يواصل جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة " الشاباك"، نشر مقتطفات من التحقيقات مع أسرى عملية سجن جلبوع الستة، حيث اختار القناة الإسرائيلية العامة مجدداً لتزويدها بمقتطفات قصيرة من التحقيقات مع قائد العملية، الأسير محمود العارضة.
وكان محمود العارضة وخمسة آخرون من الأسرى في سجن جلبوع، وهم زكريا زبيدي، ومحمد العارضة، ومناضل نفيعات، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، قد تمكنوا مطلع الشهر الماضي عشية عيد رأس السنة اليهودية من الفرار من السجن المحصن، في عملية شكلت صدمة في دولة الاحتلال، وجعلتها تستنفر قواتها سعياً لإعادة اعتقال الأسرى، وقد تمكنت من ذلك خلال نحو أسبوعين.
وبحسب المقتطفات التي نُشرَت أمس، فقد بدأ الأسير محمود العارضة الذي قاد عملية الفرار، بعمليات حفر النفق بمفرده في 14 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي دون أن يخبر أحداً من رفاقه في الزنزانة. وقد وصف يوم بدء حفر النفق بأنه يوم مولده من جديد، مبيناً أنه لم يكن يخشى فشل العملية، لأنه لا يملك ما يخسر، لكونه محكوماً بالسجن مدى الحياة.
وقال العارضة في التحقيقات إنه امتنع عن استخدام الملاعق لحفر النفق كي لا يعاقب بقية الأسرى بعد العملية بحرمانهم الملاعق كعقاب جماعي.
وبحسب القناة الإسرائيلية "كان 11" التي نقلت رواية "الشاباك" خلال التحقيقات، فإن الأسير محمود العارضة تمكن من تحريك أرضية الحمام المصنوعة من الحديد بمفرده، مستخدماً قطعة حديدة مثلثة ومدببة كانت قد سقطت عند عملية تبديل خزائن في الزنزانة.
ويقول العارضة، بحسب رواية "الشاباك"، إنه كان يعمل وحده بعد إخراج رفاقه من الزنزانة، مبقياً على واحد منهم لغرض الحراسة، فيما علّل ذلك لرفاقه بأنه كان يحاول حفر مخبأ للهواتف النقالة. واستخدم برغياً حديدياً وحجراً للطرق به، حيث استغرقت المرحلة الأولى من عملية الحفر، وهي إزالة الطبقة الحديدية في أرضية الحمام ستين يوماً.
وفي ما يأتي المقاطع التي سمح "الشاباك" ببثها:
المحقق: كيف حركت الطبقة الحديدية في حمام الزنزانة؟
العارضة: "قمت بهذه الخطوة بمفردي. أخبرت الرفاق في الزنزانة أنني كنت أجهز مخبأً للهواتف".
المحقق: هل كانت لديك خبرة في حفر الأنفاق؟
الأسير محمود العارضة: "سبق أن حفرت نفقاً في سجن شطة عام 2014، لكن قُبض عليَّ. حيث قمت حينها بحفر نفق في أرضية حمام الزنزانة، فقد كنت أعرف منذ 15 عاماً أن أرضية حمامات جميع الزنازين ضعيفة، وبالإمكان حفر نفق انطلاقاً منها. إنني امتنعت عن المحاولة في وقت سابق، لأن أوضاعنا في السجن كانت جيدة نوعاً ما. كان بمقدورنا الالتحاق بالتعليم الجامعي (عبر الجامعة المفتوحة)، وتوافر لنا طعام جيد، وكان يسمح بالزيارات وباستخدام هواتف خلوية. حتى إن السياسيين في إسرائيل لم يكونوا يتدخلون بشؤوننا. لكن عندما ساءت ظروفنا، بدأت بالتفكير في الهروب. هناك قول بأن كل سياسي يهودي يريد أن ينتخب للكنيست يسعى لمعاقبة الأسرى".
المحقق: ماذا كان طول النفق؟
العارضة: "لا أعرف بالتحديد، ربما زحفنا على بطوننا نحو 25 متراً، وقد واصلنا الحفر تحت الزنازين حتى تمكننا من الخروج".
المحقق: متى انتهيت من الحفر؟
العارضة : "قبل يوم من تنفيذ عملية الفرار".
المحقق: كيف عرفت أنك وصلت إلى نهاية النفق؟
العارضة: "رأيت الشمس فعرفت أنها نقطة النهاية".