مسيرات في "جمعة الغضب" الفلسطيني تضامناً مع الأسرى المضربين

23 مايو 2014
من فعالية تضامنية مع الأسرى بغزة (سيد خطيب/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
 

خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة، اليوم الجمعة، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ شهر، في عدد من محافظات الضفة الغربية، تحت عنوان "جمعة الغضب".

وأدى المئات من الفلسطينيين صلاة الجمعة في ميدان الشهداء، وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة تضامناً مع الأسرى الإداريين. وخرج المصلون عقب الصلاة في مسيرة جابت شوارع المدينة للمطالبة بإنقاذ حياة الأسرى، والدعوة إلى التصعيد الشعبي، إلى جانب الضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالبهم والعمل على إطلاق سراحهم.

 ورفع المتظاهرون خلال المسيرة الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام.

وقال منسق الهيئة الوطنية العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمعتقلين في نابلس، عماد أشتيوي، لـ"العربي الجديد" إن "المسيرة خرجت تلبية لدعوة الهيئة العليا لجمعة الغضب للتضامن مع الأسرى الاداريين الذين دخلوا في يومهم الثلاثين من الاضراب المفتوح عن الطعام، وفي ظل عدم استجابة مصلحة السجون لمطالبهم". وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً كبيراً.

وحمّل أشتيوي الاحتلال والمجتمع الدولي مسؤولية هذا التصعيد. وأشار إلى أنه سيطال المؤسسات الدولية الموجودة في الأراضي الفلسطينية بسبب صمتها إزاء ما يحدث مع الأسرى المضربين، فضلاً عن التصعيد الشعبي ضد الاحتلال للضغط عليه من أجل الرضوخ لمطالب الأسرى.

وفي رام الله وسط الضفة الغربية، انطلق أنصار حركة "حماس" في مسيرة "جمعة الغضب" للتضامن مع الأسرى الإداريين بعد صلاة الجمعة مباشرة، إلا أنهم تعرضوا لمضايقات من الأجهزة الأمنية. وتمت مصادرة رايات "حماس" وبطاقات عدد من عناصر الحركة.

وعلى الرغم من اعتراض الأجهزة الأمنية للمسيرة، إلا أنها استمرت من أمام مسجد البيرة الكبير باتجاه ميدان المنارة وسط المدينة. ورفع عناصر الحركة الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى المضربين، وسط هتافات تدعو لمناصرتهم، بالإضافة إلى هتافات مؤيدة لـ"حماس". وألقيت العديد من الكلمات الداعمة للأسرى المضربين والداعية لاستمرار الفعاليات.

كذلك نظم أهالي جنين مسيرة تضامنية مع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي. وحمل المشاركون صوراً للأسرى المضربين والأسير المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً أيمن اطبيش.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، لـ"العربي الجديد" إن "الأسرى في خطر شديد وعلى الجميع أن يخرج للتضامن، وعلى التنظيمات جميعها أن تستدعي عناصرها للمشاركة بالفعاليات". واعتبر أنه "يجب على القادة السياسيين للفصائل أن يكونوا في المقدمة، كما يجب على مؤسسات السلطة جميعها أن تأخذ دورها في تفعيل قضية الأسرى المضربين".

وفي دورا جنوبي الخليل، انطلقت مسيرة، دعت إليها لجنة أهالي الأسرى، جابت شوارع البلدة. وانتهت في وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين، رفع خلالها المشاركون صور الأسرى المضربين. ورددوا هتافات مطالبة بالاستجابة لمطالبهم.

وفي قلقيلية شمالي الضفة، نظمت حركة "حماس" وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين بمشاركة من الفصائل الفلسطينية. ورفعت صور الأسرى المضربين، ولوحظ عدم رفع رايات "حماس" في تلك الفعالية.

وفي بيت لحم جنوبي الضفة، خرج المئات في مسيرة تضامنية مع الأسرى في مخيم الدهيشة، بدعوة من الحراك الشبابي للأسرى والمحررين وحركة "حماس".

وتكرر المشهد نفسه في طولكرم (شمال الضفة)، إذ شارك المئات من الفلسطينيين في أداء صلاة الجمعة، وسط المدينة بدعوة من حركة فتح تضامناً مع الأسرى الإداريين.

