شددت المفوضية العليا للانتخابات العراقية، اليوم الاثنين، على أن التمويل الخارجي للأحزاب يمثل "خطا أحمر"، مشيرة إلى وجود مراقبة على الأموال التي تأتي من خارج البلاد، والتي يمكن أن تستخدم لإدارة الحملات الدعائية لبعض الأحزاب استعدادا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقرر أن تجرى في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
يأتي ذلك مع اتساع رقعة الحملات الدعائية للأحزاب في مختلف مدن ومحافظات البلاد.
وأشار رئيس دائرة مراقبة الأحزاب في المفوضية، هيمن تحسين، إلى "استمرار مراقبة تمويل الأحزاب التي تعمل داخل العراق من خلال حسابات ختامية ترسل إلى ديوان الرقابة المالية"، موضحا في حديث نقلته صحيفة "الصباح" الرسمية أن التمويل الداخلي للأحزاب يعتمد على اشتراكات الأعضاء، والإعانات المالية من الموازنة.
ولفت تحسين إلى أن الأحزاب التي تريد تلقي دعم خارجي مطالبة بتقديم طلب رسمي إلى دائرة الأحزاب في مفوضية الانتخابات، للبت في قبول أو رفض هذا الطلب، مبينا أن الدائرة لم تتلق أي طلب من هذا النوع.
وأوضح أن مفوضية الانتخابات وضعت بعض التعليمات بشأن توحيد أماكن الدعاية الانتخابية، بالتنسيق مع بلديات المحافظات، بشكل لا يؤثر على حركة المرور والإشارات المرورية، مشيرا إلى قيام المفوضية بتزويد مكاتبها في المحافظات بمبالغ مالية من أجل نصب منظومات حديثة لإطفاء الحرائق.
وأكد عضو سابق في مجلس مفوضية الانتخابات العراقية أن مراقبة التمويل الخارجي للأحزاب أمر معمول به في التجارب الانتخابية السابقة، موضحا لـ "العربي الجديد" أن هذه المراقبة تعمل على الحد من إثراء بعض الأحزاب على حساب الأخرى.
ولفت إلى أن الفجوة في التمويل ستؤدي بالنتيجة إلى توليد فجوة أخرى في حجم الدعاية الانتخابية للأحزاب، مبينا أن المفوضية سبق أن تلقت معلومات عن وجود تمويل خارجي، لكن من دون تقديم أدلة.
وقال عضو مفوضية الانتخابات حسن سلمان، أمس الأحد، إن المفوضية لم تتسلم أي شكاوى بشأن الدعاية الانتخابية منذ الشهر الماضي وحتى اليوم، لافتا إلى أن اغلب المرشحين لم يبدأوا دعاياتهم الانتخابية حتى اليوم.
وتوقع سلمان أن تزداد الدعايات الانتخابية في سبتمبر/ أيلول المقبل، مؤكدا استمرار توزيع بطاقات الناخبين البايومترية بوتيرة متصاعدة.
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة غلاي إن المفوضية وضعت خطة لتوزيع البطاقات البايومترية التي تم تسلمها من شركة "إندرا" الإسبانية، والتي وزعت بين مكاتب المفوضية بعد تدقيقها والتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية، مشيرة في تصريح صحافي إلى وجود أكثر من 4 ملايين بطاقة بايومترية في مراكز التسجيل.
وأوضحت أن مفوضية الانتخابات ستقوم بتسيير فرق جوالة في المناطق النائية لتسليم البطاقات البايومترية إلى منازل الناخبين الذين لا يستطيعون الوصول إلى مراكز التسجيل، مشددة على ضرورة قيام الجميع باستلام بطاقاتهم من أجل ضمان حقهم في التصويت.