ليبيا: توتر في غدامس على الحدود مع الجزائر بعد تحرك مليشيات تابعة لحفتر

08 اغسطس 2024
قوات عسكرية تغادر طرابلس / 5 إبريل 2019 (Getty)
+ الخط -

تشهد مدينة غدامس (غربي ليبيا)، الحدودية مع الجزائر، أخيراً، توتراً أمنياً متزايداً، بعد تحرك مليشيات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر باتجاه المدينة. في المقابل، أعلنت القوة العسكرية المسيطرة على غدامس استعدادها الكامل لمواجهة أي تحرك داخل نطاق مناطق سيطرتها. وأكد مسؤولون في بلدية غدامس أن الكتيبة 17 حرس الحدود، التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، نشرت آلياتها وجنودها في مختلف المناطق المحيطة بالمدينة، خصوصاً بالقرب من منفذ الدبداب المشترك مع الجزائر. وأوضح هؤلاء المسؤولون لـ"العربي الجديد" أن سكان غدامس يعيشون حالة من الترقب لما ستؤول إليه هذه التحركات.

وأعلنت رئاسة أركان القوات البرية التي يرأسها صدام خليفة حفتر، أمس الأربعاء عن "نقل وحدات عسكرية تابعة للرئاسة إلى مدن ومناطق الجنوب الغربي من ليبيا". وأوضحت أن هذا التحرك يأتي ضمن خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي للبلاد، مشيرة إلى أن التحرك جاء بأوامر من حفتر لـ"تعزيز الأمن على الحدود والتصدي لأي تهديدات قد تستهدف سلامة واستقرار الوطن".

في رد فعل على هذا التحرك، أعلنت الكتيبة 17 حرس الحدود حالة النفير العام بين جنودها، مؤكدة أنها كانت طيلة الفترة الماضية مسؤولة عن تأمين الشريط الحدودي الليبي مع الجزائر، خصوصاً في المواقع الحساسة منها نقطة وين بالول ونقطة وين عبدة ونقطة الكربة ومنفذ الدبداب الحدودي ومطار غدامس وشركة النهر ونقطة الحطابة ودرج وقارة نالوت وسيناون. وأعربت الكتيبة عن استغرابها من تحرك "الأرتال المدججة بالأسلحة" التي تحاول السيطرة على مناطق تعد نقاطاً لوجستية للقوات الأجنبية. وأكدت الكتيبة في بيانها أنها على جاهزية تامة للتعامل مع أي قوات أو تحركات في نطاق مهامها، وأنها تعتبر هذه القوات هدفاً مشروعاً لقواته.

في وقت نشرت فيه رئاسة أركان قوات حفتر فيديو يظهر العشرات من العربات المسلحة والجنود من دون توضيح وجهتها، أثار رد الكتيبة 17 حرس الحدود احتمال توجه هذه القوات نحو غدامس، باعتبارها منطقة استراتيجية تتيح السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع الجزائر. وتضمّن بيان الكتيبة 17 إشارة إلى إمكانية مشاركة مرتزقة "فاغنر" الروسية في هذا التحرك العسكري إلى جانب مليشيات حفتر، مما يعزز الشكوك حول نوايا هذه العملية.

من جانبه، أكد وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، في كلمته خلال إعادة افتتاح منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، مطلع يوليو/تموز الماضي، نية حكومته تكرار تجربة السيطرة على منفذ الدبداب مع الجزائر وتأمين مدينة غدامس. وأشار إلى خطط الحكومة لوقف تهريب المخدرات بين ليبيا والجزائر عبر هذا المنفذ. وفي خطوة لتعزيز سيطرة الحكومة على الحدود، وقّعت إدارة تشغيل المنافذ البرية بوزارة المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية، بالتعاون مع بعثة المنظمة الدولية للهجرة، مشروع إعادة تأهيل مرافق معبر غدامس الحدودي، بحضور ممثلين عن وزارة الداخلية وبعثة الاتحاد الأوروبي.

وتتصل غدامس بنطاق حقول الطاقة في جنوب غرب ليبيا، حيث تنتشر مواقع استخراج النفط والغاز، ومنها حقل الشرارة، الذي أعلنت قوات تابعة لصدام حفتر إغلاقه يوم السبت الماضي. كما شهد حقل الحمادة للغاز مشادات وخلافات واسعة، الأشهر الماضية، بعد منح حكومة الوحدة الوطنية شركات أجنبية حصصاً إضافية لإعادة تأهيله وتشغيله، ما أثار رفض مجلس النواب والحكومة الموازية في شرق ليبيا.