قالت مصادر أمنية في مدينة أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، إن القوات الأميركية نقلت معدات عسكرية مختلفة خلال اليومين الماضيين إلى مقرات لها داخل الأراضي السورية المجاورة في محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد.
وتعرضت مواقع تابعة للجيش الأميركي في مناطق شمال شرقي سورية خلال الأسابيع الماضية، لهجمات بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كاتيوشا، تبنت فصائل عراقية مسلحة المسؤولية عنها، ضمن تصعيد بدأته ضد المصالح الأميركية في العراق والمناطق السورية المجاورة، وذلك ردا على الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب على غزة، وفقاً لبيانات ومواقف صدرت عن قادة تلك الفصائل.
وقالت المصادر الأمنية في إقليم كردستان، لـ"العربي الجديد"، إنّ ما لا يقل عن ثلاثة أرتال عسكرية تنقل معدات وصفتها بـ"الخاصة"، انتقلت من قاعدة حرير الجوية إلى الحسكة السورية خلال اليومين الماضيين، مع إجراءات أمنية عالية أحاطت عملية النقل التي تم أغلبها ليلاً.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن المعدات تزامنت مع هبوط طائرة شحن في قاعدة عسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تقع داخل الحسكة أيضاً.
وقال مسؤول أمني في قوات البيشمركة لـ"العربي الجديد"، إنه من المرجح أن تكون الشحنات المنقولة عبارة عن أسلحة دفاعية ومضادات للطائرات المسيرة والصواريخ، تحسبا لتصعيد جديد، مؤكداً أنّ القوات الأميركية "أجرت تحصينات" جديدة لقواعدها داخل العراق، في قاعدتي عين الأسد وحرير، شمال وغربي البلاد.
وأمس الاثنين، تحدثت وسائل إعلام كردية عراقية في إقليم كردستان عن هبوط طائرة عسكرية أميركية في قاعدة بمنطقة ديريك، ضمن محافظة الحسكة المجاورة للعراق.
ونقلت عن مصادر لم تسمها قولها إن الطائرة تحمل معدات عسكرية وصفتها بـ"المتطورة" من ضمنها أسلحة مضادة للطائرات إضافة إلى ذخائر ومواد لوجستية.
وشنت فصائل عراقية مسلحة خلال الأسابيع الماضية أكثر من 60 هجوما بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ على قواعد ومقرات للجيش الأميركي في العراق وأراضي سورية مجاورة، ردا على الدعم الأميركي لقوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على الفلسطينيين بقطاع غزة.
وفي السياق، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي سلام كركوكلي، لـ"العربي الجديد"، إن الإجراءات الجديدة للقوات الأميركية يمكن اعتبارها "تحصينات لمواقعها الحالية"، مضيفا أن واشنطن تتوقع تصعيدا جديدا ضد قواتها، وتعمل على نصب منظومات تتصدى للطائرات المسيرة والصواريخ البدائية أو محلية الصنع، وكذلك تحصين مواقع العسكريين الموجودين في تلك المواقع، ليس في قاعدتي التنف والشدادي السوريتين، إنما داخل العراق أيضاً.
واعتبر الخبير أنّ الإجراءات تؤكد "عدم اكتراث" واشنطن بدعوات أطلقها قادة سياسيون عراقيون في التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي) طالبوا فيها بإخراج القوات الأميركية من العراق وإنهاء أي دور عسكري أو أمني لها بالبلاد.