طالب نشطاء ومسؤولون فلسطينيون، اليوم الخميس، إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بتشديد إجراءات المراقبة على سلوكيات السياح الأجانب وتصرفاتهم، خلال زيارتهم للمسجد الأقصى، والتصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تحويل الأقصى من مكان عبادة إلى ساحات عامة، تديره بلدية الاحتلال.
وذهبت المناشدات بهذا الشأن إلى الطلب من دائرة الأوقاف إعادة النظر في برنامج السياحة الأجنبية للمسجد، على الرغم من أن هذا البرنامج بات منذ عام 2002 في أيدي شرطة الاحتلال التي وظفته بالكامل لتمكين المستوطنين المتطرفين من القيام باقتحاماتهم اليومية للمسجد من ناحية باب المغاربة وبالأعداد التي قررتها دون أي تنسيق مع إدارة الأوقاف صاحبة الشأن والصلاحية.
وجاءت هذه المطالبات على خلفية نشر صور لسائحات داخل ساحات المسجد اعتبرت غير ملائمة. وفي هذا الإطار، دعا رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية، حاتم عبد القادر، إدارة الأوقاف وحراس الأقصى إلى "تشديد المراقبة على دخول السائحات وإلزامهن بارتداء لباس يراعي حرمة المسجد المقدسة".
الاحتلال يسمح بدخول واستفزاز سائحات أجنبيات وتدنيسهن المسجد الأقصى والتقاط صور فيه .. بينما يمنع نسبة كبيرة من المصلين من الوصول الى المسجد الاقصى يوميا. pic.twitter.com/vCZ6CMP0CX
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) August 24, 2022
وقال عبد القادر في حديث لـ"العربي الجديد": "ندعو إدارة الأوقاف إلى العمل بحزم على هذا الصعيد وعدم التهاون فيه، ونحمّل شرطة الاحتلال المسؤولية عن هذا الانتهاك لمنعها حراس الأقصى من القيام بمهامهم وعرقلة أعمالهم، وبالتالي يجب التحرك بالحال وعدم السماح بتكرار ما شاهدناه بالأمس، لأن المسجد الأقصى هو مكان عبادة، وليس ساحات عامة تديره بلدية الاحتلال كما تسعى لذلك".
بدوره، عبّر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، عن غضبه الشديد مما حصل من "انتهاك لحرمة المسجد الأقصى وتدنيسه من قبل السائحات الأجنبيات، دون أن يجدن من يردعهن ويلزمهن باحترام حرمة المسجد".
وقال صبري لـ"العربي الجديد": "ما جرى هو قمة في التحدي لمشاعر المسلمين، ولا يمكن أن يحدث في أي مكان للعبادة، لكنه حدث في أقصانا وعلى مرأى من شرطة الاحتلال التي لم تحرك ساكناً لمنعهن من القيام بذلك، وهي تعرف تماماً حساسية هذا الأمر بالنسبة إلينا كمسلمين".
وأضاف: "لا بد أن يعود الأمر لأهله، أي لإدارة الأوقاف، في ما يتعلق ببرنامج السياحة الأجنبية للأقصى الذي هيمنت عليه سلطات الاحتلال وتوظفه لصالح اقتحامات المستوطنين".
بدوره، قال الناشط المقدسي جاد الغول لـ"العربي الجديد": "إن ما حصل ويحصل في المسجد الأقصى إنما هو عمل مدروس من قبل مجموعات صهيونية تعمل على تدنيس المكان بكافة الأشكال، وهذه المرة أتت على شكل زيارات سياحية التي هي أصلاً (اقتحامات) من قبل السياح، لأن الأوقاف الإسلامية ليس لها علاقة بهذه الزيارات، وإنما تتم عنوة وتقوم الشرطة الإسرائيلية بحماية هؤلاء السياح، وإذا تدخل أحد حراس المسجد تقوم الشرطة الإسرائيلية بمنعه من التحدث معهم".
إلى ذلك، قال لـ"العربي الجديد"، الباحث في شؤون القدس والأقصى، والمدير السابق لمركز ترميم مخطوطات الأقصى مدة 12 عاماً، رضوان عمرو: "إن ما يجري هو بمثابة تنفيذ رسمي من سلطات الاحتلال لقرارها تصنيف جميع ساحات الأقصى كساحات عامة، وأنها ليست مسجداً، وبالتالي يحق (للجمهور) بغض النظر عن دينه القيام بما يريده في ساحات الأقصى كأي متنزه أو حديقة عامة تشرف عليه بلديات الاحتلال".
في سياق متصل، عقد المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عزام الخطيب، اجتماعاً صباح اليوم الخميس، مع مسؤولي الحراس ورؤساء وحدات حراس المسجد الأقصى ورئيسة قسم الحارسات، زينات أبو صبيح، وبحضور مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني.
وصرّح الشيخ الخطيب عقب انتهاء الاجتماع، قائلاً: "إن حراس وحارسات المسجد الأقصى الشرفاء خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك يبذلون الغالي والنفيس في الدفاع عنه، ونسأل الله العلي القدير الذي قدر وكتب لهم أن يكونوا حراساً وسدنة لمسرى نبيهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن يحميهم ويمدهم بالعون والثبات".
وأضاف الخطيب: "وإنني أحيي وقوفهم أمام ما يتعرضون له من حملات تضليل من أطراف عديدة، وهم الصابرون المحتسبون عملهم لله تعالى، ولخدمة أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين".
حماس: رباطنا درع
توازياً، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، جماهير الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل، إلى مواصلة شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى والرّباط فيه، والمشاركة في فجر وجمعة (في الأقصى رباطنا درع)، دفاعاً عن القدس والأقصى.
وقالت حماس في بيان إن ذلك "وقوف في وجه اعتداءات الاحتلال الصهيوني المتصاعدة، واستفزازات قطعان مستوطنيه ضدّ شعبنا ومقدساتنا".
ووجهت الحركة التحية إلى "أهلنا الصَّامدين في بيت المقدس وأكنافه، ونشيد برباطهم وجهادهم ودفاعهم عن المسجد الأقصى المبارك"، ودعتهم إلى إدامة التصدّي لاقتحامات المستوطنين، وإفشال كلّ مخططاتهم الرامية إلى السيطرة على الأقصى من خلال تثبيت التقسيم الزماني والمكاني.
ودعت حماس "جماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى التحرّك الفاعل، انتصاراً لمسرى الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وتعزيزاً لصمود المقدسيين والمرابطين في الدفاع عن القدس والأقصى، نيابة عن الأمَّة قاطبة".