مسؤولة أممية: من الضروري وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين

16 سبتمبر 2024
سيغريد كاغ متحدثة أمام مجلس الأمن في نيويورك، 16 سبتمبر 2024 (مايكل سانتياغو/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الوضع الإنساني في غزة**: الوضع كارثي مع مقتل 41 ألف فلسطيني وإصابة 93 ألفاً، وتدمير البنية التحتية الصحية وعودة أمراض مثل شلل الأطفال، و625 ألف طفل خارج المدرسة. ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين.

- **التحديات اللوجستية والمساعدات الإنسانية**: صعوبات في وصول المساعدات بسبب بنية لوجستية ضعيفة ومنع دخول كميات كبيرة من المساعدات. الحاجة للوقود ومعدات الاتصال الآمنة، ودعوة لاستئناف السلطة الفلسطينية مسؤولياتها في غزة.

- **المواقف الدولية**: انتقاد روسيا للولايات المتحدة لتسترها على النهج الإسرائيلي، وضرورة فتح معبر رفح. الولايات المتحدة غاضبة لمقتل الناشطة الأميركية وتطالب بتغيير قواعد الاشتباك وتحسين وصول المساعدات.

قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ إن "جوهر إنسانيتنا المشتركة على المحك، حيث قُتل في غزة أكثر من 41 ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من 93 ألفاً آخرين. وتشير البيانات الأخيرة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 22 ألف فلسطيني تعرضوا لإصابات غيرت حياتهم، بما فيها ما بين 13 ألفاً و17 ألف حالة من الإصابات الخطيرة في الأطراف، والتي غالباً ما تؤدي إلى البتر، والعديد من هؤلاء المصابين يعانون من أكثر من إصابة. كما تعرضت البنية الأساسية الصحية، التي أصبحت مشلولة، لمزيد من التدمير".

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الاثنين، بموجب القرار 2720 الذي صدر نهاية العام الماضي. ويُشار في هذا السياق إلى أن القرار ساري المفعول لمدة سنة، أما منصب كاغ فهو لتسعة أشهر تقدم بموجبه تقاريرها للمجلس مرة كل ثلاثة أشهر، ويناقش المجلس حالياً تقاريرها وإمكانية تجديد منصبها، بحسب تصريحات لعدد من المصادر الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي تحدثت لـ"العربي الجديد" في نيويورك.

وتحدثت كاغ عن المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي وطريقة تعامله مع الحرب، وشددت على ضرورة وقف إطلاق النار وتقديم الحماية للمدنيين والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. كما شددت على ضرورة السماح للجنة الصليب الأحمر الدولي بزيارة المحتجزين الإسرائيليين، ومن اللافت هنا أنها لم تذكر قرابة عشرة آلاف فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية، حيث لا تسمح إسرائيل بزيارتهم على الرغم من وجود تقارير، من منظمات حقوق إنسان مختلفة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حول تعرض بعضهم للاغتصاب والاعتداءات الجنسية والتعذيب وغيرها من الانتهاكات.

وشددت كاغ على عدم وجود مكان آمن في غزة وعودة أمراض كانت قد اختفت منذ عقود، بما فيها شلل الأطفال، إلى القطاع. وأشارت إلى حملة التطعيم وانتهاء المرحلة الأولى منها واستكمال المرحلة الثانية بعد أربعة أسابيع للحصول على الجرعة الثانية. كما توقفت عند التعليم ووجود 625 ألف طفل خارج المدرسة.

وتحدثت مطولاً عن مسارات وصول الإمدادات والمساعدات وتفعيل الآلية، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لم يُحقَّق الهدف الذي يتمثل في وصول المساعدات إلى الجميع وبشكل كاف. وأشارت إلى بنية لوجستية ضعيفة ومنع دخول كميات كبيرة من المساعدات، وإلى الحاجة للوقود ودخول المزيد من معدات الاتصال الآمنة والتعقب للتمكن من العمل في قطاع غزة. وشددت على أن التعافي وإعادة الإعمار في غزة لا يمكن أن ينتظرا، وأضافت: "من الأهمية بمكان أن ترسى ترتيبات الحكم والأمن من دون مزيد من التأخير، وموقف الأمم المتحدة واضح. ويتعين على السلطة الفلسطينية أن تستأنف مسؤولياتها الكاملة في غزة، وقد وضعت حكومة رئيس الوزراء محمد مصطفى خططاً شاملة لاستعادة الحكم المحلي والأمن وسيادة القانون".

روسيا تتهم أميركا بمنع مجلس الأمن من تنفيذ قراراته

من جهته، قال مندوب روسيا للأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا خلال مداخلته أمام المجلس: "في غياب وقف إطلاق النار في غزة، فإن الوثيقة (قرار مجلس الأمن ) ظلت حبراً على ورق، ومداخلة السيدة كاغ تؤكد ذلك، ونتفهم اختيارها كلماتها بحذر. لو قيّم أي من ممثلي الأمم المتحدة ما تقوم به إسرائيل بشكل صريح، فإن إسرائيل ستدرجه على قائمتها السوداء وسيمنع من دخول غزة". واتهم السفير الروسي الولايات المتحدة بالتستر والتغطية على النهج الإسرائيلي، وشدد على "أنه لا يمكن تبرير ما تقوم به إسرائيل بما فيها الهجمات على مدارس ومراكز أونروا وقتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني وجرح قرابة مائة ألف".

وتحدث المندوب الروسي عن الضغط الذي تمارسه إسرائيل على العاملين في المجال الإنساني والتحريض ضد الأمم المتحدة، ما يهدد حياة العاملين في المجال الإنساني في فلسطين، وجرى استهدافهم بالفعل. ووصف الدول الغربية بالمنافقة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، في الوقت الذي تندد به تلك الدول بنهج أي دولة أخرى في سياقات مشابهة.

وشدد نيبنزيا على أن أهم نقطة لدخول المساعدات هي رفح، وما زالت مغلقة. وتحدث عن استمرار إسرائيل برفض الطلبات بدخول ما يكفي من المساعدات الإنسانية، وأن نسبة الطلبات التي تُرفض تضاعفت في الأشهر الأخيرة، كما أن ما يدخل من الأردن أو أي نقاط اخرى غير كاف بتاتاً، مؤكداً ضرورة إبعاد شبح المجاعة عن غزة. وقال "إن المجلس لديه تلك الأدوات، إلا أن الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى تمنع ذلك. إن إيصال المساعدات الإنسانية في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المدعومة من قبل الولايات المتحدة شبه مستحيل، ولا يمكن أن يطلب من العاملين في المجال الإنساني أن يستمروا بإدخال تلك المساعدات (القليلة التي يسمح بها) تحت القصف والاستمرار بالمخاطرة بحياتهم، وخاصة في ظل استهدافهم أكثر من مرة"، وأضاف أن المشكلة ليست بوجود آلية من عدمه، بل استمرار الحرب والتغطية الأميركية والغربية الداعمة لها. وأشار إلى أن مجلس الأمن يمكنه أن يتخذ الخطوات اللازمة لتنفيذ قرارته لكنه لا يقوم بذلك بسبب الولايات المتحدة.

إلى ذلك، تحدث مندوب الجزائر عمار بن جامع عن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني واستهدافهم، وأكد أن إطالة أمد إفلات إسرائيل من العقاب سيؤدي إلى أن تصبح اتفاقات جنيف والقانون الإنساني من دون أهمية حتى خارج سياق فلسطين. وحول الآلية، قال: "على الرغم من أهميتها، فإنها لم تحقق النتيجة المطلوبة، والحقيقة هي أن المعدل اليومي لتوصيل المساعدات انخفض منذ اعتماد القرار: حيث إن معدل الشاحنات التي دخلت وصل إلى قرابة شاحنة يومياً، في حين أن معدل الشاحنات خلال الأشهر الأولى من الحرب كان قرابة تسعين شاحنة يومياً... وقبل الحرب، كان قرابة خمسمائة شاحنة"، وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار غير المشروط في غزة.

ومن جهتها، عبرت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن غضب بلادها لمقتل الناشطة الأميركية من أصول تركية عائشة نور خلال اشتراكها في تظاهرة ضد الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية المحتلة. وأكدت أن بلادها ستستمر بالضغط على الجانب الإسرائيلي للحصول على معلومات إضافية في تحقيقها في ملابسات ما حدث. ووصفت المسؤولة الأميركية الوضع الإنساني في غزة بالكارثي. كما تحدثت عن "الحوادث" المتعلقة بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار على العاملين في المجال الإنساني في أكثر من مناسبة، وأكدت ضرورة تغيير وإعادة نظر الجيش الإسرائيلي بـ"قواعد الاشتباك"، كما شددت على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وإيصال المساعدات الإنسانية. وتحدثت عن ضرورة تعاون إسرائيل مع الأمم المتحدة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية.