مساع للمعارضة الجزائرية لاستعادة المبادرة السياسية

15 ابريل 2023
اعتبرت الأحزاب المشاركة في الاجتماع أن الجزائر تمر بأوضاع مفصلية (فيسبوك)
+ الخط -

تشهد الساحة السياسية في الجزائر حراكاً لقوى المعارضة التقدمية في إطار سعيها لاستعادة زمام المبادرة السياسية في البلاد، وعقدت ثلاثة أحزاب معارضة اجتماعاً تشاورياً لمناقشة الوضع السياسي في البلاد، وذلك بعد فترة ركود وانكفاء لافت شهدتها ساحة المعارضة الجزائرية في ظل تشدد تبديه السلطات للحد من فضاءات التعبير السياسي.

واجتمعت قيادات الأحزاب الثلاثة، حزب العمال وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، في العاصمة الجزائرية، يوم الخميس، وأفاد بيان مشترك بأن "الأحزاب الثلاثة تعتبر أن البلاد تمر بوضعية مفصلية حول مستقبلها بالنظر إلى التحولات التي يعرفها العالم حالياً"، وقررت قيادات الأحزاب المعنية، التي كانت تشترك في كتلة معارضة باسم "البديل الديمقراطي"، تنصيب لجنة تفكير وتشاور ومتابعة تقييم اللقاءات الثنائية السابقة التي جرت بين هذه الأحزاب، لا سيما من حيث الوضع السياسي العام، وأشار البيان إلى أنه ستُنشر لاحقاً وثيقة تخص الخلاصات السياسية لهذا الاجتماع.

وكانت الأحزاب الثلاثة المشاركة في الاجتماع قاطعت المسار الانتخابي منذ انطلاق الحراك الشعبي في الجزائر، في فبراير/شباط 2019، ولم تشارك في مجمل الاستحقاقات الانتخابية، الرئاسية والدستور والنيابية والمحلية، كما طالبت في بياناتها الأخيرة السلطات برفع القيود أمام النقاش الحر والعمل السياسي المستقل، وفتح المجال الإعلامي واستعادة كافة فضاءات التعبير.

وتربط بعض التفسيرات السياسية هذه اللقاءات ببداية تفكير مبكر في التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتهيئة الظروف المناسبة، خاصة مع طرح سابق لفكرة مرشح توافقي مشترك بين مجموع قوى المعارضة في الانتخابات المقررة نهاية العام المقبل.

ورأى الناشط السياسي والقيادي في حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي عبد الكريم زغيلش، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه اللقاءات تدخل في إطار ما يوصف سياسياً بـ"تحريك الخطوط" بعد حالة الجمود الحاصل في الساحة السياسية الجزائرية، وقال: "هنا توافق بين الأحزاب على أنه يجب فعل شيء إزاء حالة التصحر التي تعيش فيها البلاد، وهدف اللقاءات هو أولاً إرساء الثقة بين القوى السياسية وتقريب وجهات النظر بشأن تقديرات الوضع السياسي، وإقناع بعضنا بضرورة فعل شيء والذهاب إلى مشروع سياسي مشترك"، مضيفاً، "في الحالة الجزائرية، نحن في مناخ سياسي يفرض علينا العمل مع بعض، والدفاع عن الحد الأدنى الديمقراطي".

ورداً على سؤال حول ما اذا جرت مناقشة إمكانية انضمام أحزاب وقوى أخرى، خاصة التي كانت من أعضاء تكتل البديل الديمقراطي كجبهة القوى الاشتراكية، قال زغيلش إن "هذا مهم لتحقيق التنسيق السياسي، ومحتم علينا فتح الباب للأحزاب السياسية التي تتقاسم معنا مطالب الحراك الشعبي" وخاصة في مسألة الحريات والمطلب الديمقراطي.

المساهمون