مخاوف سكان إدلب

20 سبتمبر 2020
تظاهرة داعمة لتركيا في إدلب (الأناضول)
+ الخط -

يعيش سكان محافظة إدلب شمال غربي سورية حالة من الترقب والتوجس لما ستؤول إليه التفاهمات الروسية التركية بشأن محافظة إدلب، وبشكل خاص الريف الجنوبي منها الواقع جنوب الطريق الدولي أم 4. فبعد طلب موسكو من أنقرة تقليص قواتها في سورية ونقاط المراقبة الواقعة جنوب الطريق أم 4، والرد التركي على هذا الطلب بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، بدأت تظهر بوادر خلافات جديدة بين موسكو وأنقرة حول إدلب، وتبرز إلى العلن من خلال تصريحات مسؤولي الدولتين، الذين أكدوا أن اجتماعاتهم الأخيرة لم تفض إلى نتائج إيجابية، ومن خلال استهداف قوات النظام للتعزيزات التركية، وهو أمر يستحيل أن يتم من دون توجيهات روسية. كما انعكست الخلافات في اتهامات روسية لتركيا بعدم الالتزام بتفاهماتها معها التي تم التوصل إليها في الخامس من مارس/آذار الماضي. وكل ذلك ينذر بتسخين الأوضاع في المنطقة، واحتمال ذهابها إلى حلول صعبة ليست في صالح سكان المنطقة. ويبدو أن روسيا تسعى لاستئناف عملية قضم ما تبقى من مناطق جنوب الطريق الدولي أم 4 وتمكين النظام من السيطرة على كامل منطقة جبل الزاوية. كما تسعى إلى تحقيق هذا الهدف من خلال إقناع الجانب التركي بتقليص قواته في المنطقة. في المقابل أكدت تركيا مراراً عدم تخليها عن المنطقة أو عن وعودها للسكان بإعادتهم إلى منازلهم بعد أن تم تهجير نحو مليون مواطن منهم، نتيجة الحملة الأخيرة للنظام بداية العام الحالي على ريف إدلب الجنوبي. وكانت تصريحات المسؤولين الأتراك واضحة بأن أي محاولة تقدم جدية للنظام سترد عليها تركيا بشكل مباشر، بالإضافة إلى تقديم دعم للجيش الوطني في أية مواجهة مع النظام. لكن على الرغم من كل ذلك، يوجد مخاوف لدى سكان محافظة إدلب وريفها الجنوبي بشكل خاص، من تفاهمات تركية روسية تُفضي إلى التخلي عن المنطقة لصالح النظام، مقابل مكاسب ميدانية في مناطق أخرى مثل تل رفعت ومنبج. كما تبرز مخاوف من إعادة تفجر الوضع العسكري من جديد في المنطقة وتسببه بمزيد من القتل والدمار والتهجير لسكان المنطقة. هذا الوضع يجعل مصير جنوب إدلب معلقاً بمدى الصمود التركي في وجه المناورات الروسية التي لا تزال موسكو تنجح، من خلالها، بقضم مناطق جديدة لصالح النظام على حساب انحسار مناطق المعارضة.