القيادي في حماس: ورقة الأسرى هي الرابحة
اتهام للسلطة الفلسطينية بأنها نأت بنفسها عن معركة 7 أكتوبر
نزال: نتنياهو يتبع سياسة الانتقام
يؤكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال أنّ المعوقات التي تضعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار، هي التي تعطل الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
ويعتبر نزال، في حديث مع "العربي الجديد"، أن من يعتقد أن تحرير الأسرى هو العقبة في إنجاز التفاهمات فهو مخطئ، بل إن ورقة الأسرى هي الورقة الكبرى الرابحة، التي تشكّل ضغطاً على الاحتلال، وستجبره على الرضوخ لمطالب المقاومة.
وبشأن طبيعة المعوقات التي تعطل وصول العملية التفاوضيّة إلى تفاهمات تنهي الحرب بشكل مؤقت أو دائم، يقول نزال إن "المعوقات يضعها الاحتلال، وليس حركة حماس، فالاحتلال لا يريد الالتزام عاجلاً أم آجلاً، بوقف إطلاق نار نهائي، ولا يريد انسحاب قوّاته من قطاع غزة، ولا يريد رفع الحصار عن قطاع غزة، بل يريد التحكّم بحركة مرور الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة".
محمد نزال: حماس لا يمكنها التوقيع على تفاهمات لا تضمن وقف الحرب وانسحاب قوّات الاحتلال من غزة
ويضيف: "مقابل ذلك، يريد الحصول على جميع أسراه، ولا يريد أن نحصل على جميع أسرانا. وعليه، فإن العملية التفاوضية متعثرة، لأن حماس لا يمكنها التوقيع على تفاهمات، لا تضمن وقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوّات الاحتلال من غزة".
ورداً على سؤال حول أن هناك من يقول إن "حماس" أرادت تحرير بضعة آلاف من الأسرى، ولكن بالمقابل أدّت عمليتها إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وما إذا كان هذا المنطق مقبولاً، يقول نزال إنه "لا يجوز اختزال عملية 7 أكتوبر/ تشرين الأول (الماضي) بتحرير أسرانا من سجون الاحتلال، فلم نكن بحاجة إلى عملية كبرى كهذه العملية، لتحقيق ذلك، وكان يمكننا تنفيذ عملية أسر لمجموعة محدودة من الجنود، والعمل على مبادلتهم".
محمد نزال: ورقة الأسرى هي الرابحة
ويشير محمد نزال إلى أن "تحرير الأسرى، كان واحداً من دوافع هذه العملية، ومن يعتقد أن تحرير الأسرى هو العقبة في إنجاز التفاهمات، فهو مخطئ، بل إن ورقة الأسرى هي الورقة الكبرى الرابحة، التي تشكّل ضغطاً على الاحتلال، وستجبره بإذن الله على الرضوخ لمطالب المقاومة".
ويوضح أنه منذ 7 أكتوبر الماضي شنّ الكيان الصهيوني عدواناً غاشماً على قطاع غزة، في سياق رده على عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها "كتائب القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس.
ويضيف: "كان مفهوماً لدينا أن يخوض جيش الاحتلال معركته مع الكتائب وفصائل المقاومة الفلسطينية، لكنه خاض معركة وحشية مجرّدة من القيم الأخلاقية والإنسانية، مع المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، وتحديداً الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى. كما خاض معركته مع المستشفيات والمراكز الصحيّة، والمساجد والكنائس، والجامعات والمدارس، والأبراج والبنايات السكنيّة، مدمراً ما لا يقل عن 70 في المائة منها".
نزال: نتنياهو وحكومته اتبعوا سياسة الانتقام
ويتابع نزال: "لقد كان واضحاً أن (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو وحكومته اتّبعوا سياسة الثأر والانتقام، بلا ضوابط قانونية وأخلاقية وإنسانية، لذا كانت سياسة الأرض المحروقة، وإهلاك الحرث والنسل، هي السياسة السائدة لديهم".
ويشدد محمد نزال على أنه "بعد مضي نحو 140 يوماً (على العدوان)، فإن الإنجاز الوحيد الذي حقّقه الاحتلال هو التدمير والإبادة الجماعية، لكنه لم يحقّق أياً من الأهداف التي أعلن عنها، فلا هو تمكّن من القضاء على حركة حماس وقياداتها، ولا تدمير مراكز القيادة والتحكّم لدى المقاومة، ولا تدمير منصّات إطلاق الصواريخ ولا استعاد أسراه الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية، كما لم يتمكّن من تهجير فلسطينيي غزّة إلى سيناء".
