الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يسعى لإقناع "طالبان" بالعودة عن قرار وقف تعليم الفتيات

10 يناير 2023
زادت حركة طالبان من التدابير المقيّدة للحريات (Getty)
+ الخط -

يجري عدد من أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (مقرّه الدوحة) زيارة إلى أفغانستان، للقاء قادة من حركة طالبان، لإقناعهم بالعودة عن قرار منع تعليم الفتيات الأفغانيات.

ووفق معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإنّ الزيارة تمّت بشكل شخصي، وليس بتكليف من الاتحاد. وسبق أن اعتذر زعيم حركة طالبان هبة الله أخوند زادة، عن استقبال وفد من الاتحاد، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، للبحث في هذه القضية وقضايا أخرى، وفق بيان صحافي سابق للأمين العام للاتحاد علي القرة داغي.

وكان البيان الذي أصدره الأمين العام للاتحاد، الخميس الماضي، قد أشار إلى أنّ الوفد كان يريد خلال زيارته، التي لم تتم، "رأب الصدع وإزالة الخلاف- لو وجد- بين بعض القيادات من حركة طالبان"، و"فتح الأبواب الإسلامية والعالمية أو بعضها على هذه الإمارة، بالإضافة إلى العناية بإغاثة الشعب الأفغاني، والسعي لتوفير الأموال اللازمة للتعليم".

ومن المنتظر أن يصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري، بياناً صحافياً، يجمل فيه جهوده ومواقفه من هذه القضية، التي ارتدت سلباً على حركة طالبان وزادت عزلتها الدولية، خاصة أنّ الحركة اتخذت قراراً مماثلاً بمنع عمل النساء في المنظمات الدولية الإنسانية التي تقدم مساعدات للشعب الأفغاني، مما دفع ببعضها إلى إيقاف هذه المساعدات، والرحيل عن كابول.

وقد تواصل "العربي الجديد" مع القائم بأعمال مكتب "طالبان" في الدوحة محمد نعيم، لمعرفة أسباب رفض حركة طالبان استقبال وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشهر الماضي، إلا أنه لم يرد على الأسئلة.

وكان وزير التعليم العالي الأفغاني، ندا محمد نديم، قد أصدر قراراً، الشهر الماضي، حظر فيه على الجامعات الحكومية والخاصة في البلد تعليم الإناث حتى إشعار آخر، وبرر قرار "منع دخول النساء إلى الجامعات في أفغانستان" في أنهن "لا يحترمن قواعد اللباس".

وقال الوزير، خلال مقابلة مع التلفزيون الحكومي: "هؤلاء الطالبات اللواتي كن يذهبن إلى الجامعة، لم يحترمن التعليمات بشأن الحجاب. الحجاب إلزامي في الإسلام".

وزادت حركة طالبان من التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حق النساء اللواتي استُبعدن تدريجياً من الحياة العامة، وأُقصين من المدارس الثانوية. واستُبعدت النساء أيضاً من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجوراً زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.

وأدان عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية، فضلاً عن الأمم المتحدة، قرار "طالبان" إغلاق الجامعات أمام الطالبات في جميع أنحاء البلاد حتى إشعار آخر، ودعت الأمم المتحدة ما وصفتها بـ "سلطات الأمر الواقع" إلى "إلغاء القرار على الفور".

كما حثت الأممُ المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني "سلطات الأمر الواقع" على "إعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات، وإنهاء جميع التدابير التي تمنع النساء والفتيات من المشاركة الكاملة في الحياة العامة".

وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان إنّ حرمان النساء والفتيات من حقهن الأساسي في التعليم "يحرم كل أفغانستان من المستقبل"، مضيفة، في بيان لها، أنّ "الخطوات التي اتخذتها سلطات الأمر الواقع لاستبعاد النساء والفتيات من التعليم وأماكن العمل وغيرها من مجالات الحياة، تزيد من مخاطر الزواج القسري والزواج المبكر والعنف والاعتداء".

المساهمون