استأنف المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون، اليوم الثلاثاء، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الخاصة، التي فرضت تدابير مشددة على حركة المصلين المسلمين داخل المسجد، وأخضعت الوافدين إليه لإجراءات تفتيش وتدقيق بطاقات الهوية، في وقت يتجهز فيه المستوطنون لتقديم قرابين في باحاته.
وتأتي الاقتحامات تزامنا مع تقديم المستوطن رفائيل موريس زعيم ومؤسس حركة ما يسمى "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة طلباً لشرطة الاحتلال في القدس لتمكين جماعته من تقديم القربان في ساحات المسجد الأقصى و"تحقيق ذروة العبادة اليهودية في أقدس الأماكن"، معتبراً أن ذلك يشكل "جوهر الصهيونية وغايتها الأسمى"، وأن رفض شرطة الاحتلال لطلبه هذا يشكل سلوكاً "معادياً لليهود" و"استسلاما مخزياً للإرهاب العربي".
وقال موريس في رسالته التي نشرها الإعلام العبري إن "قادة الصهيونية الكبار يتقلبون في قبورهم نتيجة سلوك الدولة التي رضيت أن تُحشر في الزاوية"، مضيفا: "سأصل كما هو مخطط مع رفاقي عشية عيد الفصح لتقديم القربان... لنوضح للعالم أن هذا هو ردنا الصهيوني الأصيل على موجة الإرهاب؛ أن نعلن السيادة اليهودية الكاملة على جبل الهيكل".
ويعد رفائيل موريس من "صقور" جماعات الهيكل المزعوم ويتزعم التيار المنادي بفرض كامل الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك، وهو يحاول مع جماعته "العودة إلى جبل الهيكل" تهريب سخلة إلى الأقصى في كل عام لذبحها كقربان فيه. ويحل "عيد الفصح" العبري هذا العام متقاطعاً مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان، ما بين 16 و22 من الشهر الجاري.
في سياق متصل، قال الحاخام يهودا كروزر أحد حاخامات "السنهدرين الجديد" في كلمة ألقاها داخل الأقصى قبل يومين: "كل شيء جاهز لتقديم ذبيحة الفصح في "جبل الهيكل" وفي الوقت المحدد هنا مكان المذبح (مشيرا الى قبة السلسلة)، هناك خراف بلا عيوب، وهناك كهنة جاهزون وملابسهم جاهزة؛ ينقصنا فقط تغيير الوعي وأن نخطو الخطوة الأولى".
وبحسب المتطرفين الإسرائيليين، فإن القربان يجب أن يذبح عشية عيد الفصح في الرابع عشر من إبريل/ نيسان العبري الذي يوافق مساء يوم الجمعة الرابع عشر من رمضان الجاري، وأن ينثر دمه عند قبة السلسلة التي يزعم المستوطنون أنها بنيت لـ "إخفاء آثار المذبح التوراتي".
وقد تكثفت في الأيام الأخيرة دعوات قادة "السنهدرين الجديد" لتقديم قرابين الفصح في الأقصى. أما كروزر فهو حاخام مستوطنة "متسبيه أريحا" ورئيس مدرسة مائير كاهانا الدينية، ويتبع له مئات المتعلمين ويأخذ بفتواه الكثير من اليهود المتطرفين.
على صعيد منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الفتى أنس سليم الحرباوي (17 عاما) من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فيما اعتقلت أمس، على حاجز عناب شرقي طولكرم شمالي الضفة شابين من مخيم نور شمس.
واستولت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، على تسجيلات كاميرات في مصنع للمنتجات الغذائية في منطقة الخلايل في بلدة كفر اللبد شرقي طولكرم.
واعتقلت فجر اليوم الفتى كريم عامر طقاطقة (16 عاما) من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم جنوبي الضفة.
وكانت مواجهات اندلعت الليلة الماضية، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الخضر، جنوبي بيت لحم، أصيب فيها عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
على صعيد أخر، يواصل مستوطنون منذ أيام، إنشاء بؤرة استيطانية جديدة، وفق تصريحات للناشط الحقوقي عارف دراغمة.
واستولت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، على رافعة أثناء عمل صاحبها في منطقة العوجا بالأغوار الجنوبية الفلسطينية بالضفة الغربية؛ بحجة أن المنطقة ممنوع العمل فيها، فيما أخطرت سلطات الاحتلال بوقف البناء في قطعتي أرض زراعيتين في بلدة جيوس شرقي قلقيلية شمالي الضفة تقعان خلف جدار الفصل العنصري.