"حماس" و"الجهاد" تشكوان التضييق 

في هذه الأثناء، اتهمت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية بالتضييق على فعالياتها المساندة للأسرى.

وقال القيادي في "حماس" حسن يوسف، لـ"العربي الجديد": تفاجأنا بقيام أفراد من الأجهزة الأمنية باعتراض المسيرة (في رام الله) على الرغم من عدم وجود أية مخالفات، ومصادرة بطاقات عناصرنا ورايات "حماس"، عدا عن الاستنفار الأمني منذ صباح اليوم الجمعة".

واعتبر أن "هذا السلوك من قبل الأجهزة الأمنية أمر سيئ، وغير مقبول، لكننا نتمنى عدم وجود عقبات أمام أبناء شعبنا المتضامنين مع الأسرى المضربين عن الطعام".

بدوره، اتهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، جهات محسوبة على السلطة بمحاولة تحييد الحركة من المشاركة في النشاطات والفعاليات ومنها نشاطات الأسرى. وأشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن فلسطين بحاجة لأكثر من الفصائل الفلسطينية لتحريرها.

وأضاف "يوجد مشكلة لدى الأجهزة الأمنية بأنها غير مستوعبة لوجود مساندة لقضية الأسرى، وأن فعاليات الأسرى ليست مناسبات للمناكفة الحزبية". وأشار إلى أن الاحتلال وحده من يغتاظ من عودة فصائل المقاومة للأنشطة والفعاليات التي تمثل حاضنة لجولة مقبلة لا محالة من المقاومة في الضفة الغربية.

ولفت عدنان إلى أن "جهات محسوبة على السلطة في جنين قامت بالتهجم على عدد من قيادات الجهاد الإسلامي في الخيمة التضامنية للأسرى، وحاولت منعهم من التكلم في قضية الأسرى، إذ أنه يمنع أحد من التكلم عن تلك القضية إلا بالرجوع لمسؤولين نصّبوا أنفسهم في مواقع أكبر من تأثيرهم في الشارع الفلسطيني". ونوه إلى أن "قضية الأسرى بحاجة إلى من يقدم لها القوت من دمه وليست بحاجة إلى من يقتات عليها".

ورداً على اتهامات الجهاد الإسلامي، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى في الضفة الغربية، أمين شومان،  لـ"العربي الجديد" إن المجال مفتوح أمام جميع الفصائل، وطالبنا الجهاد و"حماس" أن يكون لهما ممثلين في الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى وممثل في القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، ولكن لغاية الآن لا يوجد رد من قبل الحركتين. 

وفيما لفت إلى أن "ما حصل من مصادرة رايات "حماس" سيتم متابعته مع الأجهزة الأمنية، وأن القوى والفصائل الفلسطينية مسؤولة عن أية مخالفات للأجهزة وسيتم متابعتها بشكل جدي، لفت إلى أنه تم الاتفاق أمس الخميس مع كافة القوى الوطنية والإسلامية، بحضور يوسف، على عدم رفع أي رايات لأي فصيل ورفع العلم الفلسطيني فقط من أجل توحيد الجهد الفلسطيني. 
إلا أن يوسف نفى أن تكون الحركة وافقت على عدم رفع راياتها، مشيراً إلى أن "ما تم هو أن تدرس "حماس" هذا الطرح فقط"، فيما أشار إلى أن الحركة تشارك في فعاليات القوى الوطنية والإسلامية دون أية عقبات.

من جهته، نفى المتحدث الإعلامي للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، عدنان الضميري، في حديثه لـ"العربي الجديد" وجود أي تضييق على فعاليات أي حزب سياسي، بما في ذلك فعاليات "حماس" و"الجهاد"، على أن تكون ضمن القانون".

وحول اتهام "حماس" للأجهزة الأمنية بمصادرة راياتها في مدينة رام الله، قال الضميري: "يوجد قرار بين الفصائل برفع العلم الفلسطيني فقط وعدم رفع الرايات أثناء الفعاليات، لكن الرايات لا يمنعها القانون، ومن ارتكبت بحقه مخالفة عليه اللجوء إلى القانون. وأضاف "أما ما يتم رفعه من شعار رابعة وصور (الرئيس المصري المنتخب محمد)مرسي فهو مخالفة للقانون وتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى".