عقد محاربون أميركيون قدامى مؤتمراً صحافياً حضره "العربي الجديد" في واشنطن، مطالبين بوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، منددين بموقف إدارة جو بايدن الذي قالوا إنّه لا يعبر عن أصوات الشعب الأميركي.
وأكد دينيس فريتز، وهو رقيب أول متقاعد بالقوات الجوية الأميركية، أن الطيار العسكري الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية أرون بوشنل، ضحى بحياته رداً على خطايا الكونغرس الأميركي وإدارة بايدن، اللذين لا يملكان الشجاعة للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأنه ضحى بحياته من أجل جذب انتباههم.
وقال فريتز: "باعتباري قائداً سابقاً للقوات الجوية الأميركية، فإنني أثني عليه، وأشعر بخيبة أمل كبيرة وانزعاج بشكل خاص من السيناتور توم كوتون، الذي كانت لديه الجرأة لإرسال رسالة إلى وزير الدفاع (لويد أوستن) يسأل فيها لماذا كان آرون قادراً على الخدمة".
وانتقد دينيس أعضاء الكونغرس، واصفاً إياهم بأنهم "وضعوا مصلحة دولة أجنبية فوق مصلحة المحاربين القدامى الذين عبروا عن اختلافهم مع السياسة غير الإنسانية المتبعة في غزة، وهذا عار عليهم". كما وجه انتقادات إلى إدارة بايدن وجون كيربي على تصريحاتهما بشأن حرب غزة، مشدّداً على ضرورة مطالبة الرئيس جو بايدن بالدعوة لوقف دائم لإطلاق النار.
من جانبها، قالت الضابطة السابقة جوزفين جيلبو، إنّها من قدامى المحاربين، وخدمت لمدة 17 عاماً، مضيفةً: "قد استقلت أخيراً من منصبي، وأنا أم وزوجة ومسيحية ومواطنة أميركية، وأنا هنا اليوم وأشعر باليأس من أجل الناس في غزة، خاصة أننا نقترب من الشهر السادس من الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني".
وأضافت أن "العالم يشاهد محرقة (...) يشاهد (الزعيم النازي أدولف) هتلر مرة أخرى، ولكن هذه المرة تحت اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، منتقدةً موقف الحكومة الأميركية التي تتجاهل الإبادة الجماعية وقتل الآلاف من الفلسطينيين، مشدّدةً على أن هذه الأفعال لا تعكس أصوات وقلوب الشعب الأميركي، وأنها تتعارض مع مطالب الأطباء والنقابات العمالية ومنظمات الرعاية الصحية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.
وأشارت الضابطة السابقة إلى أنه كما تمت كتابة مئات وآلاف الكتب عن المحرقة ضد اليهود، فإنه أيضاً ستُكتَب آلاف الكتب عن هذه المحرقة في غزة، مؤكدةً أن الحكومة الأميركية عليها أن تتوقف وتغير مسار ما يحدث.
من جهتها، قالت المحاربة الأميركية السابقة آن رايت، التي عملت في الجيش الأميركي لنحو 29 عاماً، إنها ترى الإبادة الجماعية في غزة والتدمير الذي لا يصدق، والذي يتم على يد نتنياهو بدعم من الرئيس جو بايدن والكونغرس الأميركي، وطالبت بضرورة التدخل لوقف هذه الجرائم.
وشدّدت على ضرورة وقف تمويل ودعم إسرائيل التي تدمر المستشفيات والجامعات والمباني، والتي قتل جيشها أكثر من 30 ألف فلسطيني، فيما لا يزال هناك نحو 10 آلاف تحت الأنقاض، وطالبت الرئيس الأميركي بضرورة التدخل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وعلى جانب آخر، قالت رازان، وهي من حركة أطباء ضد الإبادة الجماعية، إنّه "بينما يناقش أعضاء الكونغرس انعدام الأمن الغذائي، فإننا نشهد أسوأ مجاعة في العصر الحديث في غزة"، داعيةً الإدارة الأميركية للتراجع عن موقفها المتواطئ مع هذه الإبادة الجماعية والتوقف عن تمويلها والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وأضافت المتحدثة أنه "بعد 150 يوماً من القصف المستمر على قطاع غزة، يتضور الفلسطينيون جوعاً، ويتعرضون لخطر الإصابة بالأوبئة، ويتعاملون مع بتر الأطراف، والأمراض المعدية، وإصابات الدماغ والعمود الفقري، دون مضادات حيوية أو أدوية، مع إجراء العمليات الجراحية بدون أدوية تخدير، وذلك وسط تجاهل لكل ما يحدث".
على جانب آخر، تحدثت ممثلة عن مجموعة من الأميركيين سافروا إلى الضفة الغربية أخيرا، لمدة 7 أيام، وأشارت إلى الاضطهاد الذين يعانيه الفلسطينيون في أرضهم، والسجن دون تهمة والاحتجاز الإداري، واعتقال الأطفال دون معرفة إلى أن يتم أخذهم، وإساءة المعاملة في السجون.