شهدت عواصم ومدن غربية، السبت، مظاهرات ومسيرات حاشدة، منددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منها لندن وبرلين وجنيف واستوكهولم ودوسلدورف، ندّد المشاركون فيها بالعدوان على غزة، وبالتواطؤ الأميركي، مطالبين بوقف "الإبادة الجماعية" عبر وقف فوري لإطلاق النار، رغم أجواء باردة وممطرة أحياناً.
وشارك في التظاهرات والمسيرات التضامنية مع فلسطين عاملون في القطاع الصحي وممثلو المجتمع المدني وشرائح اجتماعية أخرى. ولم يخلُ بعضها من تدابير أمنية مشددة.
لندن: مسيرة صامتة
نظّم عاملو القطاع الصحي بالعاصمة البريطانية لندن، السبت، "مسيرة صامتة" احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.
ومنذ 14 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، تشهد لندن كل سبت مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني تنديداً بالهجمات الإسرائيلية على غزة، للأسبوع العاشر.
وفي هذا الإطار، احتشد العديد من الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومن ممثلي المجتمع المدني أمام مستشفى سان توماس، رافعين لافتات تحمل أسماء زملائهم القتلى وألقابهم جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وضمّت المسيرة التي حضرها متخصصون في الرعاية الصحية وقد ارتدوا زيهم الرسمي، الجراح البريطاني من أصل فلسطيني غسان أبو ستة، ورئيس بعثة فلسطين في بريطانيا حسام زملط. كذلك حضر المسيرة مسؤولون من منظمتي "المساعدة الطبية للفلسطينيين" غير الحكومية، ومقرها المملكة المتحدة، و"أطباء بلا حدود".
وذكر السفير زملط في كلمته، أن إسرائيل استهدفت "عمداً" المستشفيات والأطباء والمسعفين وسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ في غزة.
وقال: "كان هذا متعمداً، لأنهم يعرفون أن أطباءنا هم شريان الحياة لمجتمعنا. إنهم يريدون جعل غزة غير صالحة للسكن، وميتة"، معرباً عن شكره لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية المشاركين في المسيرة الصامتة في لندن.
مئات المتضامنين مع فلسطين يتظاهرون في برلن
كذلك شهدت العاصمة الألمانية برلين، السبت، مظاهرة احتجاجية للمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.
وبمشاركة نحو 1500 شخص، جرت المظاهرة في ساحة هيرمان بمنطقة كروزبرج تحت عنوان: "التضامن مع فلسطين"، طالب فيها المتظاهرون دولة الاحتلال بوقف هجماتها على غزة، حاملين في أيديهم كشافات وبالونات مضيئة.
وفي وقت لاحق، سار المتظاهرون نحو منطقة مهرينغدام مرددين هتافات مثل "وقف إطلاق النار الآن"، و"تحيا فلسطين".
آلاف المتظاهرين في جنيف
وفي جنيف السويسرية، تجمّع آلاف الأشخاص للتعبير عن دعمهم لفلسطين والمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وسار أكثر من 8 آلاف متظاهر من مختلف شرائح المجتمع، من ساحة بارك ديس كروبيتيس إلى أمام مكتب الأمم المتحدة في جنيف، رغم الطقس البارد.
وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين وصوراً تظهر "المجازر" التي ارتكبتها إسرائيل في حق سكان غزة، مرددين هتافات باللغات الإنكليزية والفرنسية والعربية، لدعم فلسطين والتنديد بقتل النساء والأطفال في القطاع.
وطالب المشاركون في الفعالية بمنع "الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال، ورددوا هتافات ضد الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعين إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
استوكهولم: دعوة إلى وقف الإبادة الجماعية
وشهدت العاصمة السويدية استوكهولم، السبت، مظاهرة تندد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، تلبية لدعوات العديد من منظمات المجتمع المدني، رغم الأجواء الباردة والممطرة.
وندد المتظاهرون بالهجمات الإسرائيلية على غزة، مطالبين بوصف تلك الهجمات بـ "جرائم حرب"، وحملوا لافتات تنادي بـ "مقاطعة إسرائيل" و"الحرية لفلسطين" و"وقف الإبادة الجماعية".
وانتقدوا الدعم الأميركي لإسرائيل، متهمين الولايات المتحدة الأميركية بالمشاركة في "جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة".
واختتم المتظاهرون فعاليتهم بالسير إلى مقر السفارة الإسرائيلية في استوكهولم.
دوسلدروف: توابيت رمزية
وشهدت مدينة دوسلدورف الألمانية، السبت، مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، شارك فيها قرابة ألف متظاهر تجمعوا قرب محطة القطار الرئيسية في المدينة، حاملين الأعلام الفلسطينية.
ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بـ "الحرية لفلسطين" ووقف الاعتداءات على شعبها، وحملوا توابيت رمزية في إشارة إلى ضحايا الهجمات الإسرائيلية من الفلسطينيين.
وشارك في المظاهرة فلسطينيون وأتراك وألمان، إلى جانب مواطني بلدان أخرى، وسط تدابير أمنية مشددة من قبل الشرطة الألمانية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة نحو 19 ألف شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.