استمع إلى الملخص
- حذر الناشط أيمن غريب من أن الجدار سيحول القريتين إلى مناطق مغلقة، مما يعزل السكان عن محيطهم ويهدد معيشتهم بحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.
- أكد أمير داود أن التجريف يعزز المخاوف من فرض واقع جديد، سواء بإقامة جدار أو بؤرة استيطانية، مما يعيق حركة الفلسطينيين ويعزز الوجود الاستيطاني.
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تجريف أراضي قريتي بردلا وكردلا في الأغوار الشمالية، بمحافظة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، وسط خشية من إقامة جدار فاصل لعزل القريتين ومئات آلاف الدونمات، عن طوباس ومناطق الضفة الغربية. وأوضح الناشط أيمن غريب في حديث مع "العربي الجديد"، أن عمليات التجريف بدأت منذ أيام، وأن جيش الاحتلال والإدارة المدنية التابعة له أبلغ الأهالي هناك شفوياً بنيته إقامة جدار، سيمتد على أراضي بيسان داخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948)، وينتهي عند شارع 90 الاستيطاني الذي يقع جنوب قريتي بردلا وكردلا شرقي طوباس.
وأكد غريب أنه في حال إقامة الجدار، فسيمتد جنوب غرب القريتين، إضافة لجدار الفصل المقام على أراضي بيسان، والطريق الاستيطاني 90، وكل ذلك من شأنه أن يجعل الأهالي محاصرين. وأشار غريب إلى أن إقامة هذا الجدار ستؤدي إلى إغلاق مئات الآلاف من الدونمات الممتدة من طوباس إلى الأغوار الشمالية، ما يُعتبر خطوة عملية نحو ضم هذه الأراضي إلى إسرائيل.
وحذر غريب من أن هذه الخطوة قد تحول القريتين إلى مناطق مغلقة ببوابات أشبه بالقفص، حيث سيجد السكان أنفسهم أمام سيادة إسرائيلية مفروضة على أرض الواقع، تحاصر حياتهم اليومية وتتحكم في حركتهم، ومضاعفة المعاناة لأهالي بردلا وكردلا، إلى جانب حرمان آلاف العائلات في محافظة طوباس من الوصول إلى أراضيها الزراعية ومناطق الرعي التي تعتمد عليها في معيشتها، كما سيواجه سكان القريتين صعوبات كبيرة في التنقل، مما سيؤدي إلى عزلهما عن طوباس والمدن المحيطة.
وشدد غريب على أن ما يجري كارثة حقيقية تهدد المنطقة، داعياً إلى ضرورة تحرك جميع الجهات المعنية لإدراك خطورة الوضع، وتقديم الدعم اللازم لمواجهة هذا المخطط الذي يهدد بفرض واقع استيطاني جديد في الأغوار الشمالية. وبحسب مسؤول التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أمير داود، في حديث مع "العربي الجديد"، فإن عمليات تجريف مكثفة تجري منذ أيام في أراضي قريتي كردلا وبردلا في الأغوار الشمالية، وسط مخاوف من أن تكون هذه الأعمال مقدمة لعزل المنطقة عن امتدادها الجغرافي، وتفكيك ارتباطها بمحيطها الفلسطيني.
وأوضح داود أن عمليات التجريف الواسعة التي تنفذها سلطات الاحتلال تعزز المخاوف بشأن نية قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد في المنطقة، دون معرفة توجه هذا التجريف بشكل دقيق، إن كان لإقامة جدار فاصل أو بؤرة استيطانية، لكن وتيرة العمل تشير بوضوح إلى الرغبة في تنفيذ مخطط استراتيجي لعزل القريتين، لكن تظل هناك تخوفات من سيناريوهات محتملة، إما من خلال عزل تدريجي أو فرض سياسات استيطانية جديدة.
وأشار داود إلى أن أي تحركات لإقامة جدار أو غيره من المفترض أن توضحها أوامر عسكرية بإجراءات وضع اليد على الأراضي، وما يجري ما زال غامضاً. وأكد داود أن أي إجراءات من هذا النوع في الأغوار الشمالية ستكون لها تداعيات خطيرة، إذ إنها تفصل التواصل الجغرافي بين القرى وتخلق عراقيل جديدة أمام حركة المواطنين الفلسطينيين، وتؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية، بينما تسهل وصول المستوطنين إلى المناطق المستهدفة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوجود الاستيطاني.
ويأتي هذا التجريف والتخوفات من عزل آلاف الدونمات في الأغوار، بعد أيام من اعلان وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن عام 2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ما يعزز تخوفات أهالي الأغوار بسبب تلك التجريفات.