان، وبإيصال رسالة واضحة أن استمرار العدوان غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً، وأن المصلحة العالمية بالأمن والاستقرار الدوليين مرهونة بوقف العدوان وحلّ القضية الفلسطينية حلّاً عادلاً، بحيث ينال الشعب الفلسطيني حقوقه بالحرية والاستقلال وتقرير مصيره وعودة اللاجئين.
الأميركيون يمرّون بفترة حساسة قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة، وهم مختلفون مع نتنياهو تكتيكياً، لكنهم يمدونه بأطنان من الأسلحة
- نسمع في واشنطن تصريحات تدعو إلى ضرورة وقف إطلاق النار، لكن في الوقت نفسه هناك تصريحات تدعم ممارسات إسرائيل وحربها على الشعبين الفلسطيني واللبناني، هل هناك ارتباك وانقسام في القرارات والمواقف الأميركية، أم أنها مجرد تصريحات لربح الوقت؟
الموقف الأميركي ليس مرتبكاً، ولكنه في الحقيقة متوافق مع نتنياهو في رؤيته وخطته، وهو توافق استراتيجي مع اختلاف في التكتيكات، هم لا يريدون تصعيداً خاصة أن تصعيداً بهذه الوحشية، وهذه العنصرية يؤدي إلى إثارة الرأي العام في الإقليم وفي بلدانهم في الغرب. لكنهم يريدون منه الاستمرار في الضّغط على المقاومة، ويفكّرون في أدوات أخرى يمكنها تحقيق ما تعجز عنه الدبابة والطائرة. الأميركيون يمرّون بفترة حساسة قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة، وهم مختلفون مع نتنياهو تكتيكياً، لكنهم يمدونه بأطنان من الأسلحة والمتفجرات، ومليارات الدولارات، وبالغطاء السياسي والدبلوماسي في الأمم المتحدة من خلال حق النقض "الفيتو"، ويدعمونه إعلامياً بتبني روايته والضغط على المؤسسات القانونية التي تريد ملاحقته مجرمَ حربٍ.