على الرغم من كثرة التصريحات الحكوميّة حول سيطرة القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" على قضاء بيجي، في محافظة صلاح الدين ومصفاتها النفطية، فإنّ الوقائع الميدانيّة تظهر خلاف ذلك، إذ يبدو أنّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) ما زال يحتفظ بقوته هناك، وقد استطاع السيطرة على أجزاءٍ واسعة من المصفاة مجدداً.
الضابط في الشرطة المحلية في بيجي، ناظم العزاوي، أشار لـ"العربي الجديد"، إلى إنّ "التنظيم لم ينسحب من معركة بيجي، وأنّه لجأ خلال المعارك التي تدور فيها إلى الانسحاب من بعض الجبهات لكنه لم يكن انسحاباً بقدر ما هو تجميع للقوى"، لافتاً إلى أنّ "التنظيم فاجأ القوات الأمنية والحشد الشعبي، بهجوم خاطف على جنوب وجنوب شرقي المصفاة، تمكن خلاله من السيطرة على العديد من المنشآت والآبار النفطية".
وأضاف "بعد اشتباكات عنيفة دامت نحو ساعتين، استطاع التنظيم السيطرة على تلك الأجزاء، وأجبر القوات العراقيّة على الانسحاب، بعدما استخدم السيارات المفخخة وكثافة نيران مرتفعة خلال المعركة".
كما أوضح أنّ "داعش انطلق بهجومه من المناطق التي ما زالت تحت سيطرته وهي شرق المصفاة وشمالها"، مشيراً إلى "وجود قوات كبيرة لداعش داخل المصفاة"، وأنّه يفرض سيطرته على نحو 55 بالمائة من أجزائها.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع العراقيّة، أنّ "قطعاتها، وبالتعاون مع قيادة عمليات صلاح الدين من الجيش والشرطة وأبناء العشائر والحشد الشعبي، تواصل تقدّمها في ثلاثة محاور في قطاع بيجي".
وذكرت الوزارة أنّه "تم قتل أعداد كبيرة من الإرهابيين، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والمعدات"، مؤكّدةً أنّ "القطعات العسكرية حققت أهدافها".
وكانت وسائل إعلام حكوميّة وأخرى تابعة للمليشيات، تحدّثت خلال الأيام القليلة الماضية عن تمكن قوات الجيش العراقي مدعومةً بمليشيات "الحشد الشعبي"، من استعادة السيطرة على أجزاء حيوية من مدينة بيجي، والتي تضم أكبر مصفاة نفط في البلاد من مسلحي "داعش"، فيما نفت مصادر عراقية خاصة، لـ"العربي الجديد"، دخول قوات الجيش و"الحشد الشعبي" مدينة بيجي، وقال مصدر محلي من داخل المدينة إنها لا تزال تحت قبضة التنظيم، مؤكداً ضراوة المعارك في محيطها الخارجي.
اقرأ أيضاً "البنتاغون": القوات العراقية تتقدم في بيجي