شرع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، اليوم الأربعاء، بإجراء مشاورات مع ممثلي الأحزاب الممثلة في الكنيست، لتكليف نائب آخر تشكيل حكومة جديدة، بعد أن انتهت منتصف الليلة الماضية المدة التي منحها لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، الذي أقر بعجزه عن أداء المهمة.
وخلال لقائه ريفلين، طالب يئير لبيد، زعيم حزب "ييش عتيد"، أكبر أحزاب المعارضة، بتكليفه تشكيل الحكومة. وأوصى نفتالي بينت، زعيم حزب "يمينا" اليميني، ريفلين، بتكليفه هو تشكيل الحكومة. وكان بينت قد تلقى صباح اليوم ضربة موجعة، عندما أعلن عضو كتلة حزبه البرلمانية عميحاي شكلي، أنه يرفض تشكيل حكومة يشارك فيها حزب "ييش عتيد".
تمارس إيليت شاكيد، ضغوطاً كبيرة على "الليكود" لإقناعه بتوصية ريفلين بتكليف ساعر تشكيل الحكومة
وفي تطور لافت، أوصى حزب "تكفا حداشاه" اليميني، الذي يرأسه وزير الداخلية السابق جدعون ساعر، الذي انشق عن حزب "الليكود"، ريفلين بتكليف لبيد تشكيل الحكومة. وقيد ساعر التوصية بتشكيل حكومة يرأسها بالتناوب كل من لبيد وبينت. وكان ساعر، الذي يملك حزبه ستة مقاعد في الكنيست، قد رفض في جولة الاستشارات البرلمانية الأولى توصية ريفلين بتكليف لبيد أو نتنياهو، وأوصى بأن يشكل هو الحكومة.
وقد منح ديوان ريفلين الأحزاب والحركات الممثلة في الكنيست مهلة حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم الأربعاء لإعلان مرشحها لتشكيل الحكومة. وكشف موقع "والاه" النقاب عن أن وزيرة القضاء السابقة إيليت شاكيد، القيادية في حزب "يمينا"، تمارس حالياً ضغوطاً كبيرة على حزب "الليكود" لإقناعه بتوصية ريفلين بتكليف ساعر تشكيل الحكومة. ويعد طابع التوصية التي سيقدمها "الليكود" حاسماً في تحديد هوية النائب الذي سيكلفه ريفلين تشكيل الحكومة، إذ إن الحزب لن يقدم مرشحاً آخر غير نتنياهو، الذي فشل في تشكيل الحكومة. وعلى الرغم من أن فرص أن يوصي "الليكود" بتكليف بينت متدنية، إلا أنه إذا أقدم على ذلك، فسيقيد التوصية بتشكيل حكومة يمينية بمشاركة الحزب وتقوم على التناوب مع نتنياهو.
اتهمت قيادات في "الليكود" بينت بالمسؤولية عن الفشل في تشكيل حكومة يمينية برئاسة نتنياهو
ويكتسب موقف الأحزاب الدينية الحريدية والأحزاب العربية الممثلة في الكنيست أهمية كبيرة في تحديد الموقف الذي سيتخذه ريفلين بشأن هوية النائب الذي سيكلفه تشكيل الحكومة. ويمنح القانون الرئيس الإسرائيلي ثلاثة أيام بعد إنجاز المشاورات مع الأحزاب والحركات الممثلة في الكنيست لاتخاذ قراره، إذ إنه سيكون بوسعه تكليف نائب آخر تشكيل الحكومة، أو التفويض إلى الكنيست القيام بمهمة تشكيل الحكومة. وقد اتهمت قيادات في "الليكود" بينت بالمسؤولية عن الفشل في تشكيل حكومة يمينية برئاسة نتنياهو، لرفضه الانضمام إلى هذه الحكومة، على الرغم من أن الأخير عرض عليه التناوب على رئاسة الحكومة، وأن يتولى الرئاسة في العام الأول من عمرها. وكان تحالف حركتي "الصهيونية الدينية" و"الكهانية"، المتحالف مع الليكود، قد أحبط مخطط نتنياهو لتشكيل حكومة تستند إلى دعم القائمة العربية الموحدة التي يرأسها عباس منصور. ورفض بتسلال سمورطتش، زعيم التحالف، توصية بعض الحاخامات بالموافقة على تشكيل مثل هذه الحكومة، بزعم أنها ستستند إلى "مؤيدي الإرهاب"، على حد تعبيره.