رفضت محكمة الاحتلال العليا، أمس الأحد، استئناف تسريح جثمان الشهيد الفلسطيني وسيم أبو الهيجاء (28 عاماً)، من مدينة طمرة في الجليل، الذي سقط برصاص جنود الاحتلال في مدينة حيفا في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وزعمت الشرطة الإسرائيلية حينها قيام أبو الهيجاء بعملية دهس، ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجراح خطيرة قرب قاعدة عسكرية بحرية في حيفا. وكانت الشرطة قد منعت العائلة في طمرة من فتح بيت عزاء للشهيد، وكذلك حققت مع جميع أفراد العائلة وذويه واعتقلت شقيقيه لمدة يومين.
وقدّم الالتماس من جانب عائلة أبو الهيجاء يوم الخميس، ومساء أمس ردّت المحكمة العليا برفض طلب الالتماس.
وقال حسين مناع، الموكل من قبل عائلة أبو الهيجاء، لـ"العربي الجديد": "قدمنا التماساً وتم رفض الاستئناف من المحكمة العليا في القدس حالياً، لأنّ المحكمة طلبت في رد خطي من الشرطة الإسرائيلية معرفة سبب حجز الجثمان".
وأضاف مناع: "نحن توجهنا سابقاً بطلب خطي للشرطة لمعرفة سبب احتجاز الجثمان وكان الرد شفهياً بأنّ الملف يعالجه الوزير إيتمار بن غفير. السبب الثاني لرفض القاضي أنّ العائلة لم تذكر أن ابنها مخرّب، إنما تذكر أنه قتل في ظروف غامضة، ويجب الإشارة في الطلب إلى أننا نطالب بتسريح جثمان مخرّب، واعتراف من العائلة بأنّ ابنها مخرّب بشكل رسمي".
وأوضح أنّ قرار المحكمة فيه شقان، "سياسي يطالب العائلة بأنّ تعترف بأنه مخرب. والشق القضائي بأنّ المحكمة قالت إنها لن تتدخل إلا بعد رد الشرطة خطياً"، مشيراً إلى أنّ "هناك فقرة كاملة في رد قاضي المحكمة أن على المستأنفين تقديم طلب بتسريح جثمان مخرّب".
وأصدرت عائلة أبو الهيجاء في وقت سابق بياناً جاء فيه: "مرّت 10 أيام ولم يتم تسليم جثمان ابننا وسيم أبو الهيجاء، على الرّغم من الوعود التي تلقيناها من قادة المجتمع وجهات عديدة؛ في ظل هذا الصَّمت الفاضح والخُذلان المؤلم، الحُكومة تُمارس أَشَد أنواع التنكيل والتعذيب تجاه العائلة باحتجازها جثمان ابننا، ومنعنا من دفنه وإكرامه، وهذا بعد أن قامت بقتلِهِ بدم بارد دون تقديم أي دليل أو توثيق للحادثة".
وأضاف البيان: "نطالب بلدية طمرة، ولجنة المتابعة وجميع القيادات الدينية والسّياسية في مجتمعنا، والتي اكتفت بوعود لم تتحقق، بالخروج عن الصّمت ودور المستمع، وبالتصرّف فورًا لتفعيل الضغوطات على الشرطة والمسؤولين عن حجز الجثمان. كما نطالبهم بدعم العائلة وحقها بالتوثيق الكامل للحادثة، وهذا أضعف الإيمان!".
وأشار بيان العائلة إلى أن "حجز الجثمان ما هو إلا جريمة بشعة وانتقاميّة غير إنسانيّة".
وكان وسيم أبو الهيجاء قد درس الطب المخبري في الجامعة العبرية بالقدس، وهو الابن البكر للعائلة، وعمل سابقاً في مستشفى مائير بمدينة كفار سابا.