قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، صباح اليوم الاثنين، خلال المؤتمر السنوي الذي ينظمه "معهد سياسة مكافحة الإرهاب" في جامعة رايخمان، إنه تحدث مطوّلاً مع الفلسطينيين بشأن التطبيع الإسرائيلي مع السعودية.
وأوضح هنغبي أن "هناك ثماراً لحوارنا معهم، لأول مرة منذ اتفاقيات كامب ديفيد"، مضيفاً: "طلبنا منهم (أي الفلسطينيين) عدم تفويت هذه الفرصة، وأن يكونوا جزءًا من الحوار، وأن يساهموا في نجاحه، وأن يستفيدوا منه أيضًا. نحن نؤيد بشدة أن يكون هناك مكوّن فلسطيني مهم في هذا الاتفاق، باستثناء خطوات من شأنها أن تضر بأمن إسرائيل، ولكن كل ما هو دون ذلك، نحن على استعداد لمناقشته".
وأشار هنغبي إلى أن فرص التطبيع قائمة، بناء على ما ينقله الأميركيون للجانب الإسرائيلي. وقال في هذا السياق: "في الأسابيع والأيام القليلة الماضية، أخبرنا الأميركيون أن الفرص ليست مستبعدة. تقييمنا هو أن ثمة قضايا باتت الاتفاقات بشأنها تتوسع كما يبدو".
واستشهد هنغبي بمؤتمر قمة العشرين الذي عُقد الأسبوع الماضي، "كدليل" على أقواله، ذاكراً أن جميع الأطراف لديها أهداف، "حيث كان هناك اجتماع لأكبر الاقتصادات في العالم والاتحاد الأوروبي، وحيث تم الإعلان عن بدء ما يسمونه الممر الاقتصادي، وهو نوع من الترجمة لرؤية عرفناها جميعاً منذ سنوات، وهي أن إسرائيل كانت تحلم دائماً بأن تكون في مركز الربط والتواصل بين آسيا وأوروبا".
وأشارت القناة 13 اليوم، إلى تقارير نُشرت نهاية الأسبوع، تحدّثت عن تسجيل تقدّم كبير في الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل بشأن التطبيع وأن اتفاقاً قد يوقّع بين الأطراف حتى نهاية العام الحالي 2023.
وأضافت القناة عبر موقعها أن الأسبوع الماضي شهد على ما يبدو تفاهمات واسعة حيال القضايا التي سيشملها الاتفاق، "ويبدو أن السعوديين والأميركيين والإسرائيليين بدأوا يفهمون دورهم في الاتفاق، رغم أنه لم تتم صياغته بعد".
ونقلت القناة تعليق مسؤول سياسي رفيع لم تسمه، على طلبات قالت إن الوفد الفلسطيني الذي زار الرياض الأسبوع الماضي طرحها، من ضمنها وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، فتح قنصلية سعودية وقضية الضم في المنطقة ج، مضيفة أن القيادة الفلسطينية تريد تحصيل ما يمكنها من اتفاق التطبيع، بخلاف تعاملها مع اتفاقيات التطبيع الأخرى مع الإمارات والبحرين.
وبحسب المسؤول، "لن يتم قبول الطلبات الفلسطينية كما هي، لكن القيادة الإسرائيلية تدرك أنه سيتوجب عليها إبداء تنازلات".
ونقلت القناة ذاتها عن مسؤول سياسي آخر لم تسمه، أن "موضوع التنازلات للفلسطينيين سيُحل في نهاية المطاف، وأنه يتم عرض ذلك وفحصه من قبل المستوى الأمني".
وذكرت القناة 13 أن الولايات المتحدة ستوافق على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية لأهداف مدنية، على أن يكون ذلك تحت إشرافها وباستخدام تكنولوجيا أميركية فقط، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن مهتم بترك بصمة شخصية له في اتفاق من هذا النوع قبل نهاية أيامه.
وسبق أن ذكر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين، أن قادة الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، طرحوا الكثير من المسائل المتعلقة بالتطبيع، لكنه أشار في ذات الوقت إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل.