مدريد توافق على اعتماد سفير جزائري جديد.. طي 19 شهراً من الأزمة

16 نوفمبر 2023
التطورات الجديدة مرتبطة بتغيير موقف سانشيز إزاء نزاع الصحراء (Getty)
+ الخط -

وافقت الحكومة الإسبانية على اعتماد السفير الجزائري الجديد عبد الفتاح دغموم، في خطوة صوب انفراج الأزمة بين الجزائر وإسبانيا، بعد 19 شهراً من الخلاف الدبلوماسي.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الخميس، بأنّ مدريد وافقت على اعتماد دغموم سفيراً فوق العادة ومفوضا للجمهورية الجزائرية، وهي المرة الثانية التي يشغل فيها دغموم منصباً دبلوماسياً في مدريد، حيث شغل منصب الوزير مستشار في سفارة الجزائر في مدريد، (المنصب رقم 2 في السفارة)، قبل أن يُعين عام 2019 سفيراً للجزائر لدى غينيا كوناكري، وعاد قبل أشهر قليلة إلى الجزائر للعمل في وزارة الخارجية.

وينهي اعتماد السفير دغموم قرابة 19 شهراً من الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين في إبريل/ نيسان 2022، على خلفية تغيير إسبانيا موقفها من النزاع في الصحراء وإعلانها دعم خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، وقرار الجزائر استدعاء سفيرها. 

ويأتي تعيين سفير جزائري جديد في مدريد مرتبطاً بتغيير طفيف في موقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ودعوته إلى إيجاد حل سياسي مقبول للنزاع بين الطرفين.

وبقيت السفارة الجزائرية في مدريد من دون سفير منذ مارس/ آذار 2022، بعد قرار الجزائر استدعاء سفيرها السابق سعيد موسى من مدريد، كخطوة احتجاجية على القرار الإسباني بشأن النزاع الصحراوي، وأصبح المنصب شاغراً بعدما عُين موسى سفيراً في باريس. 

ويُعتقد أن الجزائر ومدريد كانتا تترقبان الفرصة واللحظة المناسبة لبدء خطوات تقارب جديدة وإنهاء الأزمة الدبلوماسية، فيما جاء خطاب سانشيز خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، ليمثل هذه اللحظة، حيث دعا إلى البحث عن حل لنزاع الصحراء "في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن". ودافع عن "حل سياسي ومقبول للطرفين"، وتلافى تماماً ذكر مقترح الحكم الذاتي. 

ويرى مراقبون أن الجزائر قد فهمت، من خلال خطاب سانشيز، وجود تغيير طفيف في الموقف يمكن أن يساعد على خفض منسوب الأزمة.

وقال المحلل السياسي محمد خدير، في تصريح لـ"العربي الجديد": "يمكننا أن نقول الآن إن الجزائر وإسبانيا تجاوزتا مرحلة النوايا إلى مرحلة الخطوات الفعلية لتطبيع العلاقات والعودة تدريجياً إلى ما قبل إبريل 2022". 

وأضاف أن "هذه الخطوات ستنعكس في المرحلة المقبلة على القضايا الاقتصادية والتجارية التي كانت تضررت في المرحلة السابقة بطابع الأزمة، حيث تجمدت التبادلات التجارية نسبيا بين البلدين خارج المحروقات". 

ورجح مراقبون، في وقت سابق، أن تكون التصريحات الأخيرة لسانشيز في 16 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، في قمة تيرانا، لقادة الدول الأوروبية، والتي دافع فيها عن حق الفلسطينيين في إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، عاملاً إضافياً شجع الجزائر على إنهاء الأزمة مع مدريد.

المساهمون