استمع إلى الملخص
- في المغرب، نظمت احتجاجات في 58 مدينة ضد التطبيع مع إسرائيل ودعماً للفلسطينيين، مطالبين بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية.
- دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين إلى احتجاجات ضد التطبيع، مؤكدة أنه تم ضد مشاعر الشعب المغربي وضرورة التصدي له.
شهدت عاصمة الأردن عمّان مسيرة شارك فيها المئات من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة ظهر اليوم، ونددوا خلالها بما وصفوه بـ"التخاذل والصمت الرسمي العربيين" عن نصرة غزة والضفة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وخلفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وطالب المشاركون في مسيرة عمّان، التي جاءت بدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن وأحزاب سياسية تحت شعار: "التخاذل الرسمي العربي شراكة في حرب الإبادة على غزة والضفة"، الدول العربية وشعوبها بالتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ودعمه ووقف الجرائم والمجازر وحرب التجويع التي تمارس بحقه.
ودعا المشاركون المجتمع الدولي والشعوب الحرة في العالم إلى التحرك سريعاً لكسر الحصار على قطاع غزة، الذي تمارس بحق الفلسطينيين فيه أبشع جرائم الإبادة واستخدام الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع، مستهجنين الصمت الدولي على الإبادة والمجازر التي ترتكب بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وطالبوا بتحركٍ عاجلٍ للضغط حتى وقف الإبادة وإراقة الدماء المتواصلة.
وحمل المشاركون في المسيرة لوحاتٍ وشعاراتٍ تؤكد انحياز الشعب الأردني للمقاومة والدعوة لنصرتها ودعمها بكل الوسائل المتاحة، وترفض العدوان الغاشم المتواصل على فلسطين، كما حملوا لوحاتٍ تحمل رمزية الشهداء الذين قضوا في سبيل الدفاع عن دينهم وكرامة الأمة معاً، وعلى رأسهم الشيخ خالد نبهان الذي استشهد بقصف غادر في القطاع واشتهر بمقولته "روح الروح" بعد استشهاد حفيدته في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وطالب المشاركون في مسيرة عمّان الحكومة الأردنية بإلغاء اتفاقية وادي عربة مع الاحتلال الإسرائيلي واتفاقية الغاز، ووقف العلاقات مع تل أبيب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية التضامن مع غزة. وحذّر المشاركون من المخططات الإسرائيلية لضمّ الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة، كما نددوا بقرار سلطات الاحتلال وقف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بعدما أقر الكنيست الإسرائيلي في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشريعاً يحظر عمل الوكالة الأممية داخل الأراضي المحتلة.
115 مظاهرة في 58 مدينة مغربية دعماً لفلسطين
كما شارك آلاف المغاربة، عقب صلاة الجمعة، في وقفات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد، تنديداً بالتطبيع بين الرباط وتل أبيب الذي يدخل بعد غد الأحد عامه الخامس، وتأكيد دعمهم للفلسطينيين في قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية. وجاءت الاحتجاجات بناء على دعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار "التطبيع جريمة".
وقال مصدر مسؤول في الهيئة المغربية لـ"العربي الجديد"، إن "58 مدينة في مختلف أنحاء البلاد أعلنت تنظيمها 115 مظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 63 تتوزع بين وقفات احتجاجية أمام المساجد بعد صلاة الجمعة وأخرى بعد صلاتي المغرب والعشاء".
ورفع المشاركون في الوقفات الاحتجاجية، الذين توزعوا على مدن الدار البيضاء وآكادير والرباط وخريبكة ومكناس وطنجة وبركان ومراكش ووجدة وتطوان والمحمدية وتازة وغيرها، الأعلام الفلسطينية وشعارات تطالب بإسقاط التطبيع من بينها "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"يا صهيون يا ملعون فلسطين في العيون"، و"فلسطين أمانة التطبيع خيانة".
كما ندد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية بالجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر2023، وباستمرار الصمت والتواطؤ الدولي والعربي مع حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، خاصة في شمال القطاع، مطالبين بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط ووقف الحرب وإدخال المساعدات.
إلى ذلك، قال عضو المكتب الوطني للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة سعيد مولاي التاج: "لقد بلغنا اليوم الجمعة 63 من الشجب والتنديد والدعم والمساندة لإخواننا في فلسطين، وما يزال العدوان متواصلاً بشكل أكثر همجية وعدواناً، في ظل انشغال العالم بما يجري في سورية وعجزه عن ردع العدوان، ومع عالم عربي وإسلامي أكثر عجزاً وشللاً". وأوضح في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن رفع الهيئة لشعار "التطبيع جريمة في جمعة طوفان الأقصى الـ 63 يأتي ليؤكد أن صمت المسلمين حاكمين ومحكومين هو جريمة، وأن التطبيع الرسمي هو جريمة الجرائم،" وكذلك "لنجدد تنديدنا بموقف النظام المغربي الذي ما زال مصراً على التطبيع رغم تهاوي كل المبررات التي ساقها لتسويغه والقبول به".
وقال مولاي التاج إن وقفات اليوم تروم "تذكير أبناء شعبنا المغربي الأبي أن التطبيع اليوم بات سرطاناً لا يهدد الشعب الفلسطيني ومصالحه، بل يهدد وجود المغرب ووحدته واستقراره وأمنه"، مؤكداً أنه من "منطلق العقيدة الإسلامية والغيرة الوطنية والعاطفة الإنسانية ندعو الجميع للتصدي لهذه الجريمة والعمل بكل الوسائل لإسقاطه وإسقاط داعميه ومناصريه من تيار ’كلهم إسرائيليون’ الذي يبثون السموم وينشرونها في ميادين الإعلام والتعليم والثقافة والسياسة والاقتصاد، بل حتى في مجال الدين والعقيدة".
يأتي ذلك، في وقت دعت فيه "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية) إلى تنظيم احتجاجات بمختلف مدن المملكة، بعد غد الأحد تزامناً مع الذكرى الرابعة لتوقيع اتفاقيات التطبيع بين المغرب وإسرائيل. وأطلقت الجبهة نداء للتعبئة من أجل الاحتجاج على التطبيع، مؤكدة أن "هذا التطبيع تم ضد مشاعر الشعب المغربي، ورغم الاحتجاجات الشعبية العارمة والمتواصلة لكل القوى المناهضة له"، مستنكرة "إمعان الدولة في التوغل في مسلسل التطبيع رغم مرور حوالي 15 شهراً من حرب الإبادة ضد غزة بشكل خاص".