ما تريد معرفته عن نظر محكمة العدل الدولية في سياسات الاحتلال بالأراضي الفلسطينية المحتلة

18 فبراير 2024
رغم أن قرارات العدل الدولية غير ملزمة، لكنها تحمل سلطة أخلاقية وقانونية (العربي الجديد)
+ الخط -

تنظر المحكمة في انتهاك إسرائيل لحق الفلسطينيين في تقرير المصير

تبدأ الجلسات الاثنين وتستمر أسبوعاً في مقرّ المحكمة بلاهاي

رأي المحكمة لن يكون ملزماً لنّه سيأتي وسط ضغوط دولية على إسرائيل

تعقد محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة جلسات استماع، اعتباراً من الاثنين، بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، ومن المتوقع أن تقدّم 52 دولة أدلّة بهذا الشأن.

ومن المقرّر أن تخاطب دول من بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين، القضاة في جلسة تستمر أسبوعاً في قصر السلام في لاهاي، مقرّ المحكمة.

في ديسمبر/ كانون الأول 2022، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار "رأي استشاري" غير ملزم بشأن "العواقب القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

وفي حين أنّ رأي المحكمة لن يكون ملزماً، لكنه يأتي وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بشأن الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وهذه الجلسات منفصلة عن قضية أخرى رفعتها جنوب أفريقيا، تقول فيها إنّ إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية خلال الهجوم الحالي على غزة.

وقضت محكمة العدل الدولية في هذه القضية في يناير/ كانون الثاني بأنّ على إسرائيل أن تفعل كلّ ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنّها لم تصل إلى حدّ الأمر بوقف إطلاق النار.

ورفضت الجمعة طلب جنوب أفريقيا فرض إجراءات إضافية على إسرائيل، لكنّها كرّرت تأكيد  ضرورة تنفيذ الحكم بالكامل.

احتلال مستمر 

وطلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية النظر في مسألتين. في الأولى، سيكون على المحكمة النظر في العواقب القانونية لما أسمته الأمم المتحدة "الانتهاك المستمر من جانب إسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".

ويتعلّق ذلك بـ"الاحتلال المستمر، والاستيطان، وضمّ الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ العام 1967... وبالتدابير الرامية إلى تغيير التركيبة الديمغرافية، وطابع مدينة القدس ووضعها".

وفي يونيو/ حزيران 1967، خاضت إسرائيل حرباً مع جيرانها العرب استمرّت ستة أيام، واستولت على الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، ومرتفعات الجولان، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء.

ثم بدأت إسرائيل باستيطان 70 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها. وأعلنت الأمم المتحدة في وقت لاحق أنّ احتلال الأراضي الفلسطينية غير قانوني. ثمّ استعادت القاهرة سيناء بموجب اتفاق السلام الذي أبرمته مع إسرائيل في العام 1979.

كذلك، طُلب من محكمة العدل الدولية النظر في تبعات ما وصفته بـ"تبنّي إسرائيل للتشريعات والتدابير التمييزية ذات الصلة".

وفي المسألة الثانية، سيكون على محكمة العدل الدولية أن تقدّم "رأياً استشارياً" بشأن كيفية تأثير تصرّفات إسرائيل "على الوضع القانوني للاحتلال"، وما هي العواقب بالنسبة إلى الأمم المتحدة والدول الأخرى. 

وستُصدر المحكمة حكماً "عاجلاً" في القضية، ربما بحلول نهاية العام.

العدل الدولية: سلطة أخلاقية وقانونية

تبتّ محكمة العدل الدولية في النزاعات بين الدول، وتعدّ أحكامها ملزمة رغم أنها لا تملك سوى القليل من الوسائل لتنفيذها، لكن في هذه القضية، لن يكون الرأي الذي تصدره ملزماً.

وفي هذا الإطار، تقول المحكمة "يبقى الجهاز أو الوكالة أو المنظمة (التي لجأت إليها) حرّة في تنفيذ الرأي بأي وسيلة متاحة لديها، أو القيام بذلك"، لكن غالبية الآراء الصادرة عنها غالباً ما يُبنى عليها.

وكانت محكمة العدل الدولية أصدرت في السابق آراء استشارية بشأن شرعية إعلان استقلال كوسوفو عن صربيا وغيرها من القضايا.

كذلك، أصدرت "رأياً استشارياً" في العام 2004 أعلنت فيه أنّ أجزاء من الجدار الذي أقامته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية ويجب هدمها.

ولن تشارك إسرائيل في جلسات الاستماع، كما ردّت بغضب على طلب الأمم المتحدة للعام 2022، ووصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "مهين" و"مشين".

وفي الأسبوع الذي تلا قرار الأمم المتحدة، أعلنت إسرائيل سلسلة من العقوبات ضد السلطة الفلسطينية لجعلها "تدفع ثمن" سعيها إلى إصدار القرار.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنه على الرغم من أنّ هذه القرارات غير ملزمة، لكن "يمكن أن تحمل سلطة أخلاقية وقانونية كبيرة"، ويمكن إدراجها في القانون الدولي في نهاية المطاف.

وقال كلايف بالدوين كبير المستشارين القانونيين في "هيومن رايتس ووتش"، إن جلسات الاستماع يجب أن "تسلّط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد".

(فرانس برس)

المساهمون