ويضيف: "لذا، أقول بكل موضوعية إن نتيجة المعركة حتى الآن هي هزيمة الاحتلال عسكرياً، وهو الأمر الذي يستفز نتنياهو وعصابته الحاكمة، ويدفعهم للاستمرار في حربهم الوحشية والغاشمة، لأنهم يبحثون عن صور انتصار، حتى لو كانت وهميّة".
ورداً على سؤال بشأن موقع الفصائل الفلسطينية الأخرى في المعركة، إذ إن الصورة الإعلامية تكاد تختزل المعركة في "حماس"، ولماذا تخوض الحركة المعركة التفاوضية وحدها بدون مظلّة فصائلية، يقول محمد نزال إن الحركة "هي التي بادرت لإشعال معركة طوفان الأقصى لأنها كانت تستلزم لنجاحها التكتّم عليها، وإحاطتها بالسريّة التامة".
ويوضح أنه "بعد اشتعالها، تواصلنا مع فصائل المقاومة ووضعناها في صورة الخلفيات والدوافع، ووجد ذلك تفهّماً لديها، والتحقت الفصائل التي لديها حضور عسكري بالمعركة، وهي تعبّر عن نفسها إعلامياً، ولا يمكن لأحد أن يحجب المساهمات الحقيقية لأي فصيل مقاوم".
وبشأن العملية التفاوضية، يوضح محمد نزال أنه "لا يمكن إدارتها بشكل جماعي، ولكننا نفاوض باسم فصائل المقاومة، ونحن متّفقون معها على الخطوط العامة، ونضعها باستمرار في صورة التطوّرات".
السلطة نأت بنفسها عن معركة 7 أكتوبر
وعن السلطة الفلسطينية وحركة فتح وموقعها من هذه الحرب، يقول محمد نزال إن "السلطة الفلسطينية وحركة فتح نأت بنفسها عن معركة 7 أكتوبر، وهو ما عبّر عنه الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريحات أدلى بها لإحدى الفضائيات العربية".
محمد نزال: نفاوض باسم فصائل المقاومة ونحن متّفقون معها على الخطوط العامة
ويشير إلى أنه "منذ 7 أكتوبر، لم يبادر رئيس السلطة (محمود عباس) إلى التواصل المباشر مع حركة حماس، كما لم يصدر موقف واضح منه حتى الآن، بشأن هذه العملية البطولية. لذا غابت السلطة عن هذه الحرب، باستثناء حراك سياسي بدأ قبل بضعة أسابيع، ولكن لم يجر معنا أي اتصال من قبلها حول الحرب، حتى الآن".
وعن حكومة "الوحدة الوطنية" التي يجري الحديث عنها، والمعلومات المتداولة عن ترشيح محمد مصطفى رئيساً لها، يقول محمد نزال إن "الأولوية بالنسبة لنا هي وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وبعد ذلك، يمكن الحديث عن ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، الذي تكون الحكومة الفلسطينية جزءاً منه. أما الأسماء المتداولة وراء الكواليس، فنسمع بها كما تسمعون، ولم يطرحها أحد علينا، ولم يتم التشاور بشأنها معنا".
وحول الأقاويل الكثيرة التي تبثّها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وحتى وسائل إعلام عربية عن زعيم "حماس" في غزة يحيي السنوار، وبعضها يشير إلى أنه نادم على عملية 7 أكتوبر، وأن الحركة تريد استبداله، وتبحث عن قائد غيره، يقول محمد نزال إن "المصدر الذي قال إن السنوار نادم على عملية 7 أكتوبر هو أسير سابق، يزعم أنه كان صديقاً له".
ويضيف: "هنا السؤال المنطقي: إذا كانت قوّات الاحتلال عاجزة عن الوصول إلى مكان السنوار، فكيف تواصل معه، وعرف منه أنه نادم! صاحب هذه الإشاعة هو كذّاب، وقد سمح لنفسه أن يكون جزءاً من الآلة الإعلامية التي تشن حرباً نفسية ضد المقاومة عموماً، وحركة حماس خصوصاً".
ويتابع: "أما أن قيادة حماس تبحث عن استبدال السنوار فهذه كذبة كبرى أخرى، فلماذا تريد حماس استبدال السنوار، وهو الذي يقود معركة باسلة، وملحمة بطولية، منذ السابع من أكتوبر. ثم إن قانون الاستبدال والتغيير في حركة حماس يتم عبر المؤسّسات التنظيمية، ومن خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع".
وبرأيه فإن "التركيز على يحيي السنوار مفهوم لدينا، فهو يأتي في سياق الحرب النفسيّة الضروس، التي تشن على المقاومة ورموزها، سواء من أطراف صهيونية، أو أطراف عربية متصهينة".